المنبر الاعلامي الحر

كلام من الآخر: لهذه الأسباب نحن على موعد مع الجحيم .

يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم / محمد عايش :
الصحفي محمد عايش
الصحفي محمد عايش

لدينا نحن اليمنيين مشكلة عويصة مع “البديهيات”.
نضع ما نعرفه بـ”البديهة” تحت أقدامنا ونذهب للبحث في السماء عن ما لو نظرنا تحت قدمينا فقط لأدركناه..
خذوا مثلا المشكلة الأمنية، نبحث عن جذورها، والمسؤول عنها، ونضع ألف فرضية لحلها، بينما لو بحثنا عن البديهة المرمية على قارعة الطريق لاكتشفنا التالي:
– التجمع اليمني للإصلاح هو من يدير وزارة الداخلية، ونعرف بالبديهة أن “الإصلاح” لا يعترف بشيء اسمه “القاعدة” وإذا اضطر إلى الحديث عنها فلكي يسميها فقط “قاعدة صالح”.. وعدى ذلك هاتوا لي بيانا إصلاحيا واحدا يدين تنظيم القاعدة بالإسم أو يحذر منه أو حتى يوجه له نصيحة مهذبة؛ على امتداد العشر السنوات الماضية؟!!!

حسناً: كيف نتوقع من الداخلية أن تساهم في مواجهة أخطر مشكلة أمنية تواجهها البلاد (القاعدة والإرهاب)، ومن يديرون الوزارة يتحلون بكل هذا “الإنكار” لوجود المشكلة من أساسها؟!!

– التجمع اليمني للإصلاح لا يعترف بوجود مليشيات مسلحة في “الحصبة” و “تعز” و “أرحب” وغيرها، وإذا اضطر للحديث عن مليشيات فليس إلا عن “مليشيا الحوثي” في صعدة أو “الحراك المسلح” في الجنوب (وحكاية الحراك المسلح كذبة كبرى)..

حسنٌ: كيف لوزارة الداخلية أن تقدم لليمنيين حلا للانهيار القائم في الحصبة، والقتل اليومي الجاري في تعز على كل الأصعدة؟ وهل تستطيع ذلك أصلا، بينما من يقودون هذه المليشيات هم بعض من “خيرة” قيادات “الإصلاح” وأعضاء كتلته البرلمانية؟ بل وأبعد من هذا لقد اعترف الوزير “الإصلاحي” بعظمة لسانه بأنه جند في الوزارة آلافا من الأفراد المنتمين إلى هذه المليشيات!!!!

-التجمع اليمني للإصلاح لا يعترف بوجود أعمال تخريب، وازدهار للجريمة الفردية والمنظمة، ومظاهر كل ذلك في أعمال السطو وتخريب المنشآت الخدمية والاختطافات وغيرها؛ وحين يتحدث عن أي شيء من ذلك فإنما لكي يقول إن “النظام السابق” هو فقط من يفعل كل ذلك (أي لو لا “شياطين” صالح لكان كل اليمنيين “ملائكة” محسن!!)..

حسناً/ حسنٌ: من يتوقع من وزارة الداخلية، وهي تستند إلى خلفية حزبية بهذه المكابرة والخفة والإنكار، أن تؤمن خط إمداد نفطي واحد، أو تلاحق مجرما باستهداف محطة كهربائية واحدة؟؟!!

بالخلاصة؛ ثمة عقلية تدير الشأن الأمني في اليمن، بانعدام كامل للسوية في التفكير، وغياب كامل للإحساس بخطورة المسؤولية، وخفة، تكاد تكون مَرَضِيّة، في التعامل مع أسوأ مشاكل البلد..

انظروا تحت أقدامكم وافحصوا هذه البديهيات المعروفة في مواقف “الإصلاح”، لتكتشفوا مدى الشطط الذي نقع فيه ونحن نطالب بالحد من انهيار البلد أمنيا، أو ونحن ننتظر من داخلية “الإصلاح” إنقاذ ما تبقى من أمننا جميعا..

حزب الإصلاح يمتلك الآن أمن البلد، ولا يعنيني كمواطن يمني، في شيء، أن يعتقد الإصلاح أن هناك “مجرما” اسمه “صالح” يقف خلف هذا الانهيار، فما يعنيني هو: لماذا إذاً تصديتم للمسؤولية الأمنية إذا كنتم غير قادرين على فرض الأمن؟ ولماذا تتولون قطاعا يتصل، نجاحه أو فشله، مباشرة بأمني وأمن أطفالي، ثم تتعاملون وكأنكم لا تملكون “الولاية” أو كأن “العصمة” بيد “صالح” وليس بيدكم؟

والسؤال الأخير: لماذا يعتقد هذا الأخ الإصلاحي البريء، الذي يقرأ منشوري الآن، أني أتحامل على حزبه؟ أو أنني ليس لي من شغل أنشغل به غير نقد حزبه؟ ألا تعتقد، يا شريكنا في المواطنة، أن كل الحقائق السابقة تستأهل من اليمنيين أن ينسوا كل شيء من مشاكلهم، وكل شأن من شؤونهم اليومية، ليتفرغوا فقط لمناقشتها وتنكيد عيشة الإصلاح بها ليل نهار؟ أنا أعتقد ذلك، وإلا فإن اليمنيين متواطئون ضد أنفسهم وضد أمن واستقرار ومستقبل وطنهم، ومباركون للسكة المؤدية إلى الجحيم؛ السكة التي وضعوا أقدامهم عليها يوم باعوا أمنهم لأسذج عقل سياسي لديهم.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com