المنبر الاعلامي الحر

صالح بين شرعية البقاء ومشروعية الفناء

بقلم | محمد الحميدي

لازال بقايا أزلام نظام صالح لم يفيقوا من صدمة الثورة ويتخبطهم المس بين الحين والأخر غير مستوعبين لما يجري حولهم وغير مصدقين بأن الشعب اليمني هو من ثأر لاقتلاعهم فتوقفت عقولهم عن استيعاب مستجدات الإحداث واوقفو عقارب الزمن عند بداية عامنا الحالي الذي نعتوه بعام الشؤم ولم يستطيعوا مجاراة ما تلاه من إحداث فرازحوا مكانهم مراهنين على كسب الوقت لاستعادة سيطرتهم على الأوضاع متناسين إن عقارب الزمن لأتعود إلى الوراء. لذالك ضلوا يكررون حلقات مسلسلهم المكسيكي دونما ملل على مدى خمسه أشهر من اندلاع ثورة التغيير لخلط الأوراق بين الثورة وألازمه و المؤامرة والانتقال السلس للسلطة و خارطة الطريق والخروج المشرف 0.
وهاهم شياطين النظام اليوم يطلون علينا في رمضان بتقليعة جديدة تروج لمشروعية بقاء النظام بعد موته وبعثته ليتمم بيعته من خلال حضورهم المتكرر فيها لترويج أفكارهم وفتا ويهم في القانون التي تجاوزت أفكار سولون ليفرضوا تترهاتهم وخزعبلاتهم تلك التي عفي عنها الزمن كقضية محوريه للجدل والصراع القائم في اليمن دون أي مراعاة لمشاعر الشعب أو لحرمة هذا الشهر الكريم الذي يجب إن تسوده إعمال التسامح والرحمة والمحبة والصدق لا إعمال العداوة والتحدي والقتل وحرمان الناس من الخدمات وقطع الطرقات وخلق الأزمات وممارسة الدجل والتضليل الرسمي كما تتحفنا به بعض القنوات الخارجية والمحلية مثل قناة السعيدة في برنامجها الذي يقدمه الأستاذ ألامع والمتميز/ محمد العامري في ضلال الإحداث وقناة العقيق التي يفترض إن تسمى بقناة الرقيق لأنها تدعو لاستمرار عبودية الشعب لهذا النظام من خلال برامجها الهزيلة والموجهة وبالأخص برنامج محمد منصور إخبار شو أو كما يسميه ألعامه خرابيش منصوركو وقنوات أبى دلامه الرسمية الممولة من خزينة المال العام والتي أصبحت تذم الشعب وتسبح صبح ومساء لبقاء النظام وشفائه حيث تناسوا هولا أنهم موظفون لدى الشعب وليس لدى السلطة فقلبوا الحقائق وجعلوا الله عرضه لإيمانهم المغلظة لإسناد ادعاءاتهم وأكاذيبهم لمعرفتهم المسبقة إنهم أصبحوا فاقدين للمصداقية 0
لذالك فأننا نقول لهولاء المنظرين في كل أمور الدنيا والدين والذين يمارسون كذبهم علينا حتى في هذا الشهر الكريم من أمثال البركاني وغانم والنهاري والشامي وكبيرهم حامل راية الكذب والتضليل اليماني إن الأمر قد قضي في مشروعية استمرار حكم الميتين التي فيها يخوضون ليس من يوم 3/أغسطس/ 2011م وفقا” للمادة (116 ) من الدستور فحسب بل سقطت شرعيته منذ إن اخترقه الطائرات الامريكيه السيادة اليمنية وقتلت المواطن اليمني أبو علي ألحارثي في صحراء مأرب وفواز الربيعي في بني حشيش وجابر الشبواني رئيس المجلس المحلي بمحافظة مأرب واستباحت سماء اليمن ووطأة إقدام جنودها أرضها وصاروا يلاحقوننا كالحيوانات على طريقة الكابوي. وسقطت يوم قصف الأمريكيين قرية المعجلة في محافظة أبين وأبادوا أطفالها ونسائها بصواريخ الكروز والقنابل العنقودية, سقطت مشروعيته عندما رفض النظام استعادة المعتقلين اليمنيين من جوانتاناموا دون تسليم الامريكين مبلغ 500مليون $ حسب ماورد في وثائق ويكيلكس بدلا” من القيام بواجبه الدستوري نحوهم , سقط يوم نزل الامريكين بالياتهم وكلابهم البوليسية في شوارع عدن بعد إحداث البارجة كول ليد نسو أرضها و يلاحقوا أبنائها ويمارسون عمل سلطات التحقيق .سقطت شرعية كبيرهم عندما أوصلوا سفن التحالف الصليبي إلى سواحلنا وسمحوا لهم بإنشاء مراكز مراقبه بحريه في كل من المخاء وكريتر وشقرة وصولا”: إلى حضرموت والمهرة ومراكز بريه ميدانيه ومتنقله في صنعاء وبعض مناطق الجمهورية لمراقبتنا وتقييم سلوكنا تحت مسمى مكافحة الإرهاب أو بالأصح مكافحة الإسلام خلافا” للمادة
