السيد عبدالملك الحوثي: الشهيد الغماري نموذج القائد المؤمن المجاهد وشعبنا مدرسة للثبات والعطاء
يمني برس | صنعاء
قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الشعب اليمني ودّع بالأمس رئيس هيئة الأركان العامة الشهيد العظيم الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري في مراسم صلاة وتشييع مهيبة شهدت حضوراً شعبياً واسعاً، عبّر عن ثبات الموقف الشعبي ووفائه لقادته المجاهدين.
وأوضح السيد القائد في كلمته اليوم، أن الحضور الشعبي الكبير يجسد العلاقة الحميمية بين الشعب اليمني والقوات المسلحة التي تُعد يده الضاربة والمعبرة عن توجهاته وتطلعاته، مشيراً إلى أن هذا الارتباط الوثيق يعكس إيمان الشعب بأن المؤسسة العسكرية منه وإليه، وأنها تتحرك معه في موقف واحد دفاعاً عن قضاياه ومقدساته.
وبيّن السيد القائد أن الشهيد الغماري وسائر الشهداء في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس يمثلون عنواناً صادقاً لموقف الشعب اليمني العظيم الذي رفع راية الجهاد في سبيل الله في مواجهة طاغوت العصر أمريكا وإسرائيل، نصرةً للشعب الفلسطيني وتمسكاً بقضايا الأمة الكبرى.
وأكد أن الموقف اليمني الرسمي والشعبي تحرك بكل صدق وإخلاص، وببذل أقصى الجهد على كل المستويات، منطلقاً من الإيمان بالله والواجب الديني والإنساني، مضيفاً أن الشعب اتجه صادقاً مع الله في نصرة الشعب الفلسطيني ووقف إلى جانبه بكل ما يستطيع دون توانٍ أو تقصير، مقدماً منذ البداية الشهداء من أبناء قواته المسلحة ومن مختلف فئاته الشعبية على مدى عامين من المواجهة الشرسة.
وأشار السيد القائد إلى أن عطاءات الشعب اليمني وتضحياته هي من أوضح المصاديق على صدق موقفه وثباته على الحق، مؤكداً أن موقفه مشرّف وفخر وعز وكرامة، وأداءٌ لواجب مقدّس، لم يكن هامشياً أو عابثاً، بل كان موقفاً واعياً انطلق من أعلى درجات الرشد والحكمة والمسؤولية.
وأضاف أن هذا الموقف سيظل صفحةً نورانية مشرقة في تاريخ الشعب اليمني ومدرسةً معطاءة للأجيال اللاحقة، تستلهم منها الثبات والبصيرة والعزم في مواجهة التحديات والظروف الصعبة دون كلل أو فتور.
وتحدث السيد القائد عن سيرة الشهيد الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري، مشيراً إلى أنه انطلق في إطار الهوية الإيمانية للشعب اليمني وبوعي قرآني وارتباط وثيق بكتاب الله، وتجلى في شخصيته الانشداد العظيم نحو الله، محبةً وخشيةً وثقةً بنصره، دون اكتراث لما يمتلكه الأعداء من إمكانات.
ولفت إلى أن الشهيد الغماري تميز بالإخلاص لله والتجرّد من الأهداف الشخصية، وكان مثالاً في المبادرة والمسارعة في أداء المهام الجهادية بروح عالية من التقوى والمسؤولية، محذراً من مخاطر التباطؤ والتثاقل في أداء الواجبات الجهادية، ومؤكداً أن المبادرة من أبرز القيم التي تُعبّر عن الوعي والبصيرة والرشد.
وأشار السيد القائد إلى أن الشهيد الغماري كان يؤدي مهامه الجهادية بعيداً عن الروتين العسكري والتقاليد المعروفة في الجيوش، بل بما هو أرقى وأعظم من حيث التقوى والاهتمام والمثابرة والعناية، وتميّز بالصبر والتحمل في مختلف الظروف النفسية والجسدية، مجسداً الصبر الجميل في أدائه وتعاملاته.
وأضاف أن الشهيد الغماري كان من أهل الصبر الجميل والتفاني في سبيل الله، باع نفسه لله سبحانه وتعالى، وارتقى في أداء مسؤولياته الجهادية حتى نال شرف الشهادة، مبيناً أن الشهادة باب عظيم من أبواب الرحمة الإلهية وكرم الله لعباده المجاهدين.
وأكد السيد القائد أن الشهيد الغماري تحلّى بالحكمة والرشد والتوازن النفسي، وحسن الخلق وسعة الصدر والاحترام للناس، موضحاً أن مكارم الأخلاق من أهم مقومات القائد المؤمن، وأن الشهيد كان معروفاً بحسن تعامله مع رفاقه ومرؤوسيه، وهو ما جعله نموذجاً راقياً للقائد المؤمن والمجاهد الصادق.
كما أشار إلى أن من أبرز سماته أيضاً روح الابتكار والتكيف مع الظروف، وهي من القيم المهمة في مدرسة الجهاد والإيمان، حيث أسهم الشهيد ورفاقه بعقلية الابتكار والإبداع في تحقيق نقلة فارقة في القدرات والإمكانات رغم الظروف الصعبة، مؤكداً أن روح الاعتماد على الله كانت أساس النجاح والبناء والإنجاز.
ولفت السيد القائد إلى أن هذه النماذج الراقية من الشهداء والقادة هي ثمرة المدرسة القرآنية، وأن الشهيد الغماري يعد من رجال هذه الأمة الذين سيخلدهم التاريخ بما قدموه من تضحيات عظيمة، ليكونوا مناراتٍ للأجيال في طريق الجهاد والعطاء.
وأكد أن تضحيات الشهداء العظماء زادت الشعب والجيش صموداً وثباتاً ولم تُضعف من عزيمته، بل رفعت من معنوياته وأدائه، مشيراً إلى أن مسيرة الشهداء مستمرة منذ استشهاد السيد حسين بدرالدين الحوثي، مؤسس المسيرة القرآنية، التي نمت وتعاظمت وامتد أثرها وصوتها على مستوى العالم.
وختم السيد القائد بالتأكيد على أن هذه المسيرة المباركة ستظل ماضية في طريقها بثبات وإيمان، مستلهمة من الشهداء العظماء دروس العطاء والتضحية، وستبقى المؤسسة العسكرية اليمنية والجيش المجاهد والشعب المؤمن في موقع الصدارة، يجسدون معاني الصبر والإخلاص والجهاد حتى يتحقق وعد الله بالنصر والفتح المبين.
Comments are closed.