المنبر الاعلامي الحر

في اليمن فقط .. صعوبة الحل مع صعوبة الإنتصار

في اليمن فقط .. صعوبة الحل مع صعوبة الإنتصار

بقلم / أ. لطف قشاشة

بكلمة واحدة لا ثانى لها نستطيع الجزم بأن العدوان لن يستطيع حسم الحرب نهائيا لصالحه مطلقا ..

يأتي هذا الجزم اليقيني لا من زاوية التخمين او التنبؤ غير المستند لحقائق على الارض مشاهدة وتشير الى هذه النتيجه التي بنينا رأينا عليها ..

قد يظن تحالف العدوان او يتوهم ويسوق لوهمه هذا أنه ما زال في جعبته المزيد من الاوراق لم يستخدمها بعد وبها يتجه نحو حسم المعركه لصالحه او بمعنى آخر يعتقد أن جميع ما قد قام به خطط له ونفذه في حربه هذه وفي مختلف الملفات جميعها لم يتم اسنفادها بالكامل وإن ما استخدمه منها ما هي الا عشر معاشر ما يمتلكه ..

وهذه اعتقادات وهميه تعبر عن سوء تقدير للمواقف بالمرة ..

وعودا لما اتجهنا اليه فنحن أمام مؤشرات تسوق الى تحقق ما توقعناها وجزمنا به فبعيدا عن المؤشرات العسكرية واللوجستيه والسياسية  والاقتصادية والإعلامية والثقافية التي تحرك منها وبها ما يسمى بالتحالف العربي سعيا لكسب المعركه لصالحه فقد أثبتت الوقائع عدم جدواها وفاعليتها في سبيل تحقيق ذلك الهدف والسبب يعود حسم تأملنا في مسارات المواجهة غير المتكافئة ماديا يعود الى العامل المعنوي الذي ادارت الجمهوريه اليمنية به معركتها في التصدي لهذه الجبهات كلها مجتمعة او منفردة  قد أنتجت واقعا مغايرا لدى طرفي المعركه ففي الوقت الذي تنظر فيه دول التحالف لفاعليه حضورها المادي في جميع الجبهات المختلفه بقياس الامكانيات المهوله التي تمتلكها فإنها وعند قياس اثر المواجهة تتعثر يوما بعد يوم في الحسم المنشود والسريع فتتازم النفسيات لديها وينتج عنه مزيدا من الإخفاقات المتوالية نتيجة القرارات المتوترة والمرتبكه في تغيير ادوات المعركه حين تواجه بفشل إثر فشل بينما الجانب اليمني ورغم محدودية قدراته المادية والتي لا تكاد تذكر فإنه عندما قرر المواجهة اتخذ لها سلاح المظلوميه والوجود مستعينا بالعامل المعنوي وعلى رأسه الديني في المواجهة بل أصبح لديه قناعات راسخة بأن سلاحه النفسي المعنوي الديني يوما بعد يوم يحقق نتائج في الميدان بأن اثرها في قدرته على الصمود وتحقيق انتصارات في مختلف الجبهات المتنوعه وهذا لا يحتاج الى مزيد من التدليل بل أن هذه الإستراتيجية في المواجهة قد جعلته سيد المبادرة في المعركه ويتحكم في مسار انها وباستراتيجيه واضحه المعالم حسب الواقع ..

ولسنا هنا نبحث عن ملامح الإخفاق هناك والنجاح هنا في جزئياته المنظورة والمنشوره بل نقدم واقعا لمسه العالم واذهل الجميع بل صار حديث العالم بلا منافس إنما القصد هو الوقوف على واحد من الاسباب التي ذهبنا اليها عندما قلنا باستحالة النصر لدول التحالف في هذه الحرب غير المتكافئة ..

هذا من جانب طرفي المواجهة والتي المحنا اليها اجمالا ولم نخض في تفاصيل أكثر لان القصد هنا الاشاره الى جوانب القوة الفاعلة لكلا الطرفين في المواجهات وحسابات كل طرف بما يمتلكه ..

كما اننا وفي معرض سردنا لعوامل إخفاق التحالف فإننا سنتماشى مع نظرياتهم المادية ونقف على ثوابت ومتغيرات في النظام العالمي المتجدد لنستوعب ما إذا كانت حسابات التحالف قد راهنت على فكره مسكها لزمام المبادرة في القرار الدولي الراهن فإن القول بذلك يجافي الواقع ويخالفه وإذا ما استثنينا الجانب المتصدي للعدوان والذي يرفض الرهان على لعبه الامم ويجعل من قراره السيادي والمستقل سلاحه في التعاطي مع الواقع الدولي فان التحالف وهو يتجه نحو ما ذكرناه من قدرته على التحكم في مقررات الامم خاصه وهو يمتلك القوتين العسكريه والمالية قد راهن على خيط اوهن من خيط العنكبوت فمن غير الواقعيه أن ننظر الى مواقف العالم وسكوته وتمريره لاحداث غايه في الفظاعه دليل على انخراطه في الرضى بالحسم لصالح التحالف فهذا غير صحيح مطلقا فالمتابع لمتغيرات النظام الدولي سيلحظ انقضاء الأحادية فيه ونمو دول عظمى لن تقبل بالعودة لنظام القطب الواحد خاصة بعدما امتلكت مقدرات المنافسه والحضور القوي في الساحه العالميه مستفيدة من إخفاقات أمريكا وهزائمها في العقدين المنصرمين لذلك فملف المنطقه لن يترك لأمريكا والغرب لتعبث به وتحقق مصالحها فيه بمفردها  فإنها ستقف عند اللزوم في وجه اي اهداف او نجاحات قد تعيد الهيمنة من جديد لامريكا وحلفائها في المنطقه وستقف سدا منيعا في سبيل إفشال تلك النجاحات خاصه إذا علمنا أن قرار الحرب قد اتخذته أمريكا بذاتها ..

