يمني برس _ دولي :
شن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله هجوماً عنيفاً على السعودية، متهماً إياها بالوقوف وراء مجموعة «عبدالله عزام» التي تبنت تفجير السفارة الإيرانية. واعتبر أن «التفجير له علاقة بالغضب السعودي من إيران بسبب فشل مشاريعها في المنطقة». كما رأى أن «المخابرات السعودية تقف وراء العديد من التفجيرات بالعراق، وتقوم بتشغيل بعض فروع القاعدة».
و لفت الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، إلى ان «الاتفاق حول النووي الايراني له آثار وتداعيات كبيرة جدا، الرابح الاول منه هو شعوب منطقتنا لأن هناك جهات إقليمية ودولية كانت تدفع خلال السنوات الماضية باتجاه خيار الحرب على ايران».
ورأى نصرالله أن «اسرائيل لا تقدم على قصف المنشآت النووية في ايران من دون ضوء أخضر أميركي».
و اعتبر ان «التفاهم الذي أنتجه حوار ايران مع الدول الست كرس واقعا دوليا جديدا هو تعدد الأقطاب، وما عاد هناك دولة واحدة تحكم العالم»، وأن «هناك تحولات كبيرة في السياسة الاميركية في المنطقة والعالم».
و لفت الى ان «الولايات المتحدة لا تريد أن تذهب الى حرب وهي تعبت من الحروب، وقد فُتح باب للتفاهم بالنووي وحصل تفاهم مؤقت»، مشيرا الى ان «الاميركيين كانوا يريدون فتح ملفات اخرى عند البحث بالملف النووي مع ايران ولكن الايراني أراد مناقشة الملف النووي بداية».
و أوضح نصرالله أن «خطاب ايران كان دائما أن مشكلتنا مع الاميركيين تختلف عن مشكلتنا مع الاسرائيليين، لذلك الموقف الايراني من اسرائيل حاسم ولم يتغير»، مشيرا الى أنه «في الموضوع الأميركي كان الايرانيون يقولون انه عندما يعترف الاميركيون بحقوقنا ويصبحون جاهزين لإعطاء شعوب المنطقة حقوقهم فنحن جاهزون للحوار معهم».
ولفت نصرالله الى ان «ايران منذ سنوات تسعى لفتح الأبواب مع السعودية وللتحاور، ولكن كل المحاولات لفتح الأبواب فشلت، والسعودية هي التي تقفل كل الأبواب»، مشيرا الى أنه «حصلت مبادرة باكستانية قبلتها ايران لكن السعوديين رفضوها»، مؤكدا ان «ايران لم تقطع يوماً العلاقات مع جيرانها، ولكن المشكلة عند الفريق الآخر»، موضحا أن «ما يفعله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هو استمرار للموقف الايراني، وهو يريد طمأنة السعوديين أن لا شيء على حسابهم».
وأوضح أن «السعودية منذ البداية تعاطت مع ايران على أنها عدو، وحرب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على ايران كانت بدفع من السعودية وتمويل منها».
كما أشار نصرالله إلى أن «السعودي لم يتوقف، بل أكمل ولم تهدأ الحرب السعودية على ايران منذ 1979»، معتبرا أن «السعودي لا يملك جرأة الذهاب الى حرب مباشرة مع أحد، بل يحارب بالواسطة ويدفع أموالا ويحارب بالواسطة في سوريا وايران والعراق ولبنان».
واعتبر أن «المشكلة جوهرية بين ايران والسعودية لكنها ليست مذهبية، وكلام الوليد بن طلال لا يمثل أهل السنّة والجماعة، والسعودية سابقا كانت لديها مشكلة مع مصر ومع اليمن ومع سوريا، وهذه دول لا يحكمها الولي الفقيه، وليس مذهبها شيعياً»، لافتا الى ان «السعودية لا تقبل شريكا، بل تريد أن تكون كل دول المنطقة العربية تابعة لها».
الخط مع قطر مفتوح دائماً
وكشف نصرالله عن «أنه استقبل موفدا قطريا منذ أيام»، موضحا ان «قطر في الآونة الأخيرة ربما تعيد النظر بموقفها في المنطقة واستراتيجيتها، وهي قامت بمبادرة طيبة حول مخطوفي أعزاز ونحن فعلا لم نتسبب بمشكلة مع أحد ولم نسئ لأحد»، مشيرا الى «اننا دائما دعونا لحل سياسي في سوريا، وبقي خط بيننا وبين قطر دائما، لكن بالسياسة كنا مختلفين».
ورأى أن «الخيار العسكري في سوريا غير مجد وإسقاط الوضع القائم غير مجد»، داعيا بالتالي كل الدول التي لها علاقة بما يجري في سوريا الى «العمل لحل سياسي»، موضحا «هكذا بدأنا نبحث مع قطر ثم تكلمنا عن إبعاد لبنان عن المشاكل».
