المنبر الاعلامي الحر

إلُى ملك الصحراء وعربيد نفطها سلمان…..خدعوك فقالوا إنه مجرد اليمن الفقير !!!.

 #نعم إنه اليمن ذو الأحرف الثلاثة لكنك محال أن تتصوره في مخيلتك ولايمكنك أن تحيط به أبدا ،،جغرافياً هو يمتد من إبتسامة عجوز تجوب أزقة صنعاء القديمة تحمل فوق رأسها خبزا لا يجروء الطير أن يأكل منه ثم يمتد بعيدا إلى هناك ,,إلى مهجل راعي وفلاح في وديانه إلى تكبيرة مؤذن فوق جباله الشامخة إلى أهازيج صياد على شواطئه وجزره إلى ترانيم أبنائه وهم يحتشدون في جامعاته ومدارسه !! ثم يمتد بعيدا إلى ماوراء ذلك,, إلى حيث لايسعفك أي تصور وخيال !!

إنه اليمن ياهذا،، إنه البلد الذي يمتد من حيث لا تعلم إلى حيث لاتدرك,, يمتد من أوتار الكرامة وهي تعزف (وسيبقى نبض قلبي يمنيا) وحتى أقاصي وجدانها… لكنهم خدعوك فقالوا إنه مجرد اليمن الفقير وفي لغة الرياضيات ستجد أن (اليمن =الحضارة) هكذا وجدوها معادلة أزلية موزونة لايمكنك أن تضيف أي رقم آخر دون أن تحدث إختلالا رهيبا في كل شئ من حولك… ثم تغافلت أن من رحم اليمن ولدت العروبة والرجولة التي سحق فضائلها نفطك الأسود وتغافلت أن أي محاولة لتغيير هذه الحقيقة لن تنتج سوى طفرة خبيثة تبتلعك وتبتلع كل شئ من حولك…

كيف لك أن تتصور أن بإمكان جحافلك العسكرية الضخمة القضاء على بلد يتمدد منذ الأزل ليجتاح بثقافة حضارته الخضراء ثقافة الصحراء القاحلة والعقال الصفري الذي تشد به رأسك !!!

أدرك جيدا أنك لم تسقطه من حساباتك قط فلطالما كان أباؤك الأوائل يخشون من  مواجهته ,،ثم خدعوك فقالوا إنه مجرد اليمن وسولت لك نفسك بعد ذلك أمرا فحاولت جاهدا أن تلملم كل شجاعتك وكل أوزارك وخطاياك وتقتحم البلد الوقور وهو يرتدي عباءة الرهبان والذي لاتعلم يقينا من أين يبتدأ واين وكيف ينتهي،،!!

لم تتوقع أن يحمل شبابه وشيوخه وأطفاله السلاح لصد هجومك الغادر عن بلدهم فلطالما أخبروك أن بإمكانك أن تشتريهم كلهم بمالك !! لكن شعورا ما بداخلك حال دون الإعتقاد من أن طائراتك الحديثة وجحافلك الذين حشدتهم ضده وضد أبنائه بكل جرم وقبح يندي له جبين الانسانية قادرين على كسر بلد كاليمن وٳن كان فقيرا !!!

لكن أحدا لم يخبرك أنه يستحيل عليك أن تسقط بلد تتنفسه الحياة،،لم يخبرك أحد أنه يستحيل عليك أن تسقط ٲمة لايُستدل عليها بتاريخ وإنما يُستدل على التاريخ كله بها،،!!!

لم تدرك كل ذلك ولذلك تهورت في المواجهة !!

لم تتساءل يوما كيف ستواجه ثقافة الموت التي حشدتها على أبوابه ثقافة الحب والحياة التي تكتظ بها جباله ووديانه وسهوله ومدرجاته وشواطئه وجزره ورماله وقفاره !!

 وكيف سيواجه ظلامك الاسود وهج إشراقته الساطع عبر التأريخ!! وكيف ستواجه صواريخك النزقة وقار تأريخه الموغل في القدم!!!

ولربما التمس بعض العذر لك لانه لم يكن لك الشرف يوما أن تتجول في مدنه وقراه,,لم تْجْلُسِ يوما في إحدى مقاهيه الشعبية لتستمع إلى رجل مسن هناك وهو يحدثك عن أسباب سقوط النازية!!لم تجلس يوما في إحدى ربى قراه لتستمع لعجوز وهي تتحدث عن خسائر الاتراك الفادحة في هذا البلد وعن هزيمة الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس على أرضه,,لم تجرب يوما ان تتنسم عبق الكرامة الفواحة هناك.!!

للاسف لم يحالفك الحظ ذات يوم بذلك والا لما أقدمت على غزو بلد لامثيل له بين بلدان الأرض إلّاه..

نعم ربما ستعيث فيه جحافلك وطائراتك ومرتزقتك وأموالك خرابا ودمارا وتمزيقا ,,ربما ستمارس آلة الحرب لديك هوايتها المفضلة في إزهاق الأرواح وتشويه السلام والحب الذي ينساب من بين حناياه ،،لكنك لن تنتصر أبدا فهذا البلد يمتلك مقدرة مذهلة في تجديد ذاته لن تستطيع أن تستوعبها أنت ولاغيرك،، فبذور سنبلة تحتضر على أرضه تملأ وديانه مئات السنابل…!!

 إنه اليمن يا ملك الصحراء وعربيد نفطها

ولن يُهزم أبدا لأنه البلد الذي تجاوز بكبريائه كل أشكال الهزيمة التي تفترضها أنت في مخيلتك السقيمة،،!!!

هذا هو اليمن فهل عرفته ياهذا !؟

إنه البلد ذو الأحرف الثلاثة فقط لكن منه تنطلق كل أبجديات الحب والحياة وكل أحرف الحريات وكل ألوان الجمال إنه أسطورة العشق والخنجر المسموم في خاصرة العبودية والهوان ،،إنه محراب العلم والحضارة والتأريخ ورسول السلام ومنه تستلهم الحرية كرامتها وتجود الأرض فيه حين تجود بخيرة رجالها ونسائها وعليه حتما سيكتب التاريخ هزيمتك النكراء ولن ينفعك حينها من خدعوك فقالوا.. إنه مجرد اليمن…..

 

بقلم/د.وهاج المقطري.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com