وبعيدا عن تماهي دول الخمس دائمه العضويه مضافا اليها دول الثمان وتوسعها الى ما يعرف بدول العشرين بمجموعها والتي تقود تحالفاتها ويتحكم في قراراتها عامل المصلحة والتي في الغالب تصب في بقاء العالم بأسره في قبضة تلك الدول سياسيا واقتصاديا مع تفاوت في حجم ما تجنيه هذه الدوله او تلك وكون هذا الواقع الدولي أفرزته نتائج الحربين العالميتين الاولى والثانيه فإن قولنا باستحالة ظفر دول العدوان الغربي علينا هو الحقيقة لا غير للأسباب التي ذكرناها سابقا ولأن رأس دول العدوان المتمثل في أمريكا قد لحق بها هزائم واخفاقات وانتكاسات سياسيه وعسكرية واقتصادية ومالية موجعه خلال العقدين المنصرمين الا ان أشدها والذي يرتبط بقضيتنا اليوم هو هزيمتها في المنطقه عسكريا بدءا من أفغانستان مرورا بالعراق فسوريا وصولا للنتائج الاوليه التي احرزتها الدول المناهضة لها في إفشال تمدد وهيمنة اذرعها في المنطقه او ما عرف بمحور الاعتدال العربي والذي تقوده السعوديه فقد دفع بها الى التراجع عن المواجهة المباشرة والضغط باتجاه إقحام حلفائها في تحمل اعباء وتكاليف حروبها او ما يعرف الحرب بالوكاله  هذه الوسيلة قد عمقت من اخفاقاتها المتوالية والسبب يعود الى ضعف وهشاشة تلك الدول وأدواتها والتي لم تصمد كثيرا في اي نوع من مواجهاتها وخاصه الورقه الطائفية او ما يعرف بتحريك الجماعات الارهابية المنتجه امريكيا والتي انهزمت تماما في مناطق الصراع بل وانتهى وجودها فعليا في اغلبها مثل لبنان ..

كل هذه الوقائع هي التي عززت من حقيقه استحالة تحقيق نصر حاسم مادي في بلادنا ..

وبعيدا عن صراعات الامم المادية في المنطقه التي دعمت الاتجاه في بلادنا الى استحالة انتصار التحالف في اليمن ماديا فإن هناك مؤشر ثابت نعتمد عليه أيضا في صوابيه توقعاتنا هذه وهي حركه التاريخ الانساني فمن المؤكد أن بلوغ دول العدوان القمة والتي وصلت الى منتهاها فإنما يعد بداية النهايه لهذه الدول حسب السنن التاريخيه وهو مؤشر آخر على بداية نهوض لدول أخرى هذا في المنظور التاريخي خاصة لمن يتعامل مع حركه التطور والنهوض بواقعية واقتدار او ما نطلق عليه امتلاك مشروع متكامل وناضج وقائم على إمكانات متوفره وممكنه ..

ولكي نفهم بشكل أدق ماهيه هذه السنن ونسقطها على واقعنا اليمني فإن اليمن الموغلة في التاريخ والتي تمتلك موروثا حضاريا عريقا أهم مايميزه السجيه الروحية المرتبطة بالتوحيد والمعمده بشهادة النبي وبرغم ما اوقعتها سنون التخلف الفكري والسياسي هاهي اليوم تستعيد تاريخها وحضارتها من جديد وبمشروع عالمي ينبثق من مفاهيم وقواعد الشريعه الاسلاميه على منهجية اعلام الهدى وأثبت نجاحه في إزهاق باطل المنبطحين سياسيا والمشوهين فكريا من الساحه المحليه ما استجلب التدخل الأمريكي واذياله في مؤشر على تحقق تلك السنة التاريخيه فانهيار مشروع الهيمنة الشيطانية سينتهي حتما على بوابه الهزيمة في اليمن وبالعكس ظهور نجم المشروع المتكامل بدأ من مشروع المسيرة القرآنية التي تمضي في طريق التغلب على عوامل إخفاق الامه الاسلاميه وتنشئ اجيالا عالميه التفكير ستعطي بحضورها العالم لانها تجذب اليها مشاريع التحرر العالمي الرافض لغطرست الشيطان الاكبر الذي يعتبر أشمل ما قد وصل اليه القبح الانساني منذ الخليقة ..

لذلك هل فهمتم لماذا نؤكد على استحالة انتصار دول العدوان على اليمن لانه يحمل في جنباته الخبث والخوار ..والله من ورائهم محيط ..

لطف لطف قشاشة

الاثنين 23/9/2018 م

صنعاء

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com