المنبر الاعلامي الحر

آخر الأحداث في غزة حتى الآن: قصف، مجاعة، ومخيمات تحولت إلى مقابر

يمني برس | تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً متواصلاً في حدة العدوان الصهيوني، حيث تتوالى المجازر اليومية بحق المدنيين وسط تفاقم غير مسبوق في الكارثة الإنسانية. المرافق الطبية، وعلى رأسها مستشفى العودة ومستشفى الشفاء، أصبحت عاجزة تمامًا عن استيعاب الأعداد الهائلة من الجرحى والشهداء، في وقت تؤكد فيه وزارة الصحة بغزة تسجيل نحو 1500 حالة طبية يوميًا تحتاج إلى علاج وغذاء ومياه نظيفة، وسط نقص حاد في الإمدادات.

 

تستمر حالات الوفاة جراء الجوع وسوء التغذية، حيث أفادت مصادر طبية بوفاة طفلتين في مستشفى الشفاء، وارتفاع عدد ضحايا المجاعة إلى 193 شهيدًا، بينهم 96 طفلًا.

وتكشف الوقائع اليومية أن سياسة التجويع الممنهج باتت إحدى أدوات الاحتلال في حربه، حيث سُجلت حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة انعدام الغذاء.

 

قصف الاحتلال لا يفرق بين أطفال أو كبار، منازل أو مخيمات نازحين، إذ استُشهدت رضيعة إثر استهداف خيمتها بطائرة مسيّرة، وسُجلت استهدافات لمنازل في الشجاعية والزيتون ومخيم النصيرات، خلّفت شهداء وجرحى بينهم عدد كبير من الأطفال.

مصادر فلسطينية أفادت باستشهاد أكثر من 20 فلسطينيًا إثر انقلاب شاحنة مساعدات غذائية، أجبرتها قوات الاحتلال على سلوك طريق غير آمن سبق استهدافه.

 

ورغم النداءات المتكررة لفتح المعابر، لا تزال سلطات الاحتلال تفرض حصارًا خانقًا يمنع دخول المواد الغذائية والدوائية.

تساقط المساعدات جوًا تسبب في حوادث مميتة وفوضى عارمة، حيث أكدت وزارة الداخلية في غزة أن هذه الوسيلة لا تفي بالحاجة وتؤدي إلى سقوط ضحايا جراء التدافع أو سقوطها على خيام النازحين.

كما حذرت الوزارة من أن هذه العمليات تعزز الفوضى وانتشار العصابات، داعية الدول المتورطة في هذا الإجراء إلى مراجعته فورًا.

 

إلى الجنوب اللبناني، يستمر التصعيد الصهيوني حيث استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال مرآب منزل في بلدة تولين، ما أدى إلى استشهاد فتى وإصابة والده بجروح بالغة، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد مواطن آخر في غارة مماثلة على نفس البلدة.

وفي المقابل، تؤكد سرايا القدس وكتائب القسام استمرار عملياتها النوعية، حيث تم تفجير دبابة صهيونية وسط خان يونس، واستهداف جرافة عسكرية بقذيفة موجهة شرق مدينة غزة.

 

الوضع في لبنان السياسي يشهد توترًا داخليًا بعد قرار حكومة نواف سلام بشأن سلاح المقاومة، وهو القرار الذي وصفه حزب الله بالخطيئة الكبرى، مؤكدًا أنه جاء نتيجة ضغوط أمريكية مباشرة ويُعتبر إسقاطًا لسيادة لبنان، مشيرًا إلى أنه “سيتعامل مع القرار كأنه غير موجود”، مؤكدًا أن هذا القرار يخدم الأجندة الصهيونية بالكامل ويجرد لبنان من قدرة الردع أمام أي عدوان مقبل.

 

في الضفة الغربية، تتواصل حملات الاعتقال والاستهداف للصحافيين، حيث تم توثيق أكثر من 195 حالة اعتقال أو احتجاز لصحافيين وصحافيات، في مسعى من الاحتلال لإسكات الرواية الفلسطينية ومنع نقل صورة ما يجري في غزة والضفة الغربية من جرائم وانتهاكات. من بين المعتقلين الصحافية فرح أبو عياش التي اعتُقلت فجرًا من بلدة بيت أمر بالخليل.

 

الموقف الدولي ما يزال يشهد تباينًا، ففي حين تخرج مظاهرات في مدن مثل برلين وباريس للتنديد بالعدوان والمطالبة بإنهاء الحصار، فإن بعض الدول العربية المطبّعة تواصل تصدير الغذاء للكيان الصهيوني، وفقًا لإعلام العدو، ما يثير غضبًا شعبيًا واسعًا، خصوصًا في ظل المجاعة التي تعصف بأكثر من 2.1 مليون فلسطيني في غزة.

كما حذر مكتب الإعلام الحكومي من أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى 600 شاحنة إغاثة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.

من جانبه، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال اتصال مع رئيس وزراء ماليزيا، إلى تحرك إسلامي عاجل لوقف الكارثة في غزة، مؤكدًا أن ما يجري “مرفوض من أي إنسان حر”.

وفي اليمن، شهدت محافظات صعدة والحديدة وريمة فعاليات جماهيرية واسعة تضامنًا مع غزة، وسط دعوات إلى مقاطعة اقتصادية شاملة وإسناد مباشر للمقاومة.

في سياق متصل، شددت حركة حماس على رفضها لسياسات الإبعاد والتهويد في القدس، معتبرة قرار إبعاد مفتي القدس عن المسجد الأقصى اعتداءً سافرًا على الرموز الدينية ومقدمة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد. الحركة دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحرك فوري لمواجهة هذه الإجراءات.

التقارير الميدانية، إلى جانب الشهادات الصادرة عن مؤسسات دولية كبرنامج الأغذية العالمي، تؤكد أن غالبية سكان غزة يقضون أيامًا دون طعام.

الوضع بلغ من التدهور حدًّا لم يعد يُحتمل، والمناشدات الصادرة عن المؤسسات الصحية والإغاثية تتواصل، بينما يواجه العالم اختبارًا أخلاقيًا وسياسيًا أمام مشهد غير مسبوق من التجويع الممنهج والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعب أعزل.

 

 

قد يعجبك ايضا