هزيمة أمريكا .. وخذلان المرتزقة
هزيمة أمريكا .. وخذلان المرتزقة
يمني برس- بقلم- عبدالفتاح البنوس
انتصرت صنعاء لنصرتها غزة، وهزمت أمريكا لنصرتها إسرائيل وتآمرها الفاضح على غزة، هذه هي الحقيقة المجردة من كافة أشكال وأساليب التدليس والتلبيس والزيف والخداع، الحقيقة التي تنسف بالكلية السردية الأمريكية السخيفة التي حاول معتوه أمريكا ترامب التسويق لها عشية الإعلان عن الاتفاق اليمني الأمريكي الذي تم برعاية عمانية، والذي نص على إيقاف العدوان الأمريكي على اليمن مقابل إيقاف العمليات اليمنية التي تستهدف حاملات الطائرات والسفن الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي .
لقد نجح اليمن بامتياز في إدارة المعركة والمواجهة مع العدو الأمريكي المتغطرس الذي وجد نفسه أمام حالة نادرة من الثبات والصمود والمواجهة والتحدي، رغم هستيرية القصف الأمريكي الذي تعرضت له المحافظات اليمنية الحرة والذي طال الأعيان المدنية والأحياء السكنية والمصانع ومراكز الإيواء ومشاريع المياه، والذي طال حتى الموتى في مقابرهم، وجد نفسه أمام جدار فولاذي من الصعب اختراقه أو تجاوزه والقفز عليه، وموقف يمني صلب من المستحيل تغييره أو التأثير عليه، مهما أرعد وأزبد، ومهما قصف ودمر، لأن ذلك مع اليمن واليمنيين غير وارد .
موقف أصيل أصالة هذا البلد وقيادته الحكيمة وجيشه المغوار وشعبه الصابر الصامد الوفي، موقف أجبر الأمريكي الأرعن على الخضوع، وهو الذي صرح عشية شن بلاده عدوانه الغادر على بلادنا بأنه سيبيد من أسماهم بالحوثيين، وسيوقف عمليات الدعم والإسناد اليمنية لغزة، على الذهاب صاغراً للبحث عن مخرج له من المأزق اليمني الذي وضع نفسه فيه، من خلال إيقاف عدوانه في مقابل إيقاف القوات المسلحة اليمنية عمليات الاستهداف لحاملات طائراته وقطعه البحرية الحربية وسفنه التجارية في البحرين الأحمر والعربي، وهو الاتفاق الذي شكل صفعة قوية للمرتزقة وأدواتهم القذرة الذين كانوا في صدارة المهللين والمكبرين بالعدوان الأمريكي على بلدهم .
انتصار اليمن على أمريكا تجسد في تحييد أمريكا عن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، حيث تخلّت عن ربيبتها إسرائيل، بعد أن أدركت بأن لا طاقة لها باليمن وقيادته وجيشه وشعبه، ليبقى الإسرائيلي وحيداً في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، ليبدأ فصلاً جديداً من فصول المواجهة مع هذا الكيان المتغطرس الذي ظل يستقوي بالأمريكان، من خلال سياسة التخادم القائمة بين الطرفين، حيث كان الأمريكي يقوم باستهداف اليمن، في الوقت الذي يتفرغ الإسرائيلي لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية بحق إخواننا في قطاع غزة .
عويل ونحيب المرتزقة المخزي والمهين عقب نشر الخارجية العمانية لبيان الاتفاق، أظهر إلى أي حد بلغ هؤلاء في الخسة والنذالة، وهم يعبّرون عن حسرتهم وخيبتهم، و بأن أمريكا خذلتهم، بعد أن ظنوا بأن عدوانها على بلدهم سيتيح لهم العودة مجدداً لتولي مقاليد السلطة على ظهر الدبابات والآليات الأمريكية التي ظلوا يخوفون الناس بها وبأن موعد الحسم بات وشيكاً وأن صنعاء باتت قريبة، فإذا بهم يتلقون ضربة موجعة جديدة أصابتهم في مقتل .
والحقيقة هنا بأن أمريكا لم تخذلهم، ولكن الله هو من خذلهم وأخزاهم في الدنيا قبل الآخرة، لأنهم أولا تآمروا على وطنهم وشرعنوا للعدوان على أبناء شعبهم، ومن ثم خذلوا عزة وفلسطين، خذلوا نساء وأطفال غزة العزة، غزة الفاضحة لأدعياء العروبة والإسلام، غزة التي أسقطت الأقنعة المزيفة، وكشفت الحقائق بكل جلاء ووضوح، وفضحت أصحاب المواقف المتصنعة، غزة التي تسابق المرتزقة على التحريض ضد مقاومتها، ومهاجمة محور المقاومة على قيامه بواجب نصرتها ودعمها وإسنادها، وأعلنوا بكل جرأة ووقاحة بأنهم مستعدون للقتال إلى صف كيان العدو الصهيوني والأمريكي ضد من يساندها ويقف مناصرا لها، ويرون في ذلك تهديدا للملاحة، بكل جرأة ووقاحة .
خلاصة الخلاصة: هزمت أمريكا في اليمن، كما هزمت إسرائيل في غزة، وكما ستهزم بإذن الله في اليمن، وتزول من على الخارطة على يد المجاهدين اليمنيين في القوات المسلحة اليمنية، منصور من نصر غزة، ومخذول من خذلها، ووالله الذي لا يحلف إلا به لن يعرف من خذل غزة في حياته غير الخذلان، ولن يحصد سوى الذل والهوان والخسران، قال تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون) صدق الله العظيم.