مؤامرة حيكت بإتقان من قِبل الأمريكان
يمني برس | إلهام نجم الدرواني
لنعود إلى الماضي قليلا، ونقلب في صفحات التاريخ، التي قد جف الغبار عليها، ودفنت أحدثها في غياهب الزمان، وأصبحت في خبر كان، ولكن ما زالت تداعياتها حاضرة إلى الآن، ونتائجها في كل مكان، إنها حادثة الحادي عشر من سبتمبر “تفجير برجي التجارة العالمي” التي ضج بها العالم آنذاك، وأصبحت هي السيناريو الجديد لاحتلال الشعوب والهيمنة عليهم من قبل الأمريكان.
أم المؤامرات، بل وأم الخبائث، وهي راعية كل الشرور في العالم، فأينما حل الدمار والفساد نجد أن أمريكا هي منبعه، والمؤسس له، فإذا فتشنا عن أخطر مؤامرة نُفذت بحذافيرها، وكان ضحيتها الآلاف من المسلمين، نجد أن حادثة الحادي عشر من سبتمبر هي أخطر مؤامرة حيكت بإتقان لغزو شعوب العالم، وبالأخص الشعوب المسلمة.
لا تنسى الذاكرة العربية، أو بالأحرى الذاكرة الإسلامية ما حدث لها من تداعيات بعد تلك الحادثة، وكيف شُن حربًا ضد الإسلام والمسلمين في تلك المرحلة، وكيف تم الإساءة للإسلام والمسلمين وكل مقدساتهم تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وأصبح حينها المسلم المدافع عن قداسة دينه ومقدساته إرهابي ومدعاة للسخرية.
كل هذا كان مؤامرة حيكت بإتقان، تم التخطيط لها مسبقًا، ليس في بلاد العرب أو بلاد المسلمين، بل إن من أنتجوا الفلم الهوليودي لتفجير البرجي التجارية هم أنفسهم من احتلوا أفغانستان بحجة محاربة الشيوعية، وتحريرها من الاتحاد السوفيتي، وهم أنفسهم من دعموا الجماعات التكفيرية وعملوا على نقلها إلى أفغانستان ودعمها لوجستيا وماديًا وتزويدها بالعدة والعتاد، ليضمنوا السيطرة التامة على أفغانستان، بل وجعلوا من أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة آنذاك” أسطورة زمانه وبطل فلم تفجير برجي التجارة وصاحب العباءة الدينية، التي ظل يخفي تحتها حقيقة ذلك التنظيم وأهدافة الشيطانية، الذي أستقى جميع توجيهاته من قبل الأمريكان.
استطاعت أمريكا أن توهم الشعوب بشبح القاعدة وطالبان المصتنعة وفق المواصفات الأمريكية حتى تكون القاعدة هي الذريعة الجديدة لاحتلال الشعوب وقهرها والسيطرة عليها، فأحتلت أمريكا أفغانستان وملأت البحار العربية بالبارجات والسفن الأمريكية، وأصبح المارنز الأمريكي يتواجد في كل بلد يتحرك كيف ما شاء وأينما شاء، ومن ضمن تلك البلدان اليمن، حيث أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت الأجواء اليمنية منتهكة من قبل الأمريكان، والضباط الأمريكيون يتواجدون في معسكرات اليمن، والمعتقلات ملئت بطلاب العلوم الدينية، وكل هذا كان خدمة لأمريكا ونُزولًا عند السفير الأمريكي آنذاك.
وبعد نحو أكثر من أربعة وعشرين عام على تلك الحادثة الممنهجة، التي جرت الويلات والمآسي على بلاد العرب والمسلمين، يتجلى أن أمريكا تقف خلف كل جريمة، وتدير كل الفتن والحروب من خلف الكواليس، وتوهم الرعية أنها المنقذ لها من الشرِ والشرور، بينما هي من تجلب الدمار والفساد للعالم بأسْرة.
إن على الأمة اليوم أن تعرف أن الخطر الحقيقي المحدق بها هو الخطر الأمريكي، الذي يدير كل المفاسد في العالم، فأمريكا هي من تعطي الضوء الأخضر لجميع سفاحي العالم ليبطشوا ويفتكوا ويقتلوا، وما يحدث اليوم في غزة أو في صنعاء خير شاهدٍ على ذلك، فأينما بحثتوا عن المجرمين تجدوا أمريكا هي أم الإجرام.