(60و47) من الدستور. سقطت شرعيته عندما اجتاح السعوديين ارض صعده لإبادة أبنائها من ألشيعه بصواريخهم وطائراتهم التي قتلوا بها الإلف منهم واهلكوا الحرث والنسل و حاول النظام من خلالها تصفية خلافاته والتخلص من اللواء علي محسن0
فأي شرعيه يدعيها الهالكون والمتباكون على إطلال النظام أي شرعيه لنظام انشىء قراصنة من البحرية الصومالية ومرتزقة القرن الإفريقي ليبتز العالم ويشرع تواجد سفنه وبارجاته الحربية في مياهه الاقليميه ويبرر توقيعه لمعاهدات تسمح بانتهاك سيادة أراضيه وكرامة أبناءه كما حصل مع الألمان والامريكين ودول أخرى أي شرعيه لنظام تنازل عن الحق التاريخي لليمنيين في جيران ونجران وعسير ليكسب نظيره دعما”ماديا” وسياسيا” وهو مانراه يتجسد اليوم في الموقف السعودي إلا يضع كل ذالك صالح وبقايا أزلامه تحت طائلة المادة ( 3 ) من قانون محاكمة شاغلي وظائف السلطة العليا بتهمة الخيانة العظمى وانتهاك الدستور وايننا من أوامر وإحكام ديننا الحنيف في موالاة النصارى واليهود وتدنيسهم لأرضنا وقتل أبنائنا واستباحة حرماتنا الم نتسأل يوما” كيف جند النظام المدعو/ العنسي لاستدراج الشيخ/ محمد علي المؤيد ومرافقه محسن زايد إلى ألمانيا لتسليمهم إلى الأمريكان وكيف سلم الأخ / عبدا لسلام الحيلة وهو احد ضباط مخابراتها لهم أيضا” بواسطة مصر خلافا” للمادة (45 ) من الدستور اليمني وكيف سلم في صفقات مشبوهة الكثير من إخواننا العرب المقيمين كلاجئين سياسيين في بلادنا خلافا” لإحكام المادة(46) من الدستور كما نذكر جميعا” كيف مارس النظام الابتزاز على الشيخ / عبدا لمجيد الزنداني واستغله لخدمة أجنداته السياسية بعد إن طالب الأمريكيين تسليمه كالمؤيد والحيلة واصدر مجلس الأمن الدولي قرار بشأنه ليسهل للنظام تسليمه لولا الضغوط الشعبية التي حالت دون ذالك 0
كما إن انتخابات 2006م التي يستمد النظام مشروعيته منها هي مشروعيه مشكوك في صحتها ولا يقر بها السواد الأعظم من أبناء الشعب بعد إن رفض مرشح المعارضة المهندس / فيصل بن شملان الاعتراف بنتائجها نظرا”لقيام السلطة باستخدام المال العام والوظيفة ألعامه والورقة الامنيه لتجيرها لصالح صالح وإعلانها نتائج فوزه خلافا” للحقائق مع تهديد المعارضة بقمع أنصارها وإدخال البلاد في حرب أهليه لحملها على قبولها خلافا” للفقرة (و)من المادة( 108)من الدستور0
أي دستوريه لنظام يتحالف مع الدول الصليبية لمواجهة ومحاربة الإسلام بحجة القاعدة بعد إحداث 11سبتمبر 2011م وينفذ على اثر ذالك ثوره ثقافيه على ألطريقه الصينية والشوعيه تمثلت بإغلاق المعاهد الاسلاميه ومؤسساتها والكثير من مراكز تحفيظ القران والجمعيات الخيرية ويعدل المناهج الدينية لتتواءم مع متطلبات الغرب وبتر منها النصوص التي تحض على الجهاد ضد اليهود والنصارى وعلى كراهيتهم وعدم موالاتهم سعيا” لتحويلها من ماده إسلاميه خالصة إلى ثقافة دينيه تدرس كل الديانات كاليهودية والمسيحية والإسلام وفقا” لبنود اتفاقية التحالف