المنبر الاعلامي الحر

غزة تحت العدوان والحصار.. إبادة جماعية والعالم صامت

غزة تحت العدوان والحصار.. إبادة جماعية والعالم صامت

يمني برس | تقرير خاص

غزة، قلب فلسطين النابض، اليوم تعيش تحت وطأة أبشع إبادة جماعية تشهدها الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.. وفي ظل العدوان المستمر والحصار المطبق، تتساقط أرواح الأبرياء تحت وطأة القصف والتجويع والتدمير المنهجي.

أرقام الشهداء والإصابات تتزايد كل يوم، ولكن ما هو أكثر مأساوية من هذه الأرقام هو أن هناك من لا يزال يلتزم الصمت أمام هذا الكم الهائل من المعاناة والدمار.

 

حصيلة العدوان

حرب الإبادة ضد قطاع غزة أسفرت عن سقوط 59,733 شهيدًا و 144,477 جريحًا، ناهيك عن مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في ظروف لا إنسانية، 57 شهيدًا و 512 مصابًا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، ليؤكد الوضع الكارثي الذي لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل أو التأجيل الدولي.

هذه الأرقام ليست مجرد أرقام؛ هي أرواح ضاعت، هي أطفال لم يروا الحياة بعد، ونساء لا زلن يحملن آلام الأبناء والشهداء.. وبينما تتساقط الأجساد، يتساقط الضمير العالمي، والأهم من ذلك: تتساقط الإنسانية.

مأساة التجويع

أرقام مأساوية أخرى: 1200 مسن توفوا بسبب سياسة التجويع الممنهج، حيث يعاني آلاف المدنيين من جوع قاتل.. المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رصد شهادات حية لضحايا تجويع قتلهم ببطء، جوعًا وألمًا.. الأوضاع الصحية في غزة تصل إلى حالة من الانهيار الكامل، وأصبح هناك غياب شبه تام للرعاية الصحية.

أطفال غزة، الذين لا يعرفون سوى البراءة، يقاومون الموت بأمعائهم الخاوية.. ويومًا بعد يوم، ترتفع أعداد الأطفال الضحايا.

في تقرير مفجع، تحدث برنامج الأغذية العالمي عن أن ثلث سكان غزة لم يحصلوا على الطعام منذ عدة أيام، وأن 100,000 طفل يواجهون خطر الموت بسبب المجاعة.. هذا، وبينما تشهد المستشفيات حالات طبية مأساوية لسوء التغذية الذي يهدد حياة آلاف من الأطفال، بينهم أكثر من 70,000 طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد.

جرائم حرب

أحد أبشع الجرائم التي تكشف عنها التقارير الدولية، هو ما أكدته المنظمات الإنسانية حول مصادرة حليب الأطفال من قبل قوات العدو الصهيوني على المعابر المؤدية إلى غزة.. هذه جريمة إنسانية لا تغتفر، حيث يُحرم أطفال غزة من حقهم في الحياة، ويتم تجويعهم بشكل ممنهج.

ما يحدث في غزة ليس مجرد قصف، بل هو سياسة تجويع ممنهجة ضد الأطفال، والرضع، والمسنين، وكل الفئات التي لا حول لها ولا قوة.. إن المجاعة التي تقتل آلاف الأبرياء هي جزء من حملة من القتل البطيء، التي يتم تنفيذها من خلال الحصار، والتجويع، والحرمان من العلاج.

العالم يصمت

ووسط هذه المأساة، لا يزال العالم يتجاهل النداءات الإنسانية، بل إن هناك دولًا متواطئة تساهم في دعم العدو عبر التغطية على جرائم العدوان.. ومنظمة الأمم المتحدة، على لسان أنطونيو غوتيريش، وصفت ما يحدث في غزة بأنه “أزمة أخلاقية تهز الضمير العالمي”، لكن الكلمات وحدها لا تكفي، والضمير العالمي بات بحاجة إلى فعل حقيقي من أجل وقف هذه الإبادة الجماعية.

نداء إنساني عاجل

منظمات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لفتح المعابر الإنسانية وتقديم المساعدات الغذائية والطبية, ليس هناك وقت للمزيد من التأجيل أو التصريحات الباردة، بل يجب تحرك عالمي فوري لإنقاذ غزة، وهي تنزف من جروح لا تُرى.

إن الوضع في غزة يتطلب تدخلًا فوريًا، لا مجرد تصريحات لا تثمر, يجب أن نتحرك الآن لإنقاذ 100,000 طفل مهددين بالموت، لإنقاذ الملايين من الجوع، ولإيقاف الإبادة الجماعية التي تُمارس ضد أهلنا في غزة.

الضمير العالمي بين يديك

إن غزة اليوم ليست مجرد قضية فلسطينية، إنها قضية إنسانية بامتياز, نحن أمام أزمة إنسانية تتطلب أن يكون للضمير العالمي دور فاعل.. الوقوف صامتًا أمام هذه الفظائع يعني أن الكارثة ستستمر، وأن أرواح الأبرياء ستستمر في التساقط دون أن يحرك العالم ساكنًا.

نحن بحاجة إلى قرار جريء وشجاع من المجتمع الدولي، يُنهي هذه الإبادة ويساهم في إيقاف هذه الجرائم.. كل ثانية تمضي تُسهم في المزيد من القتل والدمار، وكل لحظة صمت من العالم تقتل طفلًا جديدًا، وتُضاف إلى قائمة 59,733 شهيدًا.

لا وقت للانتظار، غزة تستغيث… والعالم مطالب بالتحرك!

قد يعجبك ايضا