ولفت نصرالله الى انه «لم تنقطع اتصالاتنا مع تركيا، ولا شيء جديدا بعلاقتنا مع الأتراك»، مشيرا إلى أن «هناك محاولة واضحة من الأتراك بعد تطورات سوريا لإعادة ترتيب العلاقات، لأنه برأيي الأتراك خسروا كثيرا، فعلاقاتهم كانت مع لبنان والرئيس السوري بشار الأسد وإيران قبل الأزمة السورية ممتازة، لكن الآن هم خارج سوريا وفي مشكلة كبيرة مع العراق وبردت العلاقة مع ايران الى حد شبه قطيعة وفشل مشروع الأتراك بسوريا، وأين تركيا في مصر والمنطقة؟ فهي تضررت خارجيا وانعكس ذلك على وضعها الداخلي».
وأكد نصرالله ان «موقف ايران العقائدي من إسرائيل لن يتغير، وموقفها من المقاومة لن يتغير، وفي الملف الفلسطيني ايران لا تتنازل عن موقفها»، معتبرا ان «لا أفق للتسوية بالملف الفلسطيني الإسرائيلي، فمسار التفاوض لم يوصل إلى الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية».
واعتبر نصرالله أنه «لو علاقة قوى 14 آذار بالسعودية كما علاقتنا بإيران فما كان هناك مشكلة بلبنان»، موضحا أن «ايران في لبنان تريد أن تتفاهم الناس مع بعضها بعضاً وان لا ينجر لبنان لحرب».
لم ندخل إلى سوريا
بقرار إيراني
في الموضوع السوري، أعاد نصرالله التذكير بتطور موقفه من الحرب في سوريا وصولاً إلى التدخل عسكرياً في القصير ثم مناطق سورية أخرى، لافتاً إلى أن «هدم مقام السيدة زينب من المسلحين كان ليتسبب بفتنة في المنطقة ونحن أرسلنا 40 الى 50 فرداً فقط الى المنطقة لمساعدة من هناك للدفاع عن المقام».
وأشار نصرالله الى أنه «في الأماكن الاخرى لم يكن لدينا قوات، ولكن تدرج الوضع»، لافتا الى أن «عشرات اللبنانيين قُتلوا مع المسلحين في سوريا، ولكن نحن نعلن عن قتلانا، وكنا بحاجة إلى إعلان تدخلنا فنحن لا نستحي بالشهداء ونعتز بهؤلاء الشهداء».
وأوضح نصرالله أن «صورته مع المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية السيد علي خامنئي كانت قبل معركة القصير بسنتين»، مؤكدا «اننا لم ندخل الى سوريا بقرار ايراني بل بقرار ذاتي، وما قيل عن طلب ايراني منا للتدخل غير صحيح».
وأكد نصرالله انه «لو تخلينا عن واجبنا في القصير والقلمون فعشرات ومئات السيارات المفخخة كانت دخلت الى لبنان، وقد ذهبنا الى سوريا لمنع هذا الأمر»، لافتا الى ان «السيارات التي انفجرت في لبنان جاءت من يبرود عبر عرسال»، متسائلا «اذا سقطت سوريا بيد الجماعات المسلحة فما هو مستقبل لبنان؟».
لا أسرى لنا في سوريا
ورأى نصرالله ان «موضوع إسقاط النظام السوري عسكرياً انتهى، وبالتالي فالعالم سيذهب الى حل سياسي في سوريا، ربما بعض الدول غير مستعجلة للحل السياسي ولكن المزاج العام نحو هذا الحل، أغلب الدول الأوروبية والعربية تعيد فتح الخطوط مع النظام، السعودية ما زالت مصرة على القتال حتى آخر قطرة دم ولا تتحمل أي حل سياسي»، لافتا الى ان «هناك قرارا سعوديا مع سلاح وقرارا مباشراً لمحاولة تغيير الوقائع على الارض في سوريا حتى 22 كانون الاول المقبل».
وأعرب نصرالله عن توقعه «أنه في هذه الفترة قد يحصل وضع كبير في أكثر من منطقة، ولكن هذه المحاولات ستفشل كما حصل في الغوطة»، معتبرا أن «هناك من يعمل على تعطيل مؤتمر جنيف 2
وذكّر بأنه «قبل تدخلنا في سوريا كانت تحصل جولات من القتال في طرابلس»، معربا عن «عدم اعتقاده أن ما يجري في لبنان بسبب تدخل حزب الله في سوريا بل بسبب مشروع كبير في المنطقة
واتهم المخابرات السعودية «بأنها تقف وراء العديد من التفجيرات بالعراق، وتقوم بتشغيل بعض فروع القاعدة
المخابرات السعودية متورطه
وإذ قال نصرالله «إننا نصدّق أن كتائب عبدالله عزام مسؤولة عن العملية التي استهدفت السفارة الإيرانية»، رأى أن «المخابرات السعودية هي التي تدير هذه المجموعة». واعتبر أن «التفجير له علاقة بالغضب السعودي من إيران بسبب فشل مشاريعها في المنطقة».
قوى الأمن تدعم المسلحين
في طرابلس
وأشار نصرالله إلى «اننا أول من دان تفجيرات طرابلس، ويوم التفجيرات في طرابلس كنت أشد حزناً من تفجيرات الرويس وبئر العبد، لأنه كان واضحا أن هناك من يريد أخذ البلد الى فتنة