المنبر الاعلامي الحر

ما بين نيويورك واسطنبول.. ما هي قصة الدم السعودي!!

ما بين نيويورك واسطنبول.. ما هي قصة الدم السعودي!!

يمني برس//

كشف الإعلام الأمريكي النقاب عن أول تفاصيل قضية العثور على جثتي شقيقتين سعوديتين مربوطتين معًا وغارقتين في “نهر هدسون” بمدينة نيويورك، مشيرة إلى أن الشرطة ليست لديها إجابات شافية عن جميع ملابسات الحادث.

وقالت الشرطة الأمريكية إنها تجري التحقيقات لمعرفة أسباب الحادث المروع للفتاتين، مشيرة إلى أن إحدى الضحيتين تالا فارع تبلغ من العمر 16 عامًا والأخرى روتانا 22 عامًا، وهما تقيمان في “فيرفاكس” بولاية “فيرجينيا”، وعاشت كلتا المرأتان في جدة قبل أن تنتقل أمهما إلى الولايات المتحدة للاستقرار في فرجينيا.

وأوضحت الشرطة، أن جثتيهما جرفتا على الشاطئ، وكان وجهاهما يلاصقان بعضهما بعضًا، وكانت الشقيقتان ترتديان ملابسهما بالكامل، دون ظهور أي علامة واضحة على وجود صدمات، وحتى اللحظة لم يتم تحديد سبب الوفاة، مشيرة إلى أن الشرطة ليست لديها إجابات شافية عن جميع ملابسات الحادث!.

في حين قالت صحيفة نيويورك تايمز إن شخصًا كان يتجول في حديقة “ريفرسايد” بعد ظهر الأربعاء الماضي على ضفة النهر إذ لاحظ شيئًا بارزًا على الضفة واستدعى الشرطة في الحال، وتحت أسفل رصيف صغير بارز بالحديقة الكائنة في شارع 68، كانت ترقد جثتا هاتين الشابتين مربوطتين ببعضهما بشريط لاصق من منطقتي الخصر والكاحلين.

loading

وقالت الشرطة إن الجثتين لم تظلا في الماء لفترة طويلة، وكانتا مرتديتين سروالي جينز أسود متماثلين وسترتين سوداوين مع فراء، فيما لم يكن جسداهما يحملان علامات واضحة لتعرضهما لصدمة نتيجة الارتطام.

بينما واجهت الشرطة في البداية مشكلة في التعرف على الفتاتين، وبعد يوم من العثور عليهما ظهرت بعض العلامات التي تؤكد أوجه تشابه مدهشة بينهما حيث نفس الشعر المجعد الداكن، ونفس القوام، ونفس لون الجلد.

وفي يوم الجمعة، علم المحققون أن الشقيقتين من المملكة العربية السعودية وتعيشان في “فيرفاكس” بولاية فرجينيا.

روتانا فارع 22 سنة، وتالا فارع 16 سنة، كان لديهما تاريخ من الاختفاء، وطلبتا مؤخرًا اللجوء إلى الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته الشرطة.

لكن بعيدًا عن ذلك، ظلت ظروف وفاتهما غامضة، إذ كافح المحققون لتجميع كيف وصلت شابتان من مدينة تبعد أكثر من 250 ميلًا بطول ضفة نهر هدسون في مانهاتن.

وتحقق الشرطة في احتمال اتفاق الشقيقتين على الانتحار، وربط نفسيهما معًا ثم القفز في النهر، لكن المحققين لم يستبعدوا أن يكون الحادث جريمة قتل، وبينما لم يحدد مكتب الفحص الطبي سبب الوفاة بعد، لم يدعِ أحد معرفته بالجثث.

تضارب آراء مختلفة عن قضية الفتاة  !!

في البداية، رجّحت الشرطة أن الفتاتين ربما قفزتا من جسر جورج واشنطن، إذ إن الأشخاص الذين يقفزون من الجسر غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في ريفرسايد بارك.

لكن المحققين قالوا إن جثتي الفتاتين كانتا ستعانيان من علامات الصدمة بعد سقوطهما من هذا الارتفاع، بالإضافة إلى أنه كان عليهما القفز خلال النهار، وفي هذه الحالة كان أي قائد سيارة سيشاهدهما.

