المنبر الاعلامي الحر

حسين البدر والعصر

حسين البدر والعصر

 

يمني برس- بقلم/ صفا فايع

 

في زمن بلغ الظلم ذروته، والفساد والتضليل بلغ اقصاه، في زمنٍ هيمن الغرب علينا بكل وسائله واساليبه الخبيثة ، غزانا في كل شيئ حتى وصل إلى عقر ديارنا بكل جداره.

 

في زمنٍ نبذنا كتاب الله وراء ظهورنا ،واصبحنا نجري وراء التقدم والتحضر الزائف ونحن نرى الظلم بكل اشكاله ثم لانحرك ساكناً.

 

في زمنٍ اصبح المسلم في  هذا العالم  (ارهابي)! والإسلام (دين تخلف وتشدد)!

 

في زمن اصبح اليهود هم من يحركونا لنضرب انفسنا وديننا بأيدينا وكأن الله لم يخبرنا في كتابه بإننا خير امة أخرجت للناس!

في زمن اصبح الظلم والقهر والإستعباد للناس والسيطرة على الشعوب هو الروتين اليومي الذي يتجرعه العربي المسلم كل يوم حتى اصبح معتاداً عليه ويظن انه ليس بيده شيئاً ليغير واقعه ،والكارثه اعتقاده بإنه غير محاسب على سكوته وتقبله لهذا الواقع (يعيش حياته اليوميه بلا اي هدف ومصيره هو وبلاده واهله مهدد_تائه لايعرف الى أين سيؤول مصيره _والتحركات اليهوديه التي تخطط لإبادته وتدميره او إفساده تجري على قدمٍ وساق ..تضرب هنا ، وتحتل هنا ، وتنهب هناك-وتجتاح البحار والصحاري والسماء وكأن الله لم يخلق الكرة الارضية إلا لها لتستعبد الناس فتجعلهم خداماً لها)

 

في زمنٍ اصبح المسلم غيرمعتزٍ بدينه ولا بكتابه ولا بنبيه ، لأنه ترك توجيهات الله ، ورأى اعداء الله يهينون كتاب الله امام عينيه ويسبون رسوله ويشتمون الإسلام فلا يكون له موقف

 

في زمنٍ جعل المسلمون القرآن الكريم وسيله لجمع رصيدٍ من الحسنات اوكتاب يستطب به المرضى او الموجوعين بقراءةٍ سطحيه دون عمل او تحرك او وعي لمايريد الله من خلال آياته منهم

 

في ظل هذا الزمن المعتم الأسود كسواد ليلٍ كالح

ظهر حسين البدر والعصر

نورٌ من نور الله ..ومجدداً لدين الله

لأن الله يأبى إلا ان يتم نوره ، ولو كره الكافرون

ولإن أئمة اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين في كل عصرٍ وزمان يجددون لنا دين الله لكي لا نظل ولا نشقى.

وهذه نعمة عظيمه علينا ان نستشعرها كما يجب ..ونحمدالله عليها كما ينبغي.

 

أتى حسين العصر ليقهر اعداء الله ويكشف مخططاتهم ومكائدهم التي وللأسف كنا لولاه سنغتر بها ونصدقها اكثر

كان وكأنه يراهم امام عينيه بعد سنوات ماذا سيفعلون ! وكيف سيكون مصير هذه الأمه إن لم تنهض وتستفيق

 

ان أعظم منهج قُدم كمشروع  على هذه الارض في الوقت الحالي هو فكرالشهيد القائد سلام الله عليه لإنه كشف مخططات أعداء الإسلام وعراهم وداس على بروتوكولاتهم تحت قدميه بإحياء اُمة وتربية امة وتحريك امة كانت تغط في سبات عميق .. صنع أمة  مترابطة قوية ثابتة امة متصلة بالله  واثقة بنصر الله مهما بلغ حجم التضحيات.

