المنبر الاعلامي الحر

نقرير | اجتماع الملامة في جدة .. لا أحد يرغب بشرب الكأس المرة وحيدا ؟!..

تقارير : إبراهيم الوادعي

عندما تصل أعلى تلة النصر لا تحب أن يقاسمك أحد، وعندما تقف على حافة الهزيمة فإنك تبحث عمن يشاركك وزرها، من هذه الزاوية يمكن فهم اجتماع وزراء إعلام دول تحالف العدوان على اليمن، والتغريدة الأولى لوكالة الأنباء الإماراتية يرد فيها اسم السعودية كقائدة للتحالف في إطار تناولها الاعلامي للمعارك في الساحل الغربي لليمن.

منذ بداية الحرب العدوانية على اليمن وضع العدوان على اليمن نصب عينيه احتلال كامل الساحل الغربي كاولوية، فانطلقت الرياض في مهمة غزو الساحل الغربي ابتداء من ميدي، بينما انطلقت أبو ظبي من الجنوب حيث باب المندب وذوباب، تعثرت الرياض في ميدي، وتلقت أبو ظبي مساعدة من المنافقين والخونة اوصلتها الى الخوخة قبيل انكشاف امر مليشيا الخيانة وزعيمها في 2 ديسمبر 2017م.

ولا يخفي المستشار الإعلامي لزعيم الخيانة نبيل الصوفي زياراته المتعددة إلى المخا قبيل سقوطها بيد أبو ظبي، ومشاركة موالين لعفاش في إسقاط الخوخة بيد القوات الغازية.

تملك الغرور أبو ظبي نتيجة تقدمها وتعثر الحليف السعودي، واظهرت النأي بنفسها عن الفشل السعودي، وظهر مرتزقتها يتناولون بالسخرية مرتزقة الرياض، ويصفونهم بالعجز أمام ما يحققه أسيادهم عيال زايد، وكان التناول الإعلامي لوكالة وام الإماراتية الرسمية يحرص على ارجاع فضل أي انجاز في مناطق الساحل الغربي حصرا إلى الجيش الإماراتي وتخطيط القيادة الإماراتية، وتجاهل تام للسعودية أو لما يسمى بالتحالف.

خلال الأسابيع الماضية افرجت الجولة الأولى من المعارك جنوب مدينة الحديدة عن انتصار ساحق للجيش واللجان الشعبية بعد أسبوعين من المعارك الدامية، ووقفت أبو ظبي رغم المساندة الأمريكية والفرنسية والبريطانية الميدانية عاجزة عن احتلال مطار الحديدة في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، أو التمركز في جنوبه، والمطار بقعة جغرافية مفتوحة على شاطئ البحر.

لقد نجح المدافعون في تحويل ما ظنه الغزاة نقطة قوة بالتمدد بمحاذاة الساحل بحماية الطيران والبوارج المرابطة قبالة الشواطئ اليمنية، حيث أضحت عشرات الكيلومترات نقاطا قاتلة للهجوم على الحديدة، وبحرفية عالية تمكنت قيادة الجيش واللجان الشعبية من واد الهجوم بأسلوب قتالي محترف وقرأ’ جامعة لمعطيات المعركة وظروفها الميدانية والمحيطة.

وهذا يقود إلى استنتاجين هامين أولهما: أن العقول التي واجهت العملية الإماراتية في العاصمة صنعاء في أحداث ديسمبر 2017م، حاضرة اليوم في الساحل بمواجهة الألاعيب الصبياينة ووأدها أيضا بذات الطريقة المذهلة سرعة وإنجازا، وشهدنا تحول الساحل إلى محارق للقوات المتقدمة، حيث أضحت المدرعات والأفراد طرائد يجري اصطيادها بعد أن حوصرت في أكثر من مكان وشلت فاعلية الهجوم باتجاه مطار الحديدة.

والاستنتاج الآخر يتمثل في انكشاف خواء العقل الأمريكي في اليمن في مواجهة قيادة الجيش واللجان الشعبية، وتعرضه للاستنزاف في مواجهة خططها المضادة والاستنزاف بمعركة النفس الطويل. وأمكن كسر عملية “النصر الذهبي” بالتماسك العسكري والشعبي وبضع صور نقلت الحقيقة للعالم من خطوط النار.

لقد أظهرت قيادة الثورة حرفيتها وقدرتها على إدارة معركة الحديدة عسكريا وإعلاميا، وعن كونها لاتزال واعدة وفي جعبتها الكثير لمواجهة العقل العسكري الأمريكي بواجهة إماراتية، بعد ان تمدد جسد الافعى وسهل تقطيعها، ولا يمكن إخفاء حقيقة ان الاستعداد لمعركة الحديدة كان حاضرا لدى القيادة بحسب خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن مستجدات الساحل الغربي أواخر هر رمضان المبارك وفي شهر شوال ، وجرى استنزاف قوى العدوان ثلاثة أعوام ونصف منذ انطلاق شرارة المعارك في ميدي.