وقال أحد المسؤولين عن فرض القانون، طالبًا عدم الكشف عن هويته لأن التحقيقات مازالت جارية: “نبحث حاليًا عن نقطة دخولهما إلى المياه، ونتحرى جانبي النهر”. ولا يزال من غير الواضح أين كانت الشقيقتان تقيمان قبل وفاتهما.

ومن جانبها، رفضت شرطة مقاطعة فيرفاكس تقديم أي معلومات حول حياتهما في فرجينيا، مستشهدة بقانون حظر مشاركة أي معلومات تساعد في التعرف على ضحية جريمة تحت سن 18 عامًا.

كما أن رئيس المباحث، ديرموت ف. شيا،قال في تصريحات خاصة له يوم الخميس الماضي: “لا نعرف أين وقعت الجريمة لدينا مأساة مروعة بالتأكيد”.

وذكرت صحيفة “عرب نيوز”، وهي صحيفة سعودية تصدر بالإنجليزية، أن روتانا فاريا كانت تعيش في نيويورك، بينما ظلت أمها وشقيقتها الصغرى في ولاية فرجينيا.

وقالت الصحيفة إن الأم كانت أبلغت بأن تالا مفقودة منذ شهرين، ثم أوقفت جهود البحث عندما اكتشفت أن الفتاة كانت تزور أختها الكبرى، وقالت “عرب نيوز” إن الشقيقتين كانتا على اتصال مع أمهما قبل نحو أسبوع.

وذكرت شرطة نيويورك أن الأم التي لم يكشف عن هويتها أبلغت عن ابنتيها في العام الماضي، وقالت الشرطة إنه عندما رصدت الفتاتين، طلبتا الحماية وتم وضعهما في ملجأ.

اللجوء لأمريكا…وهناك فتاة مفقودة!!

في وقت سابق من هذا العام، كانت روتانا فاريا تعيش في شقة بالطابق الخامس في مجمع فاخر بالقرب من مركز تجاري في “فيرفاكس كورنر” بولاية فرجينيا، وهو حي ضواحي يقع على بعد 30 دقيقة بالسيارة من واشنطن، وفقًا لأقوال وكيل تأجير عقاري هناك، فيما انتقلت السيدة فارع من المكان في تموز/ يوليو الماضي.

وفي أواخر آب/ أغسطس الماضي، وصل بلاغ لسلطات مقاطعة فيرفاكس بشأن فقدان تالا فاريا مرة أخرى، ومن ثم وزعت السلطات منشورًا على الإنترنت يفيد بأن تالا مفقودة.

وبحسب المنشور فإنها ربما تكون مع شقيقتها روتانا، وذكرت الشرطة في نيويورك في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري أن شخصًا ما أبلغ عن وجود الشقيقتين المفقودتين في فرجينيا.

كما تلقت الأم مكالمة من سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن لإبلاغها بأن ابنتيها تقدمتا بطلب لجوء، حسبما ذكرت الشرطة.

من جانبها، قالت القنصلية السعودية في نيويورك إنها تتابع مع السلطات المحلية حادثة مقتل المواطنتين السعوديتين.

حيث أصدرت بيانا نشرته علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلة: ‘إنه بتوجيه من السفير في واشنطن ومراعاة لخصوصية القضية وتصحيحا لملابسات الحديث بدون تحري الدقة، تؤكد القنصلية أنها والجهات المعنية في كل من السلطات المحلية ووزارة الخارجية الأمريكية بالإضافة إلي سفارة المملكة في واشنطن تقوم بمتابعة مستمرة ومتواصلة للوقوف علي الحقائق”.

وأشارت إلي أن تقرير الطب الشرعي الموضح لسبب الوفاة، لم يصدر لحد الآن، والقضية لا تزال قيد التحقيق.

بين التجاهل و التكاثف…الإعلام الأمريكي في مقتل وقتل!!!…

هناك مثل يقول : كيف يمنع من أكل الرطب الآخرين عن أكله!!

