المنبر الاعلامي الحر

صفقات بين ’القاعدة’ والسعودية والإمارات في اليمن وأميركا متورّطة

يمني برس: تقارير

تناول ميشال هورتون في مقالة نشرها موقع “ناشونال انترست” تحقيقًا أجرته وكالة “أسوشيتد برس”، كشفت فيه أن الإمارات والسعودية والقوى الموالية لها في اليمن أبرمت صفقات مع تنظيم “القاعدة” في اليمن.

وأوضح الكاتب أن “هذا التحقيق يشير إلى مسألة أخرى كانت معروفة أصلًا وهي أن تنظيم “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية يقاتل الى جانب بعض الميليشيات التي تدعمها الامارات والسعودية، والتي تقاتل جماعة انصار الله”، وتابع “بالنسبة لهذه المجموعات وللسعودية والإمارات أيضًا فإن هزيمة جماعة “أنصار الله” تعتبر اولوية اكبر من اية مخاوف من التعاون “مع” القاعدة”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن السعودية والإمارات هي دول حليفة لأميركا.

الكاتب قال إن “التحقيق يصور تنظيم “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية بأنه لا يزال قويا”، مشيرا الى أن “ذلك يتناقض مع التقييم الذي تقدمه الإمارات والسعودية وبعض المحللين اليمنيين الذين يقولون إن التنظيم بات مفتّتًا وبحالة ضعف بسبب عمليات يقوم بها “التحالف” بقيادة السعودية والامارات”، وفق المزاعم.

وحذر الكاتب من أن التصور بأن تنظيم “القاعدة” ضعيف ومفتّت قد يؤدي إلى سوء فهم استراتيجيته في اليمن، وأضاف “يستخلص التنظيم العبر

من السنوات الماضية ويتبنى استرتيجية اكثر براغماتية تعتمد على تركيبة لامركزية”، وعليه اعتبر أن “التنظيم يتكيف مع الوضع ويستغل التطورات الناتجة عن الحرب على اليمن”.

كذلك أشار الكاتب الى انه “وفي الشهر نفسه الذي شنت فيه السعودية والإمارات والدول الحليفة حربها على اليمن، استولى تنظيم “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية على مدينة المكلاّ الساحلية”.

وخلص الكاتب إلى أن “الحرب على اليمن دمرت البنية التحتية وزادت من حالة الفقر في البلاد”، وقال “من غير المرجح ألّا يستغل تنظيم القاعدة هذا الوضع”، لافتًا إلى أن “كل ما تقدم يعني أن مستقبل هذا التنظيم في اليمن هو في مأمن”، وفق تعبير الكاتب.

 

واشنطن متورطة في الحرب على اليمن

وفي السياق نفسه، توجه ميشال زينكو في مقالة نشرتها مجلة “فورين بوليسي” إلى الحكومة الأميركية، داعيًا إياها إلى وقف الدعم العسكري المباشر للسعودية وحلفائها في حربهم على اليمن.

وذكّر الكاتب بما حصل بتاريخ السادس والعشرين من آذار/مارس عام 2015 خلال جلسلة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، عندما سألت السيناتورة كريستين غيليبراند قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي وقتها ليود أوستن عن هدف الحرب على اليمن وتقييم مدى إمكانية نجاح هذه الحرب، وأضاف “أجاب اوستن بصراحة وقتها بأن لا علم له بأهداف الحرب، وبالتالي عبّر عن عجزه عن تقييم مدى إمكانية تحقيق النجاح”.

وتابع الكاتب “كان ذلك اعترافًا من القائد العسكري المسؤول عن تقديم الدعم لحرب جديدة في الشرق الأوسط، لم يكن يعرف أهداف الحرب على اليمن، ولم يكن بإمكانه تقييم مدى امكانية نجاحها”، وأضاف “أصبحت الولايات المتحدة مشاركة في حرب ليس لها هدف واضح”.

الكاتب قال إن “ذلك ادى الى نتيجتين حتميتين، الاولى هي ان عددا من جرائم الحرب التي ارتُكبت، كانت على غرار الجريمة الاخيرة التي ارتكبتها الطائرات السعودية بقصف حافلة ركاب تقل عددا من الاطفال اليمنيين”، مشيرًا الى ان “قنابل اميركية استخدمت في هذه المجزرة، أما “النتيجة الثانية فهي تبني الحكومة الاميركية موقفا صامتا حيال هذه المجازر”.

ولفت الكاتب إلى أنه مع مرور ثلاثة أعوام منذ بدء الحرب على اليمن، لم يحصل “الكونغرس” ولا الشعب الاميركي على اجابة حول السؤال المتعلق بوجود استراتيجية لهذه الحرب، وقال “ان المسؤولين الاميركيين وبدلاً من الاعتراف بتورط اميركا في القصف العشوائي، احالوا الموضوع الى الامم المتحدة”.

وإذ أشار الكاتب إلى أن ثمة سببًا واضحًا لعدم بذل مساعٍ علنية من قبل ادارتي اوباما وترامب لتبرير الدعم المادي الذي تقدمه اميركا للحرب على اليمن، قال “السبب هو أن الدعم غير مبرر”، لافتا الى ان بعض المسؤولين في ادارة ترامب يقولون ان ضبط نفوذ ايران في المنطقة هو سبب الدعم الاميركي للحرب على اليمن”، الا أنه وصف هذا الكلام بـ”الحجة الضعيفة”.

وفيما أعرب الكاتب عن اعتقاده بأن “السبب الوحيد لاستمرار واشنطن بدعم الحرب على اليمن هو أن هذا الدعم قدم من قبل ادارتين ديمقراطية وجمهورية”، أضاف أن “توجيه الانتقادات لا يحمل معه اية مكاسب سياسية لأي من الحزبين، فالقادة في البيت الأبيض و”الكونغرس” ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي متورطون ومسؤولون عن كل حالة وفاة جديدة في اليمن ناتجة عن استخدام القنابل الاميركية”.

وختم الكاتب “واشنطن متورطة بالحرب على اليمن منذ الخامس والعشرين من آذار/مارس عام 2015، والدعم الأميركي للحرب لم يمنع قتل المدنيين”، مشددا على أنه “حان الوقت لوقف الدعم الاميركي للسعودية وحلفائها”، كما شدد على “ضرورة ان لا تذهب اميركا ابدا الى حرب او ان تدعم حروب اطراف اخرى، دون غايات او اهداف واضحة”.

 

المصدر: العهد

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com