المنبر الاعلامي الحر

تقرير أمريكي يكشف تفاصيل هامة عن خطط الحرب على اليمن أعد سلفا في 2011م

يمني برس – متابعات

اعدت الصحافية راندي نورد تقريرا مطولا عن اليمن في ظل الحصار والحرب التي تشنها دول التحالف السعودي على اليمن منذ نحو ثلاث سنوات.

وتضمن التقرير الذي استندت فيه الكاتبة الصحافية المتخصصة في تغطية السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط على اهم الاحداث التي شهدتها اليمن في ظل الحرب، وكذا الترتيبات التي اجرتها السعودية لانشاء التحالف ومن ثم اعلان الحرب على الدولة الشقيقه لها.

كما ضمنت الصحافية الامريكية نورد، تقريرها بمقتطفات من الحوار الذي اجرته مع رئيس اللجنة الثورية في اليمن، محمد علي الحوثي.

حيث اشارت في مستهل التقرير الى أن الحرب التي تقودها السعودية وتدعمها الولايات المتحدة ضد اليمن، قتلت حتى الان ما يزيد عن 13الف شخص ، وأصابت أكثر من 21الف شخص ، ودمرت بنية تحتية مدنية ، وأحدثت مجاعة ، وخلقت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية (والتي يمكن منعها) من صنع الإنسان على هذا الكوكب.

واشارت الى أنه نتيجة الحصار البري والبحري والجوي الذي أطلقته السعودية والذي فرضته الولايات المتحدة على اليمن، يواجه أكثر من 8 ملايين يمني مجاعة ، بينما يعاني 17 مليون آخرين من انعدام الأمن الغذائي .

كما أدى الحصار ، بتقييد الإمدادات الطبية والسلع الأساسية ، إلى تفشي الكوليرا المدمر الذي لم يسبق له مثيل في الأزمنة الحديثة.
وتطرقت راندي نورد، الى أن السعودية فشلت تقريبا في كل أهدافها.

كما اتهمت حكومة بلادها بالمشاركة في قتل المدنيين في اليمن، مشيرة الى أن امريكا استغلت علاقتها بالسعودية وهادي لتمطر بطائراتها بدون طيار المدن اليمنية جالبة لهم الموت والدمار بزعم استهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP).. مؤكدة في الوقت ذاته أن القاعدة ازهرت في ظل هذه الحرب المزعومة تماماً كما كانت عليه لسنوات تحت حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

واستعرض التقدير دور انصار الله في هذا الجانب، مبينة إن قادة أنصار الله ، مثل محمد علي الحوثي وحسين بدر الدين الحوثي ، أدركوا المشاكل الناجمة عن التدخل الأجنبي، بعكس من اسمتهم بالقوى الرجعية في بعض البلدان كأفغانستان التي حظيت بالدعم المقدم من الولايات المتحدة لذا لم تتمكن افغانستان من استعادة عافيتها.

ومضت قاثلة: “اليوم ، دعم أنصار الله العام أقوى من أي وقت مضى. منوهة الى انه على الرغم من الدمار المالي الناجم عن الحصار ، فإن اليمنيين في مناطق سيطرتهم يشعرون بالامتنان لاستمرار العيش ، ولحمايتهم من الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و داعش”.

واستطرقت في تقريرها بأن انصار الله يشعرون بالفخر لدفاعهم عن بلادهم ضد إحدى أغنى الدول في العالم ، دون دعم من أي كيانات أجنبية.

وبشأن تكاليف الحرب على اليمن وحجم الخسائر السعودية، بين التقرير أن المملكة انفقت أموالا تصل إلى مئات المليارات من الدولارات – على أقل تقدير. مستدله على المقالة المحذوفة في صحيفة “المونيتور” والتي كشفت على أن تكلفة الحرب على اليمن 200 مليون دولار في اليوم. مبينا أن هذا لا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الكلي للمملكة العربية السعودية.

التقرير كشف ايضا عن معلومات وتفاصيل هامة تؤكد أن مخطط الحرب على اليمن كان معدا سلفا، حيث اكد أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي في عام 2011 كانت بداية مسرح الحرب، مبينا ان الرئيس الراحل صالح وبعد تنحيه عن السلطة التقى مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي ، ووقع في النهاية على اتفاق انتقالي بعد سلسلة من الصفقات الخلفية في الرياض.

