المنبر الاعلامي الحر

صحيفة ” ذي تايمز ” البريطانية : خربشات جدارية ومنافسات شعرية ..اسلوب جديد في اليمن لمواجهة قصف الطائرات بدون طيار الأمريكية .

يمني برس _ متابعات :

صورة لرسم في أحد الجدارات في صنعاء .
صورة لرسم في أحد الجدارات في صنعاء .

نشرت صحيفة ” تايمز ” البريطانية مقالا تناولت فيه ما اوحى لفناني الكتابة على الجدران والشعراء من خربشات واشعار تندد بالهجمات التي تقوم بها الطائرات الاميركية بلا طيار ضد مواقع من المعتقد انها تأوي ارهابيين. وفيما يلي نص المقال:

شوهدت طائرة اميركية بلا طيار على امتداد شارع رئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء. لكنها لم تكن طائرة تحلق بلا طيار حقا، وانما كانت صورة بطول 7 أقدام لطائرة بلا طيار رسمت بالرش على قمة جدار أبيض اللون في المدينة. وتحتها صورة لطفل يكتب “ليش قتلتوا اسرتي؟ (أي لماذا قتلتم عائلتي)” باللون الاحمر الدموي باللغتين الانجليزية والعربية.
الصورة من صنع الرسام اليمني مراد سبيع، وكانت الى جانب ثلاث اخرى تنتقد استخدام الولايات المتحدة لطائرات بلا طيار في اليمن بهدف ملاحقة والقضاء على المشتبه بانهم ارهابيون. وهذا العمل الفني هو جزء من الحملة الاخيرة لسبيع تحت عنوان “12 ساعة” التي تهدف الى التنبيه من اثنتي عشرة مشكلة تواجه اليمن، من بينها انتشار الاسلحة، والطائفية، والاختطاف والفقر. وخامسها هو الطائرات بلا طيار، ولعلها اكثر “الساعات” التي اكتملت اثارة حتى الان.
وقال سبيع الذي نحا نحو الاعمال الفنية الجدارية قبل عامين في اعقاب ثورة الربيع العربي في اليمن قد اشعل منفردا الى حد ما تنامي حركة الخربشات اليمنية، ان “الخربشات في اليمن او فن الجدران، اسلوب جديد للتواصل مع الشعب. وبامكانك ان تبعث برسالة خلال ثانية واحدة”.
ازداد ارتفاع اصوات المعادين للطائرات بلا طيار في اليمن منذ ان تولى اوباما الادارة في العام 2009. وتكاد تكون عشرات من عمليات قصف الطائرات بلا طيار الا واحدة في اليمن قد جرت منذ تولي اوباما الرئاسة الاميركية (رغم ان القصف هنا وفي باكستان اصبح متباعدا في الاشهر الاخيرة). ولا يعترف المسؤولون الاميركيون بتلك العمليات، وان كانت مع ذلك قد اثارت نقاشا عالميا حول مشروعية ومدى اخلاقية وفاعلية عمليات القصف هذه.
ويقول الموالون ان الطائرات بلا طيار توفر وسيلة فاعلة لقتال “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية، وهي الموقع اليمني المرتبط بشبكة الارهاب العالمية. وقد وافق الرئيس اليمني عبد ربة منصور هادي على البرنامج، وامتدح التعاون اليمني الاميركي في مجال مكافحة الارهاب، و”الدقة الكبيرة التي توفرها الطائرات بلا طيار”. لكن نشطاء حقوق الانسان في اليمن وعائلات الضحايا الكثيرين يشعرون بالغضب مما يدعونه “حرب الطائرات بلا طيار” في البلاد، التي يقدر مكتب التحقيقات الاعلامية انها تسببت في مقتل ما بين 21 و 56 مدنيا. والى جانب اساليب تقليدية اخرى من الاحتجاج، مثل المظاهرات والحملات الاعلامية، ونشر تقارير غالبا ما تكون حادة، فان النشطاء يستخدمون على نطاق اوسع الفنون كوسيلة للاعراب عن سخطهم من خلالها.
وقالت براء شيبان، وهي ناشطة يمنية ومنسقة مشاريع لمنظمة “الانقاذ” البريطانية التي تدعو الى حق السجناء في الحصول على محاكمة عادلة “حاولنا ان نسلك طريقا جديدا في مواجهة تحليق الطائرات بلا طيار فوق مدننا وقرانا”. وقامت الهيئة بتنظيم منافسة شعرية ضد الطائرات بلا طيار في اوائل هذا الشهر. وكانت الجائزة الاولى بقيمة 600 دولار، او حسب وصف منظمة “الانقاذ” ما يعادل “1 في المائة من تكاليف صاروخ جهنم”.
وقامت مجموعة من الشعراء اليمنيين بتصفية 30 متسابق الى 6 نهائيات واحد الفائزين. وألقى الفائز أيمن شحاري قصيد تحت عنوان “طائرات بلا قافية”.
ورغم ان رغده جمال الصحافية والكاتبة لم تكن الفائزة، لكنها اعربت عن سرورها في المشاركة، وقالت ان “من الامور الرائعة استخدام الفن لشرح قضيتك. وفي امكاننا ان نستخدم وسائل كثيرة بدلا من الاسلحة”.
وقال سبيع  “قد لا اتوقع اي اجراء من الولايات المتحدة، ولكني ساستمر رافعا علم الامل”.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com