 

تحرك بدايةً بمفرده، لم يكن قوله (لن استطيع) و(ماذا عساي ان افعل)؟

لم يقل(ماذا ستفعل صرختي)؟

لم يقل (ماذا سيكون مصيري وأهلي)؟لم يقل (أمريكا العصاء الغليظه)ولن استطيع ردع مخططاتها ومواجهتها بمفردي

بل كان منطقه (ان الله يدافع عن الذين آمنوا)كان منطقه (لينصرن الله من ينصره )

كان منطقه ان قوة الله أقوى من قوة اليهود الذين (ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة)

كانت نظرته ان من خلقه وخلق البشر على هذا الكون لم يخلقهم ليعيشوا اذلاء مستعبدين لأي احدٍ سوى لله وهو من قد جعلهم خلفاء له في ارضه, ولا يجب على الناس الا النهوض وعدم السكوت عن هذا الظلم

 

فما كان مِن أكثر هؤلاء الناس الذين وصل اليهم فكره إلا ان خذلوه وتركوه عندما تكالب عليه اذناب اليهود لقتله وإطفاء نوره بل ان بعضهم مد يده ليشارك في جريمة قتله وحصار اسرته.

 

لم يحمل مسؤولية وهم ايقاض هذه الامه مع السيد حسين والدفاع عن هذا المشروع العظيم  الا ثلة قليلة نالوا شرف  الأولين السابقين المسارعين.

 

كان السيد حسين سلام الله عليه يظن ان عدوه وعدو المسلمين جميعاً هم اليهود الذين قد حذر الله الناس منهم في كتابه الكريم ..ولم يكن يخيل له ان هناك اعداء باسم مسلمين بل ويمنيين قال عنهم رسول الله(ارق قلوباً والين افئده)

وقال عنهم (الإيمان يمان والحكمة يمانيه)  سيدنسوا أيديهم بدماء الشرفاء الطاهرين من الشهداء والصادقين  الذين وقفوا بكل صمود واستبسال مع هذه المسيرة منذ بزوغها ..وكان أولها دمه الطاهر ،

 

كانت الصدمة ان شُنت الحرب على هذا السيد العظيم ورفاقه بكل جبروتها وعدوانها تحت أضاليل وذرائع زائفة وظالمه بكل ماللكلمه من معنى.

 

شُنت الحرب الاولى على مران وعلى شخص السيد حسين واهله ورفاقه الذين كانوا يُعدوا على أصابع اليد في ذلك الوقت بعد حملة تضليلة كبيره قامت بها السلطة الظالمة عبر  وسائل الإعلام التي كانت كلها تحت ايديها وتحت ذرائع انه ادعى النبوه ..وانه يريد ان يعيد الإمامه ..وانه ساحر ووو..الخ من الأكاذيب فأنزلق العديد من ضعاف النفوس في هذه الحرب بسبب  هذه الأضاليل وأخذتهم حميتهم بالإثم والعدوان فحاصروه هو واهله من الماء والغذاء وضربوه بأنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة والمدعومة بالطيران وقاموا برش الغازات المحرمة عليه وأسرته في جرف سلمان حتى انهم قطعوا الماءا لذي يصل الى الجرف  ووضعوا البترول بدلاً عنه وقاموا بإحراق الاطفال والنساء  ..لقد عادت كربلاء في تلك اللحظات بكل تفاصيلها على ارض مران .

 

لكن السيد سلام الله عليه واجه كل ذلك بإيمان وصمود وصبر حسيني علوي لا نظير له،كانت تهتز الجبال التي يقطن فيها جراء جلجله الصواريخ والطوائر وهو ثابث شامخ لم يضعف ولم يسلم نفسه او يتنازل عن مشروعه وفكره القرآني ..سلاحه حسبنا الله ونعم الوكيل وهو سلاح الصبر والإيمان الذي قهركل أسلحتهم الفتاكة حتى ان مذيعة قناة الجزيرة في احدى الاتصالات الهاتفية به اثناء الحرب سألته  من يدعمكم بالسلاح ؟فيرد عليها سلام الله عليه هو من الله عدة مرات ..فما كان منها الا ان قالت لكن السماء لا تمطر سلاحاً!!