الإعلام الأمريكي دائما ما يغض الطرف في طريقة التعاطي مع حوادث قتل غير الأمريكيين، فما بالك بحوادث قتل السعوديين، وتحديدا خلال الشهر الأخير فقط ثلاث حوادث قتل للسعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية، كان آخرها قتل المبتعث ياسر أبو الفرج، إضافة إلى الفتاتين السعوديتين منذ أيام.

نحو سبعة أيام كاملة مرت على حادث العثور على جثة الفتاتين السعوديتين في نهر هردسون بمدينة نيويورك، ولم تذكر أي من كبرى الصحف الأمريكية جنسية الفتاتين أو الإشارة إليها في تناولها الإعلامي للحادث.

الغريب في الأمر أن الإعلام الأمريكي، على غير عادته، بدا صامتا وتعاطى بهدوء مع الحادثة وكأنها حادثة عرضية تقع كل يوم، ما أثار تساؤلات في التعاطي الإعلامي من قبل وسائل الإعلام الأمريكية لحوادث المواطنين السعوديين التي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية!!!.

بينما نقل موقع السي إن إن، عن شرطة نيويورك قولها إنه تم التعرف على جثتَيْن، عُثر عليهما معًا بعد ظُهر الأربعاء الماضي على ضفاف نهر هدسون في مانهاتن على أنهما شقيقتان أخريان من ولاية فرجينيا، ثم تناولت التصريحات الرسمية من شرطة الولاية دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل عن جنسية الفتاتين أو تفاصيل عن الحادث!.

ووسائل الإعلام الأمريكية الأخرى انحازت هي الأخرى حزو القناة الإعلامية الأمريكية الشهيرة في تناول الحادث، بل إن أغلبها لم يتطرق إلى الحادث من الأساس.

والملفت هو أن طريقة التناول الإعلامي الأمريكي لحوادث السعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن في حادث العثورة على جثة الفتاتين السعوديتين هي الأولى من نوعها.

فقبل ذلك تجاهلت وسائل الإعلام والمواقع الأمريكية حادث اغتيال الطالب السعودي ياسر أبو الفرج، بعدما أعلن أحد شركائه في الشقة العثور عليه مقتولاً داخل الشقة في 7 أكتوبر الحالي.

وأبلغ الشرطة التي باشرت الحادث، إذ تعرفت على الجاني من خلال تسجيلات كاميرات المراقبة، في واقعة أخرى غضت فيها وسائل الإعلام الأمريكية الطرف عن التناول كعادتها في مثل هذه الحوادث.

واكتفت بعضها بالإشارة من بعيد إلى رواية الشرطة الأمريكية عن الحادث الأليم، قبل إعلان شرطة ولاية فلوريدا الأمريكية إلقاء القبض على المتهم بقتل المبتعث السعودي، بضربه وطعنه، بطريقة وحشية داخل شقته.

وتم اعتقال رجل مشرد يبلغ من العمر 28 عاماً، ووجهت له تهمة القتل من الدرجة الأولى، بحسب الشرطة التي أشارت إلى أنه يخضع حالياً للتحقيقات من قِبل الأجهزة المختصة، وقالت إن المتهم ويدعى “روبرت واين جور” صاحب سوابق، وتورط من قبل في قضايا عدة، من بينها التعدي على ممتلكات الآخرين، وحيازة المخدرات، لافتة إلى أنه لم تكن له أي علاقة سابقة بالمجني عليه.

ما كشفته طريقة تناول الإعلام الأمريكي تلك مع القضايا أثارت تساؤلات بشأن أن الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية أصبح سلعة تباع وتشترى، لدرجة أن صحيفة بارزة مثل “واشنطن بوست” تنشر أخبارا تخص قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي بشكل مكثف يصل إلى 3 أو 4 تقارير مطولة يوميا، منسجمة مع الصوت الإعلامي المأجور والمدعوم من الدوحة.

ولكنها في هذه الحالة تقوم بنشرها على موقعها مجانا دون أن يحسب ذلك من اشتراكات القراء، ما يشير إلى تدخل جهات مشبوهة في شراء مساحات مخصصة بالإعلام الأمريكي لخدمة أجندات دول معينة، دون أدنى رقابة من الإدارة الأمريكية على الأمر.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com