غزوة الساحل الغربي على تعدد مسمياتها الإماراتية تقف اليوم على حافة الانهيار الشامل بعد عشرين يوما من المعارك العنيفة عسكريا وإعلاميا، أظهر فيها المدافعون عن الأرض والحمى قدرات غير متوقعة ، فاتى اجتماع وزراء الإعلام بدول تحالف العدوان في جدة لمحاولة لملمة الأوراق المبعثرة ، وإقرار ضمني بالهزيمة اقله في الجولة الأولى ، إضافة الى محاولات للجم تفرد كل منها بالنصر وتحديدا أبو ظبي الذي ظنته في متناول اليد ، وهي تريد منه تحديدا ان يشاركها الاخرون في وزر تحمل الهزيمة الواقعة ، وتلك المتوقعة مع جولة ثانية يرتب لها العدوان في الساحل الغربي .

وبالمثير للضحك والسخرية وصف الناطق باسم انصار الله محمد عبد السلام اجتماع وزراء اعلام دول العدوان على اليمن ، وقال ان الاجتماع انعقد على وقع فشل التصعيد الأخير في الساحل الغربي عسكريا وسياسيا وإعلاميا، وسقوط العدو في مستنقع مميت؛ سيطرت حالة ٌ من الخيبة على وزراء إعلام تحالف العدوان وخرجوا من اجتماعهم في جدة ببيان مثير للسخرية والضحك.

ودعا عبد السلام كل من حضر الى تقديم استقالاتهم مضيفا : لسنا هنا في معرض الواعظين لقوم نكسوا على رؤوسهم إلا أنه لا بد أن نذكرهم بما قاموا به من إجراءات ظالمة بحق وسائل إعلام القوى المناوئة للعدوان يمنية وغير يمنية وصلت ذات مرة إلى حد تقديم رشوة مالية ضخمة تقدر بثلاثين مليون دولار لشركة أجنبية مقابل حجب إحدى قنواتنا الفضائية من القمر الفضائي لمدة ثلاثين يوما فقط، فضلا عن الكثير والكثير من الإجراءات التي اتخذت من قبيل التشويش والفصل من باقات، وتعاقد مع شركات عملاقة لتهكير مواقع الكترونية وإغلاق أخرى، وميدانيا لم يتورع العدوان عن قصف مقرات القنوات الفضائية والإذاعات والمراسلين وما من وسيلة لكتم صوت الحق وتشويهه إلا اتخذت، وعلى مستوى صفحات الفيسبوك وتويتر بإغلاقها وتزويرها، وهلم جراء من الإجراءات العدوانية المخزية، وحصيلتُها أنها غير مجدية بدليل بيان جدة المثير للشفقة.

ومن جانبه يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي أن”اجتماع وزراء دول العدوان يأتي في إطار الحملة الإعلامية التي تشن ضد اليمن بالترافق مع معركة الساحل الغربي وخسائرهم على كل صعيد والتي ارتدت آثارها الإعلامية على نفسيات مقاتليهم والأتباع وكذلك نفسيات الذين يخدعونهم عبر وسائل إعلامهم فكان هذا الاجتماع محاولة لتغطية تلك الفضائح”.

ووفقاً للشامي فإنّ من أهداف هذا الاجتماع أيضاً العمل على أن يكون هناك معركة إعلامية قادمة ضد الشعب اليمني بالتزامن مع عدوانهم العسكري.

ومن جانبهم يرى محللون ان المعركة الإعلامية القادمة والمتزامنة مع انطلاق جولة جديدة من القتال الضاري لمحاولة السيطرة على ميناء ومدينة الحديدة ستدار من غرفة عمليات موحدة تتبعها عشرات القنوات المختلفة البلدان والجنسية وتتواطىء فيها وكالات انباء عالمية أمريكية وغربية يفرض عليها الالتزام بما تحدده تلك الغرفة مقابل اموال طائلة او تهديدات بسحب التراخيص.

ولاتفوت الإشارة الى الاجتماع الطارىء وزراء اعلام دول العدوان يأتي على وقع الفضائح التي تعنى بكشفها الصحافة الغربية واخرها فضيحة السجون الإماراتية السرية في اليمن والانتهاكات المطابقة لانتهاكات أبوغريب وفقا لما أوردته وكالة اسوشيتد برس الأمريكية، وقامت برمي حملها على حكومة الخائن هادي الذي لا يجرؤ على التبرؤ خوفا على حياته، وكذلك وضع حكومته.

من غير المتوقع أن تسلم ممالك الخليج بالهزيمة في الساحل الغربي الذي رمت فيه بكل ثقلها وخبرات حلفائها، أو ترضخ للحل السياسي بعد 3 أعوام ونصف من القتال لم تتحقق خلالها الأهداف الموضوعة رغم الاستنزاف الكبير مادام في خزائنها بعض المال، أو يسمح لها من قبل إدارة ترامب التي جال سفيرها مؤخرا لتنشيط مختلف جبهات القتال، بالتوقف عن الحرب إلا حين ينضب حليبها ويصيبها الكساح.

المسيرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com