المنبر الاعلامي الحر

الارتزاق السياسي والمنافقون .. أدوات المشروع الأمريكي في استهداف اليمن

الارتزاق السياسي والمنافقون .. أدوات المشروع الأمريكي في استهداف اليمن

يمني برس | تقارير
كثف العدو في الآونة الأخيرة من تصعيد حملاته الإعلامية العدوانية، والتي دفع فيها بمرتزقته من اليمنيين في الداخل والخارج، لتعمل على ترويج سرديات تتفق بشكل واضح مع الخطاب الأمريكي _ الصهيوني، وتبرر جرائمه، ومستهدفةً الموقف اليمني المقاوم، ومشوِّهةً الدور المشرف للشعب اليمني في إسناد غزة ومواجهة العدوان الصهيوني. هذه الأصوات، التي لا تخفى صلاتها بالعدو الأمريكي وأدواته الإقليمية وعلى رأسها النظام السعودي، تسعى لزعزعة الأمن الداخلي من خلال استغلال الظروف المعيشية، وتضليل الرأي العام لصالح مشاريع العدو لانتهاك سيادة اليمن واستقلاله.

جذور الارتباط بالمشروع الأمريكي

منذ انطلاق العدوان على اليمن عام 2015، تشكّل تحالف عدواني إقليمي _ دولي تقوده واشنطن وتل أبيب عبر أدواتهما في الخليج السعودية والامارات، بهدف كسر الإرادة اليمنية الحرة، ومع فشل العدوان العسكري في تحقيق أهدافه، لجأ هذا العدوان إلى تجنيد شخصيات يمنية، بعضها كانت تتخذ من العواصم الخليجية مقراً، لتكون واجهة سياسية وإعلامية تخدم الأجندة الأمريكية، عبر بث الشائعات، وتشويه موقف اليمن المساند لغزة، وإضعاف الجبهة الداخلية.

المرتزقة الذين باعوا مواقفهم مقابل حفنة من المال، أصبحوا أداة بيد الاستخبارات الأمريكية والسعودية، يتلقون التوجيهات بشكل مباشر من غرف عمليات إعلامية تعمل على صناعة الأكاذيب وتضخيم الأزمات، بهدف صرف الأنظار عن العدوان الحقيقي، وإعادة تعريف الصراع في وعي الشارع اليمني.

أدوات التضليل واستغلال المعاناة

تعتمد هذه الماكينة الإعلامية على استغلال المعاناة المعيشية التي خلّفها الحصار والحرب الاقتصادية التي يشنها تحالف العدوان بقيادة واشنطن والرياض، لكنها تحاول أن تُحمِّل القيادة الوطنية الواقفة فوق ثبات أرضها وشموخ جبالها وموقفها الديني والقومي المشرف في دعم وإسناد غزة ، مسؤولية تلك الأوضاع، متجاهلة الأسباب الحقيقية التي يقف وراءها الحصار المفروض على الموانئ والمطارات اليمنية.

تُستخدم منصات التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية في هذه الحرب النفسية، إذ يتم ضخ محتوى مموّل يهدف إلى نشر الإحباط وإثارة الشكوك حول جدوى الموقف اليمني المناصر لغزة، متذرعين بأن الأولوية يجب أن تكون للداخل، في محاولة لفصل اليمن عن قضيته القومية والإنسانية الكبرى.

البعد الاستخباري والتنسيق الإقليمي

تشير المعلومات التي كشفت عنها وزارة الداخلية في إنجازها المني الكبير قبل يومين ، إلى أن هناك غرف عمليات استخبارية مشتركة بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية، تُعنى بملف اليمن من الداخل، وتُسند إلى هذه الغرف مهمة إدارة أدوات إعلامية وسياسية يمنية، بعضها يتلقى التمويل عبر واجهات منظمات أو قنوات ممولة من الرياض وأبوظبي.

الهدف من هذه العمليات ليس فقط تشويه صورة القوى الوطنية، بل أيضًا جمع معلومات حساسة حول الوضع الأمني والاقتصادي، ومحاولة تغذية النزاعات المناطقية والطائفية التي تخدم مشروع تفتيت اليمن وفق مخطط العدو الصهيوأمريكي المعروف بالشرق الأوسط الجديد.

موقف اليمن في إسناد غزة .. شوكة في حلق المشروع الأمريكي

الموقف اليمني الرسمي والشعبي في دعم غزة وفتح جبهة البحر الأحمر لمساندة المقاومة الفلسطينية أربك الحسابات الأمريكية والإسرائيلية، ولذا، جاء الرد من خلال هذه الحملات التضليلية التي يقودها المنافقون والمرتزقة لتشويه هذا الموقف، وإظهاره كعبء على الداخل اليمني، في محاولة لإقناع الناس بالانسحاب والتراجع عن موقفهم المشرّف.

لكن الوعي الشعبي اليمني ظلّ عصيًّا على الاختراق، حيث يدرك اليمنيون أن معركتهم مع العدو الصهيوني وأدواته في المنطقة هي معركة وجود وكرامة، وأن من يحاولون إضعاف هذا الموقف إنما يخدمون المشروع الصهيوأمريكي مع سبق الإصرار والارتزاق.

أخيراً

إن المرتزقة والمنافقين، ليسوا سوى واجهات لأجهزة استخبارية تعمل على إعادة تدوير الفشل الأمريكي في اليمن، فبعد أن سقطت رهانات العدوان العسكري، انتقلوا إلى الحرب الناعمة، الإعلام، التضليل، والإشاعات، مستهدفين صمود الشعب اليمني وموقفه المبدئي تجاه قضايا الأمة.

إلا أن هذا المخطط، رغم زخمه، يصطدم بجدار الوعي الوطني، وبإيمان الشعب اليمني بعدالة قضيته ووضوح عدوه، فاليمن، بمواقفه المبدئية تجاه فلسطين وغزة، بات اليوم رمزاً للصمود في وجه الاستكبار، ولن تنجح محاولات التشويه والخداع في حرف بوصلة الوعي اليمني عن مسارها الصحيح
نقلا عن موقع يمانيون

Comments are closed.