المنبر الاعلامي الحر

الغزاة يعلمون سقطرى كيف تواجه الغزاة

الغزاة يعلمون سقطرى كيف تواجه الغزاة

يمني برس |
أثارت ندوة أقيمت في مدينة حديبو بجزيرة سقطرى اليمنية، برعاية الامارات المحتلة، موجة واسعة من السخرية والغضب بين النشطاء والصحفيين المحليين، بعد أن حملت عنوان “سقطرى في مواجهة الغزاة”.

النكته الكبرى وفق المراقبين، هي أن الحديث عن مواجهة الغزاة جاء على منصة جلس عليها وكلاء الغزاة الجدد، وهم مايسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتياً، المسيطر فعلياً على الجزيرة ومنافذها البرية والبحرية والجوية.

خصصت الندوة مساحة للحديث عن المناضلة رحبهن دكشن، رمز الصمود السقطري في مواجهة الاحتلال، لكن جلوس ممثلي ما يسمى المجلس الانتقالي على المنصة أثار انتقادات لاذعة حول جدوى الندوات التي تقام برعاية من يحتل أرض الجزيرة.

ورأى ناشطون أن الحدث يعكس تناقضاً صارخاً، فالحديث عن مقاومة الغزاة يتزامن مع سيطرة غربية وعربية على الجزيرة، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية اماراتية امريكية اسرائيلية مغلقة، مع الاستحواذ على شركاتها ومؤسساتها، وتقديم صورة مزيفة عن الواقع الوطني.

كما لفتت الأصوات المحلية الى أن الجزيرة اليوم لا تحتاج الى ندوات شكلية أو شعارات وطنية، بل الى رجال ونساء قادرين فعلاً على حماية أرضهم ومواجهة الغزاة.

وأضافوا أن هذه الندوة جاءت لتجميل الواقع الميداني وتقديم صورة وهمية عن المقاومة، في وقت يعيش أهالي سقطرى تحت الاحتلال المقنع، بعيداً عن أي إجراءات فعلية لحماية الجزيرة أو دعم صمود سكانها.

ورغم أن الندوة تضمنت كلمات عن الصمود الوطني ومواجهة الاستعمار، فإن المنظر العام للحدث، وفق ناشطين، بدا أشبه بعرض مسرحي يحاول تلميع صورة الاحتلال، وسط تناقض بين شعارات الندوة والواقع الميداني على الأرض.

وقد عبر البعض عن استيائهم الشديد من السماح للغزاة أنفسهم برعاية فعاليات تسمى مقاومة، معتبرين أن هذا السلوك لا يعكس سوى محاولة لتزييف الواقع وخلق وهم المقاومة في الجزيرة التي تواجه تهميشاً وسيطرة أجنبية واسعة.

في النهاية، يؤكد أهالي سقطرى أن الجزيرة بحاجة الى جهود حقيقية للمواجهة والدفاع عن الأرض والهوية، وليس إلى ندوات شكلية ترفع شعارات وطنية على مسرح الاحتلال، وتستخدم صورة المناضلين الوطنيين لتغطية الواقع المأساوي للارتهان والاحتلال المقنع.

Comments are closed.