السيد عبدالملك الحوثي: الأمة مطالبة بالتحرك القرآني الجاد لمواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي ونصرة غزة
يمني برس | صنعاء
أكّد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الطغيان الأمريكي والإسرائيلي يمثل الخطر الأكبر على الأمة الإسلامية، ليس فقط في الهيمنة السياسية، بل في السعي المنهجي لإذلالها وطمس هويتها الدينية، واستهداف مقدساتها، والإفساد الشامل لواقع الحياة.
وأشار السيد القائد، في كلمته اليوم الأحد 25 محرم 1447هـ الموافق 20 يوليو 2025م، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، إلى أن الأمة الإسلامية اليوم تواجه أخطر مراحل العدوان المركب، حيث يجمع العدو بين الحرب الصلبة والناعمة، مؤكداً أن السبيل الصحيح لمواجهة هذا الخطر الاستراتيجي هو “التحرك الجاد على أساس من الاهتداء بالقرآن الكريم والانطلاقة الإيمانية.” وأضاف: “التصدي للخطر الأمريكي الإسرائيلي في هجمته بالحرب التي تسمى بالحرب الناعمة وبالحرب الصلبة هو بالاهتداء بنور القرآن.”
وفي حديثه عن المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، وصف السيد عبدالملك الحوثي ما يجري بأنه “مظلومية كبرى ومأساة رهيبة جداً تمثل خطراً على الأمة كلها،” مشدداً على أن ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم من حصار وتجويع حتى الموت اليومي للأطفال يمثل وصمة عار في جبين الأمة.
وقال السيد القائد: “الشعب الفلسطيني في غزة هو الآن في أصعب مرحلة من مراحل التجويع، ووصل إلى أن يستشهد الأطفال من الجوع بشكل يومي،” موضحاً أن العدو الإسرائيلي قد “هندس مسألة المساعدات الإنسانية لتكون مصائد للقتل والإبادة.”
وانتقد السيد القائد التفرج والصمت العربي والإسلامي تجاه ما يجري في غزة، قائلاً: “الكثير من أهالي غزة في حالة جوع شديد ومأساة رهيبة، وهم بين مئات الملايين من العرب، وبين ملياري مسلم يتفرجون كأنهم أمة عاجزة.” وأضاف: “تفرج الأمة وتنصّلها عن المسؤولية تجاه غزة يكشف حجم التدني في وعيها ومشاعرها ومكارم أخلاقها.”
وأشار إلى أن هذه الحالة المخزية هي مؤشر على غياب الشهامة والنخوة في واقع الأمة، وقال: “تفرج المشاهد المأساوية لأطفال غزة وهم يموتون من التجويع هو حالة مخزية جداً للعرب في المقدمة، ولبقية المسلمين.”
وأكد أن التخاذل الرهيب الذي أبدته الأمة منح العدو الإسرائيلي والأمريكي جرأةً وطمأنينة تجاه غياب أي رد فعل، مضيفاً: “حجم التخاذل الرهيب للأمة جعل العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي يطمئنان إلى انعدام أي ردة فعل مهما فعلا ضد الشعب الفلسطيني.”
وفي المقابل، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن الشعب اليمني قدّم نموذجاً مختلفاً في الثبات والموقف المبدئي، رغم التحديات الكبيرة، قائلاً: “شعبنا اليمني في تحركه المتكامل والمستمر منذ بداية العدوان على غزة ثابت على موقفه، بالرغم من عدوان عسكري في جولتين متتاليتين.”
وبيّن أن هذا الموقف جاء في ظل “آلاف الغارات الجوية والحصار الشديد والتقليص الكبير جداً للمساعدات الإنسانية والحرب الاقتصادية المنظمة.” كما أشار إلى أن الشعب اليمني يواجه “حرباً دعائية هائلة جداً تهدف إلى تفكيك توجهه وصرفه عن قضاياه الكبرى.”
وربط السيد القائد هذا الثبات بالوعي الإيماني والنهج القرآني الذي يسير عليه الشعب اليمني، قائلاً: “بصيرة شعبنا ووعيه القرآني هما وراء ثباته العظيم، وبفضل الله فشلت كل مساعي الأعداء في ثنيه عن توجهه الإيماني.”
وأكد على أن هذا الموقف سيستمر، وأن الشعب اليمني ماضٍ في مساره الفاعل والجاد، قائلاً: “شعبنا سيواصل مساره في التحرك الفاعل والجاد في كل المجالات، في العمليات العسكرية، وفي الأنشطة الشعبية، وفي التعبئة.”
وأضاف السيد عبدالملك الحوثي أن الاتجاه في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي هو اتجاه أصيل، بقوله: “اتجاهنا في التحرك في مسارنا ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وامتداداته في الأمة هو اتجاه نتحرك فيه ببصيرة القرآن الكريم.”
وختم كلمته بالتأكيد على أن موقف أنصار الله والشعب اليمني ثابت لا يتغير في نصرة القضية الفلسطينية والتصدي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، قائلاً: “موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني والتصدي للطغيان الأمريكي والإسرائيلي، ونحن واثقون بوعد الله الحق في تحقيق النصر.”