المنبر الاعلامي الحر

في “غزة ” ملائكة مسومين..!!

يمني برس || مقالات راي:

بعد فترة غياب أطل علينا الناطق باسم كتائب القسام القائد المجاهد «أبو عبيدة» بحديث مؤلم، وعتاب كان بمثابة حراب تنغرز في قلب المتلقي العربي الحر والمؤمن الصادق، عن حالة الهوآن الذي بلغته أمة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.. ظهر وعلى خلفيته برزت صورة « المسجد الأقصى، وقبة الصخرة» وكأنه أراد أن يذكر العرب بعروبتهم والمسلمين بدينهم، يذكرهم بأن « غزة هاشم» هي الخندق المتقدم في مواجهة العدو الصهيوني منذ عام 1948م، و «غزة الأبطال» تقف بكل شموخ مدافعة عن الأمة والعروبة والإسلام، قبل أن تكون مدافعة عن فلسطين أرضها المحتلة، من قبل احتلال صهيوني استيطاني عنصري وهمجي، احتلال مجرم، مجرد من كل القيم الأخلاقية والصفات الإنسانية، احتلال حتى الحيوانات تحمل مشاعر لا يحملها هذا الاحتلال المجرم، الذي ما كان له أن يوغل في حرب الإبادة التي يشنها ضد أطفال وشيوخ «غزة» منذ أكثر من 21 شهرا، لم يبقِ فيها شجرا ترفرف باغصانها ولا حجرا لبيوت كانت معلومة.. تساوت غزة بكل بنيانها بالتراب، وتحول القطاع بمدنه واحيائه العامرة الي صحراء، فيما الملايين من السكان محاصرين يعانون من الجوع والعطش..!
جرائم إبادة ترتكب، وما كانت لتكون لولا الصمت العربي الرسمي، والدعم الدولي الفاجر للعدو الذي يتلقى دعما ماديا ومعنويا وإعلاميا وقانونيا، من قبل أمريكا والغرب، الذين يشاركونه في عدوانه وجرائم إبادته، ويقدمون له كل أشكال الدعم اللوجستي والسلاح الفتاك والخبرات والمعلومات، ويرفدونه بقوات عسكرية تشارك ميدانيا في جرائمه، فيما أمة العروبة والإسلام، لاذت بالصمت والتجاهل، وفي صمتها وتجاهلها كانت علامة الرضا والموافقة لمجرمي الكيان بأن يوغلوا في إجرامهم وحرب إبادتهم، بعد أن اتخذ مجرمو الكيان من «تجويع» النساء والأطفال وأبناء القطاع سلاحا بهدف ضرب وتمزيق حاضنة المقاومة، فيما عجزت «أنظمة العهر العربية» عن إدخال الغذاء والدواء والمياه، لم نطلب منهم إدخال الأسلحة والذخائر للمقاومة فهذا فعل لا يجيده رموز الارتهان والتبعية ونخب الإرجاف والارتزاق التي تجردت من كل قيم الشرف والكرامة وأصبحت تقبل بحياة الذل والامتهان والارتزاق، المهم أن تعيش وأن بلا كرامة وبلا شرف..!
نعم ما كان العدو الصهيوني ليشن حرب إبادة وحشية في قطاع غزة يخجل منها «النازيين» ويتبرأ منها ويدينها كل طغاة التاريخ ومجرميه، لو لم يكن العدو ضامن صمت أنظمة الخيانة والعمالة والارتهان، الذين يشاركون بصمتهم في سفك الدم العربي في فلسطين، وهذا الصمت، دفع مجرمي الحرب الصهاينة إلى التمدد نحو لبنان واليمن، وإيران واخيرا سوريا قلب العروبة التي تستباح من قبل العدو فيما الصمت يخيم على «مواخير» رموز النظام العربي والإسلامي وكأن الأمر لا يعنيهم..!
رغم ذلك تبقى بطولة المقاومة تعبيرا عن حقيقة أصالة العروبة والإسلام.. نعم لا عروبة إلا في غزة، ولا إسلام إلا في غزة، ولا أحرار إلا في غزة، ولا إنسانية إلا في غزة، هناك حيث يتصدى أبطالها لعدو مدجج بأخطر أنواع الأسلحة الفتاكة، ومدعوم بأسلحة كل جيوش العالم وأعظمها، ومع ذلك تنتصر المقاومة وينهزم العدو بكل جبروته ووحشيته وجرائمه.. نعم عدو مهزوم، رغم خيانة الأمة وصمتها، لأن في فلسطين من يقاتل العدو ليس مجرد مقاومين بل «ملائكة مسومين».. من فضحوا العدو وأمريكا والعالم، وصمت السافلون الراكعون عند أقدام الثنائي الهمجي ترمب نتنياهو..!

 

بقلم/ طه العامري*

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com