المنبر الاعلامي الحر

لغز البغدادي والشيباني.. هل نحن أمام عملية إعادة تدوير استخباراتية؟

من جديد، عاد اسم أبي بكر البغدادي إلى الواجهة بعد انتشار صورة لوزير الخارجية في حكومة المسلحين بسوريا، أسعد الشيباني.
الدهشة لم تكن بسبب منصبه، بل بسبب الشبه اللافت حد التطابق تقريبًا بينه وبين زعيم داعش المعلن مقتله عام 2019.
هذا التشابه أعاد فتح ملف البغدادي المغلق، وطرح سؤالًا أكبر: هل قُتل فعلًا؟ أم أن الرجل أُعيد تدويره في شخصية جديدة تخدم مشروعًا مختلفًا؟

يمني برس | تقرير

أثار ظهور وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني الملقب “أبو عائشة الشيباني” موجة واسعة من التساؤلات ليست بسبب مواقفه أو سياساته، بل بسبب ملامحه التي يُقال إنها تكاد تتطابق مع الزعيم السابق لقوى الظلام، أبو بكر البغدادي، هذا التشابه اللافت، الذي تم تداوله عبر صور ومقاطع تحليلية، فتح الباب أمام فرضيات مثيرة، تراوحت بين الصدفة البحتة، و”نظرية الإخفاء” التي رأت أن البغدادي لم يُقتل فعلياً، بل أُعيد توظيفه سياسياً في موقع جديد، فما تفاصيل هذا الموضوع؟ وكيف توصّل الخبراء إلى وجود نسبة تطابق في الملامح تراوحت بين 70% و80%؟ .

التشابه الذي لا يمكن تجاهله
الصورة التي أثارت الجدل أظهرت ملامح يصعب على المتابع إغفالها:

اللحية الكثيفة ذات اللون والهيئة نفسها.
تقاسيم الوجه الحادة: الجبهة، الأنف، العينان، والخدان.
حتى النظرة وطريقة الوقوف تعطي انطباعًا بوجود “نسخة مكررة”.
النتيجة: الرأي العام وجد نفسه أمام مقارنة بصرية لا تحتمل سوى طريقين: تشابه عابر.. أو سر دفين.

مقتل بلا جثة
في أكتوبر 2019، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن البغدادي قُتل شمال سوريا بعد أن فجّر نفسه في نفق.
لكن الغريب أن العملية لم تُرافقها أي أدلة بصرية واضحة:

لا صور للجثة.
لا مقاطع مصورة تثبت تفاصيل النهاية.
الاكتفاء بحديث عن “تحليل DNA” لم يره أحد سوى المسؤولين الأمريكيين.
هذا الغياب زاد الشكوك بأن “مقتل البغدادي” لم يكن سوى رواية إعلامية لإغلاق ملفه.

الشيباني.. ظهور مفاجئ بلا خلفية معروفة

المفاجأة التي فجرت الجدل مؤخراً، هي بروز شخصية “أبو عائشة الشيباني” في منصب وزير خارجية سوريا، ابتداءً من 8 ديسمبر 2024.
وبحسب ما تم تداوله، فإن الشيباني خريج جامعة IZU التركية، ولم يكن اسمه متداولاً أو معروفاً في الأوساط السياسية السورية أو الإقليمية قبل توليه هذا المنصب الحساس.

هذا الغياب شبه التام عن السجلات العلنية قبل تاريخ تعيينه، فتح باب التساؤلات: من أين جاء الشيباني فجأة؟ وما علاقته المزعومة بالجماعات المسلحة في سوريا؟ وهل من الممكن أن يكون شخصية تنظيمية سابقة أُعيد تقديمها في ثوب دبلوماسي؟

التشابه البصري.. بين الصدفة والقرينة

نشطاء ومحللون نشروا صوراً تُظهر الشيباني بجانب صور معروفة للبغدادي، مشيرين إلى تطابق ملامح الوجه، شكل العينين، الأنف، والفك، بعض هؤلاء لجأ إلى تحليلات تقنية شبه احترافي وكما يأتي:
ـ تحليل الميزات البصرية (ORB): كشف عن وجود نقاط تطابق، لكن مع قيمة مسافة مرتفعة (~62.5)، ما يعني أن التشابه موجود ولكنه ليس حاسماً.

ـ التحليل الهندسي اليدوي: قياسات نسب الوجه أظهرت تطابقاً شبه كامل في مواقع العينين والأنف والفم بعد التطبيع، وهو مؤشر قوي على تشابه البنية العظمية.

ـ تقنية الدمج الشفاف: عند محاذاة الصور، بدت الملامح الأساسية متراكبة بشكل ملحوظ، مما عزز فرضية التشابه الكبير.

بناءً على هذه المؤشرات، قدّر بعض المحللين احتمال أن يكون الشخصان واحداً بنسبة تتراوح بين 70% و80%، مع التأكيد أن ذلك ليس دليلاً قاطعاً، نظراً لاختلاف الإضاءة وزوايا التصوير والعوامل المظهرية.

صناعة وإعادة إنتاج
تاريخ الاستخبارات الأمريكية مليء بأمثلة “إعادة التدوير”:

استخدام شخصيات عسكرية ومسلحة ثم إدماجها في مشاريع سياسية.
صناعة “فزاعات” لتبرير التدخلات، كما حدث مع القاعدة وداعش.
انطلاقًا من ذلك، يرى أصحاب هذه الفرضية أن البغدادي لم يكن سوى أداة استخباراتية أُعيد إخراجها عبر شخصية الشيباني، لتلعب دورًا جديدًا يناسب المرحلة.

الخلاصة
مع كل هذه المعطيات، يظل السؤال مفتوحًا:
هل نحن أمام مجرد تشابه شكلي بين رجلين مختلفين؟
أم أن أسعد الشيباني هو بالفعل النسخة الدبلوماسية للبغدادي بعد أن انتهى دوره العسكري؟

حتى اليوم، لم يظهر دليل قاطع يحسم الجدل، لكن المؤكد أن غياب الشفافية الأمريكية والتشابه المثير للدهشة فتحا الباب أمام نظرية “إعادة التدوير”، ليبقى ملف البغدادي أحد أكثر الألغاز غموضًا في تاريخ المنطقة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com