14أكتوبر.. ثورة كل الأحرار
14أكتوبر.. ثورة كل الأحرار
يمني برس | بقلم | عبدالفتاح البنوس
صباحكم يماني أكتوبري عابق بالحرية والاستقلال، صباح الثورة والثوار، صباح الحرية والأحرار، صباح النضال والكفاح، صباح أكتوبري أشرقت فيه شمس الحرية على جنوب الوطن الغالي في الرابع عشر من أكتوبر من العام 1963م، في صباح ذلكم اليوم الجميل توج الثوار الأحرار في جنوب الوطن الغالي بقيادة ابن ردفان البطل الثائر الشهيد راجح بن غالب لبوزة، سنوات النضال والمقاومة والكفاح المسلح ضد المحتل البريطاني البغيض بالإنتصار اليماني الكبير بقيام ثورة أكتوبر والتي شكلت نقطة تحول في مسار التاريخ اليمني، معلنة نهاية لحقبة استعمارية طويلة لأكثر من 129عاما .
بعزيمة الرجال الأبطال، وإرادتهم القوية، وقوة وصلابة مسيرتهم الثورية الجهادية، حققوا ما كان مستحيلا، ووضعوا نهاية لحقبة زمنية سوداوية في تاريخ اليمن، نعم لقد صنعوا الإنجاز الإعجاز، وتمكنوا بعون الله وتوفيقه وتأييده من هزيمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، حيث نجح المناضل الثائر راجح لبوزة ورفاقه في درب النضال والتحرر من حجب أنوار شمس هذه الإمبراطورية، لتجد نفسها في وضع لا تحسد عليه، دفعها لجر أذيال الهزيمة بعد أن نال جنودها وضباطها من بأس الثوار الأحرار، ما أفقدهم القدرة على التحمل، ودفع بهم للمغادرة القسرية ليرسم اليمنيون لوحة نصر في غاية الألق والبهاء .
62 عاما من عمر ثورة 14 أكتوبر المجيدة وما تزال الأجيال المتعاقبة من أبناء هذا الوطن المعطاء من صعدة وسقطرى، والمهرة والجوف، وحضرموت وحجة، وعدن والمحويت وأبين ومارب وصنعاء، ولحج وعمران وريمة والحديدة، وشبوة وذمار، والضالع وتعز وإب والبيضاء، تتذكر وبكل شموخ وعنفوان، ذلكم السفر النضالي الخالد، المشبع بالبطولة والشموخ والإباء، والتضحية والفداء، الذي سطره الثوار الأحرار في أنصع صفحات التاريخ اليمني.
أولئك الثلة الأحرار الذين فتحوا على المحتل البريطاني من على قمم جبال ردفان العلية الشامخة أبواب جهنم، وأشعلوا جذوة الكفاح اليمني والمقاومة اليمنية ضده، قبل أن تتوج كل هذه الجهود بالنصر، الذي نحيي اليوم ذكراه الـ62 في الوقت الذي يواصل الخونة العملاء إخضاع المحافظات اليمنية الجنوبية للوصاية والإحتلال السعودي والإماراتي، الوكلاء بالإنابة عن الأمريكي والبريطاني، وطفلتهما المدللة المسماة مجازا ( إسرائيل)، ضاربين عرض الحائط بتضحيات الشهداء الأبرار على طريق الخلاص من المستعمر البريطاني، ومتجاهلين فداحة هذا العقوق الوطني وخطورة هذا التوجه التآمري القذر .
نعم تحل علينا ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر والجنوب الغالي يرزح تحت وطأة المستعمرين الجدد الذين هم صنيعة المحتل القديم، قيادات تتنافس من أجل الحصول على أوسمة الخيانة والعمالة والإرتزاق، قيادات تتسابق على تقديم قرابين الولاء والطاعة للمحتلين الجدد من أجل ملذات السلطة ومكاسبها ومغرياتها، قيادات تدعي زورا وبهتانا انتماءها إلى هذه الأرض الطيبة، إلى هذا الثرى الطاهر، الذي سقاها الثوار الأحرار بدمائهم الطاهرة في مختلف جبهات المقاومة والكفاح المسلح .
قيادات عميلة، نصبت نفسها الوصية على جنوب الوطن الغالي وسعت في سبيل ذلك لفرض الإحتلال والإستعمار كأمر واقع لا مناص عنه، تحت يافطة الحرية والإستقلال، في صورة غريبة جدا، فلم أسمع عن محتل يمنح حرية، ولا مستعمر يحقق استقلالا، ولكنها العمالة والخيانة، ولكنه التآمر والإرتزاق الذي أعمى أعين أولئك المرتزقة الذين هللوا وكبروا، ورحبوا وسهلوا بالمحتلين الجدد ووكلائهم في المنطقة طمعا في المال المدنس، والسلطة المنزوعة القرار والإرادة .
قيادات لا تمت بصلة لثورة 14 أكتوبر وثوارها الأحرار، ولا للمحافظات اليمنية الجنوبية الخاضعة لسلطة وسيطرة الريال والدرهم والشيكل والدولار، قيادات توارى الكثير منها عن الأنظار، وأحجمت عن الحديث عن الثورة والثوار، لأن هذه الثورة أسقطت الأقنعة عن وجوههم ورفعت الستار، فكيف لهم أن يهاجموا المحتل القديم وهم اليوم جنوده وأدواته ؟! وكيف لهم أن يتحدثوا عن الكفاح والنضال وهم من شرعنوا للخيانة والعمالة والخنوع والإذلال؟! من أين لهم الجرأة الكافية للحديث عن ثورة هزمت بريطانيا وألبستها ثوب الذل والصغار، وجعلت جنودها يجرون أذيال الهزيمة في وضح النهار، ووضعت نهاية سعيدة لسنوات عديدة من القمع والإجرام والإستعمار ؟!!
خلاصة الخلاصة: العملاء والخونة حثالة المجتمعات، ومستنقع يحتوي على كل القاذورات، لذا لا غرابة أن يكون هؤلاء مماسح وقفازات، وأدوات قذرة تعمل لحساب السعودية والإمارات، ولا علاقة لهم بالثوار والثورات، كل همهم السلطة والثروات، وريالات السعودية، ودراهم الإمارات، وأخضر الولايات، لها يرفعون القبعات والرايات، وطنيتهم مجرد شعارات، ومواقفهم شاهدة عليهم بالخيبات، وعواقب فعالهم وصنائعهم الخسارات، ونهايتهم ستكون وخيمة بفضل رب السماوات.
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين، والخزي والذل والهزيمة للغزاة البغاة المعتدين والخونة العملاء المنافقين، وكل عام والوطن والقائد والشعب بألف ألف خير.
Comments are closed.