وعلى خطى البرتوكولات الملحقة بأتفايات كامب ديفيد ألموقعه بين مصر وإسرائيل في جانب التعليم بل بلغ الأمر حد إلغاء مكبرات الصوت في بث بعض الشعائر والحلقات الدينية بجوامع المدن ودعي الصالح في أحد خطاباته بعد عودته من امريكاء عقب إحداث سبتمبر إلى الاكتفاء بجامع واحد للصلاة في كل شارع و بناء المدارس والمعاهد الفنية بدل الجوامع بعد إن استعرض جهوده في منع ضربه محققه على اليمن من الأمريكيين لتبرير تحالفه واجر ائته تلك كما كلفة ألدوله أجهزتها السرية بمراقبة نشاط المؤسسات والجمعيات الخيرية وإناطة بوزارة الأوقاف ودائرة الشاطر المعنوية ترشيد الخطاب الديني وإعادة النظر في الخطباء والوعاظ القائمين وتغييرهم بعناصر ينتمون للحزب الحاكم0
الم يكفي لسقوط شرعية النظام جرائم الحرب التي ارتكبها بحق الجنوبيين طيلة 20عام وبحق أبناء صعده طيلة ستة أعوام وبحق أبناء شبوه ومأرب وأبين طيلة ثلاثة أعوام وبحق ابنا اليمن كافه طيلة 33عام وهذا مادفع النظام إلى حمل مجلس النواب بعدم المصادقة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي انشىء عام 1998م ودخل حيز التنفيذ منذ عام 2002م لمحاكمة مجرمي الحرب بعد إن كانت الحكومة اليمنية قد أقرته0
الم تكفي لسقوط شرعيته بعد إن مارس الكذب والتضليل والخداع على الشعب للاستمرار في السلطة من خلال تزييف وعي الشارع وقلب الحقائق وعدم الوفاء بالتزاماته وبرامجه الانتخابية فماذا حقق من برنامجه لانتخابات 1993م و1995م و1999م و2006م وأين نتائج برنامج الإصلاح المالي والإداري الذي جرع الشعب مئات الجرع لإصلاح الوضع الاقتصادي بعد حرب صيف 1994م وأين وعوده بالكهرباء النووية والسكة الحديدية والمناطق الصناعية وقبلها المناطق الحرة وما خصصه من مليارات الدولارات من الاحتياطي النقدي للإصلاح الزراعي لتوفير احتياجات السوق من الحبوب ولماذا البطالة استمرت بعد عام 2008م بل زادت بعد إن وعد بالقضاء عليها في ذالك العام وألم يدعي سئمه السلطة وعدم ترشيحه عام 2005م كما فعلها في انتخابات عام 1989م ولكن تراجع وألم يتعهد بحلق رئسه في مؤتمر ا لديمقراطيات ألناشئه عام 2005م أي التعهد بأجراء إصلاحات ديمقراطيه فماذا فعل ؟ ولماذا ادعى كذبا” إن طائراته هي من نفذه مجزرة المعجلة وهي الطائرات الامريكيه؟ ولماذا تقاتل معه القوات الامريكيه في أبين ألان ؟؟ألم يطلب من دول الخليج التوسط في الإحداث الجارية في اليمن ثم يرفض التوقيع على الاتفاقية بإصداراتها الأربع بعد موافقته المسبقة الم يتعهد بحضور السفير الأمريكي يوم 21/مارس/2011م على ترك السلطة إذا ما منح ضمانات كافيه مع أزلام نظامه بعدم محاكمته وترتيب له خروج مشرف ثم نكث العهد
الم يكفي لسقوطه تنفيذ اكبر صفقة فساد عرفها التاريخ في مجال الغاز الذي وعد الشعب به عام 1995م لتحسين أوضاعه وأعلن أن عام 2000م سيكون عام الرخاء وتوديع الفقر كما لاننسى صفقة فساد ميناء حاويات عدن اومشروع بهرام النووي وزير الكهرباء السابق الذي هزت البلاد وفضيحة رشاوى قائد الحرس الثوري(الجمهوري) وتوفيق الأحمر مع الشركات الامريكيه في مجال الاتصالات0
