عید الشهید
يمني برس || مقالات رأي:
لقد اصطفی الله سبحانه وتعالی الشهداء علی غیرهم من الناس، لأنهم باعوا أنفسهم من الله فتقبلها منهم وأي تجارة أعظم من التجارة مع الله. إنه لشرف وفخر وربح عظیم وفوز کبیر لمن یتاجر مع الله، فالشهید حقق أرباحا کبیرة ومکاسب عظیمة في الدارین ومنها وسام الشهادة في الدنیا، فکل الناس تفتخر به کونه دافع عن وطنه وشرفه وعرضه والفوز الکبیر في الآخرة کما جاء في قوله تعالی ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾.
أي أنهم أحیاء لیسوا أموات، ومن یظن أنهم أموات کسائر الأموات فهو جاهل بالقرآن والآیة واضحة قد صورت لنا الشهداء في أروع صورة، حیث عبرت الآیة عن الشهداء بأنهم انتقلوا من حیاة عادیة إلی حياة أبدية نعیمها باق لا ینقطع. ما أجمله من مستقبل وماأجملها من حیاة، هنا المستقبل العظیم والحقیقي، فالشهداء هم من ثبتوا في وقت الفتن وتمسکوا بدینهم أثناء المحن ولذلك ذکری الشهید هي عید لنا وعید لهم، عید لنا لأن دماءهم سبب في النصر والحفاظ علی سیادة الوطن والحفاظ علی الأرض والعرض، وعيد لهم لأنهم سعداء عند ربهم ومستبشرون ومجدهم خالد وذکرهم مسطر في مدونة کل حر وأصیل، ویجب علینا الإقتداء بهم والسیر علی نهجهم واقتفاء أثرهم، فدماؤهم الزكية أریقت من أجلنا ومن أجل عزتنا وحفظ أموالنا وأعراضنا وکرامتنا لذلك لایجوز خیانتها أو المساومة فیها، فدماء الشهداء کانت ومازالت الدرع الواقي والحصن المنیع من الغزو ومخلفاته وأیضا من الحروب کافة والحرب الناعمه، علی وجه الخصوص التي یحاولون من خلالها استهداف الشعب الیمني العفیف والمحافظ علی قیمه وعاداته وتقالیده الحمیدة.
کما یجب علینا الوفاء مع الشهداء فکیف یکون الوفاء معهم؟
یکون بالإخلاص في العمل ومحاربة الفساد والمفسدین.
فلا نجعل من دماء الشهداء مظلة یستتر بها الفاسدون ویفعلون کل جرم معیب ومشین یخل بالنظام والقانون.
وأخیرا، أری أن ثقافة الشهادة في سبیل الله هي من تمحي ثقافة الغزو بجمیع أنواعه وتجسد في مجتمعنا العزة والکرامة.
فكلمة شهيد عندما تسمعها يتبادر إلى ذهنك معنى الرجولة ومعنى العزة والكرامة ومعنى الشموخ والإباء والعظمة فهنيئا لكل أسرة معها شهيد، وهنيئا لأحرار المقاومة في غزة ولبنان، وكذلك أحرار اليمن في كل ما قدموه من تضحية وفداء. كما يجب على الدولة الاهتمام الكامل بأسر الشهداء والجرحى وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم.
بقلم/ زین العابدین علي حلاوى*
Comments are closed.