وقضى الاتفاق ترك صالح للسلطة وتسليمها لهادي ، الذي كان نائبًا للرئيس في ذلك الوقت.

بعد ثلاثين يومًا ، أجرى هادي انتخابات مبكرة صُممت خصيصًا من قبل المملكة العربية السعودية لضمان فوزه.
واشار التقرير الى أن أنصار الله والحركة الجنوبية في اليمن توجهت الى مقاطعة تلك الانتخابات، في اشارة الى مخاوفهم في ذلك الوقت على مستقبل اليمن.

وعزز التقرير تأكيده على وجود المخطط المسبق للحرب بما قاله رئيس المجلس الثوري محمد على الحوثي الذي اكد على أن الهجوم والاعتداء على اليمن لم يولد من اللحظة ولكن تم إعداده من قبل.

فضلا عما كشف عنه المبعوث السابق للأمم المتحدة ، جمال بنعمر ، عندما ألقى رسالة إلى قائد الثورة ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، قال فيها إن أمريكا وعشرة دول أخرى مشاركة في صنع مبادرة مجلس التعاون الخليجي جاهزة للمواجهة العسكرية إذا لم تتوقف الثورة ضد الحكومة الفاسدة “.

وبعد فترة وجيزة ، أطلقت المملكة العربية السعودية تحالفها العسكري لإعادة هادي واقامت عاصمة له في جنوب اليمن بعد ان فر الى الرياض.

ما بعد اعلان الحرب على اليمن

وعلى الرغم من حصول السعودية على دعم عسكري ومخابراتي من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا ، إلا أن حركة المقاومة اليمنية المناهضة للسعودية أصبحت أكثر قوة.

واشار التقرير الى أن أنصار الله يسيطرون على العاصمة صنعاء ، وعلى معظم المحافظات الشمالية في اليمن ، فضلاً عن أكثر من 100 ميل من الأراضي خارج الحدود السعودية. موضحا ان القوات الخاصة اليمنية ، اشتركت مع الجيش واللجان الشعبية للانتقام من السعودية بسبب ضرباتها الجوية على اليمنيين.

كما قامت وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء بتوسيع القدرات العسكرية. مبينة أن اليمن اصبحت قادرة على تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى ، والصواريخ البحرية ، والأسلحة المضادة للطائرات ، وطائرات الاستطلاع بدون طيار.

وذهب التقرير الى تفنيد المزاعم الدولية بان الصواريخ التي يطلقها المقاتلين اليمنيين تأتي من إيران ، مؤكدا في هذا الشأن أن الوثائق التي تم الحصول عليها من السياسة الخارجية تقول أن الأدلة على تدخل ايران في اليمن غير حاسمة.

الصحافية راندي نورد قارنت في تقريرها بين القوة العسكرية الحالية في ظل قيادة انصار الله مع وضعها في ظل عهد الرئيس صالح ومن بعده هادي، حيث اوضحت القوات المسلحة تحت قيادة هادي وقيادة صالح كانت تعتمد على دول أخرى – مثل الولايات المتحدة – للحصول على المعدات العسكرية والدعم. مشيرة الى أن الرئيس الراحل صالح تلقى مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار على الأقل من حليفه جورج بوش الابن. في حين ان القوات اليمنية اصبحت اليوم تعتمد على ذاتها في تصنيع السلاح مؤكدة انه لا يوجد على الإطلاق أي نقص في الأسلحة الموجودة بالفعل داخل اليمن حتى الان.

كما اكدت ان القوى العالمية في التحالف سهلت بشكل مباشر جرائم حرب لا حصر لها في اليمن سواء بقصف منازل المدنيين أو تبرير اقامة مراكز التعذيب أو بتقييد المساعدات الإنسانية أو استخدام الأسلحة المحظورة دولياً أو بغمر البلاد بمرتزقة متعاقدين مع شركة بلاكووتر ، مما يجلب كل يوم مأساة جديدة لا يستحقها الشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com