الم يكفي لسقوط مشروعيته ورحيله إنه خالف الدستور وجمع بين الوظيفة الحزبية والعسكرية وسمح لأركان حكمه بذالك كما مكن الكثير من أبنائه وأقاربه وعائلته من مؤسسات ألدوله العسكرية والمدنية وانشىء أجهزه بوليسيه لقمع الشعب وتقييد حريته وجمع بين السلطات الثلاث واستغل نفوذه للتربح وجمع ثروة طائلة من قوة الفقراء والمحتاجين بلغة قرابة 50مليار$ كما فتك بخصومه السياسيين من الناصريين والجبهة الوطنية وأطلق يدي الاجهزه العسكرية في المناطق الوسطى وتعز وغيرها وانتهك السيادة وزيف الانتخابات وعبث بالدستور ليستمر في الحكم وسعى إلى تحويل النظام الجمهوري إلى وراثي واضر بالاقتصاد الوطني من خلال عقد اتفاقيات مشبوهة وغير مشروعه وتشريع الفساد واستشرائه في كل مؤسسات ألدوله كما لاننسى قيامه بإدخال البلاد في فراغ دستوري من خلال عدم تعيين نائبا” له منذ انتهاء الانتخابات عام 2006م والتمديد غير الشرعي لمجلس النواب من 2008م وعدم تشكيل حكومة لإدارة البلاد منذ خمسه أشهر وإصدار فوانيين وتشريعات مخالفه للدستور كقانون الطوارئ وإنشاء جهازي الأمن السياسي والقومي واللجنة الامنيه العليا التي يدير من خلالها شله من العسكريين البلاد 0
الم يكفي لسقوط مشروعيته إن من يملك الشرعية (الشعب)انتزعها منه عندما انتفض عن بكرة أبيه بالملايين في معظم محافظات الجمهورية ليطالبه بالرحيل وإسقاط نظامه وبالتالي اسقط المشروعية الشعبية التي يدعيها0
إلا تكفي جمعة الكرامة ومحرقة المعوقين في تعز وساحات ذمار وأب وعدن والبيضاء وصنعاء ومجازر أرحب الدامية والحصبة ونهم لإسقاطه وكم من الجمع وميادين الساحات عليها إن تقدم من الدماء والقرابين لكي تشبع شهية مصاصين الدماء في هذا النظام وتخرج شيطانهم0
إذن فبقاء أو زوال مشروعية النظام ومشروعية حزب العار ليس مرتبط بالمادة 116من الدستور لان النظام ليس فاقد الشرعية من اليوم بل منذ الولادة فهو مولود غير شرعي استحل الحكم بواسطة القوه أو كما قال المناضل نصار الجرباني استحلها بالشنطه وخيار العصاء والجزرة كما فقد خلال مسيرة حياته كل أوراق التوت التي حاول إن يستمد منها هذاء الأمر ويخفي حقيقته فكان حادث جامع النهدين الذي اختار توقيته بدقه وعناية لما لجمعة أول رجب من تاريخ ومكانه في قلوب اليمنيين أخر ورقه لجاء إليها النظام لاستعادة سيطرته على الأوضاع بعد إن سحب الثوار البساط من تحت قدميه وأصبحت واقعا” يتجسد في الكثير من مظاهر الحياه0
لذالك نقول له إن حبل الكذب قصير وما بني على باطل فهو باطل وان الشعب قد سئم الأعيب النظام ولن تنطلي عليه حيله فلوا ابتكر سبعين إلف جمعة من جمع أول رجب وجامع النهدين لن يستطيع خداع الشعب وعلى بقايا أزلامه إن يوقنوا بأن هبل قد سقط وان الشعب قد ترك الوثنية وعبادة الأصنام وتحلل من نجسها ليعبد الواحد القهار رب أرباب العباد ليستعيد حريته وكرامته ومجده وان وضع صالح لدى حكام نجد لا يختلف عن وضع زين الهاربين بن علي هناك ولن يعود لحكم الشعب الذي سئم وجهه المرقع بعد إن عفي عليه الزمن وان الشعب قد تجاوزوهم ونبشرهم إن مصر الابيه قد حققت احد أهم أهداف ثورتها وجلبت حكامها إلى أقفاص الاتهام بدلا” من توابيت الحكام ولن يكون مصيرهم ببعيد عن ذالك الذي نأمل إن يكون بحجم الأخدود لكي يتسع لإتباعهم مالم يسارعون إلى ندب حظهم ويدعون ربهم في هذاء الشهر الكريم ويستغفرونه لذنوبهم فيما ارتكبتموه من جرائم وفساد بحق وطنهم وشعبهم ويتخلون عن المكابرة والمقامرة وللغة التحدي فالشعب قد تجاوز مرحلتهم ولن يسمح لهم بإيصال صنعاء إلى ما أوصل إليه نيرون روما

محمد الحميدي
[email protected]

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com