 

قتلوا حسين العصر نعم، لكنهم لم يطفئوا نوره كما ظنوا ..بل إن اكبر غلطه ارتكبتها امريكاء وحلفائها في اليمن  هو إقدامهم على قتل الشهيد القائد

لقد ظنوا ان هذه المسيرة ستنتهي بموته

ظنوا ان قوتهم افتك من قوة الله

كانوا يظنون ان تلك الفئة القليلة التي تؤمن بفكره ستنتهي بإنتهاء وجوده

كأنهم لم يقرؤوا يوماً في كتاب الله قوله تعالى (كم من فئةٍ قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله)

ذهب جسد حسين العصرالى ربه وبقيت روحه ومعها مبادئه وفكره ومشروعه ليمشي على خطاها كل احرار العالم.

وظلت السلطة تخطئ هي ومن يحركها بإستهداف كل من يتحرك  على خطى هذا القائد فشنت على صعده ستة حروب متتابعة ظالمة طالت البشر والشجر والحجر ..لكن حسين العصر كان قد انشأ بفكره وبدمه الف الف حسين .. كانت ملازمه قد ربت جيلاً عرف الله، جيلاً عرف انه لايجدر به ان يظن ان من خلقه في احسن تقويم انه سيتركه بدون هادٍ وبدون نور وبدون مجدد لدين الله وهو الذي قال جل شأنه (وجعلنا لكل قومٍ هاد).

 

لقد اصبحت هذه الأمة بفضل دماء الشهيد القائد امة واعيه لما يدور حولها من مؤامرات ..امه منطلقه وفق تربيه ايمانية حقيقية تجسد دين الله على أرضه كما أمر سبحانه ..تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ولا تخشى في الله لومة لائم ..أصبح نهج العلم القائد ينهجه الآلاف من البشر في هذا الوقت وهذا دليلٌ على انتصار دمه عليهم كما انتصرت دماء الحسين بن علي واهله في كربلاء على سيف يزيد وأذنابه.

 

نرى ذلك الإنتصار في هذا الوقت الذي شن فيه العالم المنافق المتواطئ عدوان غاشم ظالم على

ارض اليمن ثم تُحرق اليآتهم بولاعة ..وتُكسر الآف الزحوف بعدد قليل  من المؤمنين الحفاه ولم يستطيعوا ان يحققوا أهدافهم بالوصول الى صنعاء بعد أربعة أعوام متتالية من الضرب المتواصل والحصارالجائر والآف الزحوفات والغارات،  تجسد انتصاره ايضاً باقتحام مواقعهم بسُلم وتم قتلهم  والتنكيل بهم من مواقعهم المحصنة في صوره اشبه ما يُطلق عليها انهم أصبحوا كالفراش المبثوث، انتصار الدم صنع بها المقاتل اليمني صاروخاً باليستياً يزلزل أركان المعتدين وتنتهي عنده كل منظوماتهم الدفاعية..كما صنع انتصار دم الحسين ايضاً طيراناً مسيراً يضرب المعتدين في عقر ديارهم حتى أصبحت ترتعد فرائصهم عند سماع ذكره .. ان نصرالله لأوليائه وعونه تجسدت ك آيات يعجز العقل عن استيعابها والقلم عن وصفها ، وهذه الصور التي أصبح العالم يتناقلها عن المقاتل اليمني ليست الا بفضل دماء الشهيد القائد.

 

فلتخرص الألسن وليقف اليمني وكل ثائر في العالم وقفة افتخار وشموخ وعزه وكرامه وحمد وشكرلله في كل مرة يُذكر فيها  اسم الشهيد القائد سلام الله عليه.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com