المنبر الاعلامي الحر

إعلامُ أنصارِ الله.. المُقاوم …. تعقيباً على آراء الزميل محمد عايش..

يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم – الإعلامي هاشم شرف الدين
الكاتب والإعلامي هاشم شرف الدين
الكاتب والإعلامي هاشم شرف الدين
إذا ما سألت أيَ إنسانٍ في العالم ـ عدا الأميركي ـ عن أميركا، فستكون إجابتُه أنها الشرُّ بذاته..
وإذا كان الشرُّ بذاتِه متربصاً بك، بل بدأَ يداخلُك، ويغزوك رويداً رويداً، فحريٌ بك أن تقاومَه..
ولا مقاومةَ من دونِ وعي، لأنك بدونِ الوعي لن تدرك الشرَ القادمَ نحوك..
ولا وعيَ بلا هُدى ربانيِ تجلَّى في كتابِ اللهِ العظيمِ القرآنِ الكريم..
وطالما ظلَ هذا القرآن مغيباً أو مهجوراً، فثق أن الشرَ سيدهمك، وأنت ستكون من المرحبين به ربما..

ولهذا فلا بد ان يعلمَ الجميعُ أن العدوَ الأمريكي قادرٌ على أن يقتحمَ البلدانَ سريعاً إذا ما أراد، وذلك باستخدامِ ترسانتِه من الأسلحةِ النوعية، لكنه ليس مغفلاً ليعمدَ إلى انتهاجِ أسلوبٍ واحدٍ فقط، إنما هو يعددُ أساليبَه لأنه يدرسُ أهدافَه ويخططُ لها جيداً، ويحاولُ العملَ عبرَ عدةِ قنوات..
ولا بد ان يعلمَ الجميعُ أنَ العدوَ الأمريكي لا يمكنُ ان يُقدِمَ على اقتحامِ بلدٍ ما بالاقتصارِ على أسلوبِ الحربِ العسكريةِ المباشرة، فهو أذكى من الإقدامِ على مواجهةٍ عسكريةٍ فقط، لأنه يخشى المواجهةَ وتكاليفَها، إنه يقتحمُ البلدانَ مستخدماً الدهاءَ، عبر ترويضِ الشعوبِ التي يستهدفُها رويداً رويداً، يريدُ ان يقتحمَ البلدَ بعد أن يكونَ الشعبُ مُرحِباً بالسياساتِ الأميركيةِ وبالدورِ الأميركي، بل وبالتواجدِ الأمريكي المُسلّحِ على أرضِ الشعب، إنه يقدمُ نفسَه صديقاً مُخلصاً لم يأتِ إلا للمساعدةِ، وليس للاحتلالِ والتحكمِ بمصيرِ الشعبِ ومُقدراتِه، وللتمهيدِ لأهدافٍ أكثرَ خطورةٍ على هذا الشعبِ أو ذاك، ثم على الأمةِ بشكلٍ عام..

ولهذا فإن إعلامَ أنصارِ اللهِ حين ينسِبُ كلَ الجرائمِ التي يشهدُها الوطنُ حالياً للعدوِ الأمريكي، فلم يكن هذا ضرباً من العبثِ، أو سعياً لترويضِ الشعبِ على تقبلِ تلك الجرائم، بل على العكس، لأنه يرى نفسَه في معركةٍ مع العدوِ الامريكي وأذنابِه، معركةِ السباقِ على وعي الشعبِ، خاصةً وقد وُجِدَ بين الشعبِ من يُرحب بالدورِ الامريكي في البلدِ، ويُروجُ له.
إن تركيزَ أنصارِ اللهِ خطابَهم الإعلامي على المخططاتِ الأميركيةِ لهو نموذجٌ للوعي المُستمدِ من هدى القرآن، ومن التجاربِ الحيةِ المُعاشةِ التي تحكي الجرائمَ الأمريكيةَ والصهيونيةَ وأساليبَ تنفيذِها، ولهذا فإن وعيَهم مُتقدٌ أكثرَ من غيرِهم في هذا الموضوع، لأنه ـ على هذا الوعي ـ تعرقلت مساعي العدوِ الأميركي ومُخططاتُه في اليمن، أقول تعرقلت لأن اليدَ الواحدةَ لا تُصفق، فلو أنه لم يكن وحيدً يقومُ بهذهِ المهمةِ لكانت تلك المساعي قد أخفقت أكثر، تماماً كما يقولُ القائدُ الشهيدُ السيدُ حسين بدرالدين رضوانُ الله عليه: ” لو وقفَ اليمن ليصرخَ صرخةً في أسبوعٍ واحدٍ لَحولتْ أمريكا كلَ منطقها، ولعدّلت كلَ منطقِها”.
وبالعودةِ للتجاربِ الحيةِ المُعاشةِ في اليمن، سيمكن لأي صحفيٍ أو سياسيٍ أو أيِ مواطنٍ أن يدركَ خلفياتِ الخطابِ الإعلامي لأنصارِ اللهِ فيما يتعلقُ بالدورِ الأميركي في البلد..
إن إعلامَ أنصارِ اللهِ لم ينس أن سفيراً أميركياً سابقاً قد نزلَ شخصيا إلى أسواقِ السلاحِ في اليمن ومنها سوقُ الطلحِ بصعدةَ في بداياتِ العَقدِ الماضي، لشراءِ كافةِ الأسلحةِ المتواجدةِ فيها.
لم ينس أن السفيرَ الأميركي السابق “فايرشتاين” صرَّحَ أكثرَ من مرة، بأنَّ شعارَ “الموتِ لأمريكا” سيضرِّ بأبناءِ المناطقِ التي يُردَدُ فيها.
أن ذاك السفيرَ قد صارَ يُلقب بشيخِ مشائخِ اليمن، لكثرةِ نفوذِه وسطوتِه على البلدِ والحكومةِ، لدرجةٍ صارَ يُلقبُ معها بأنه الحاكمُ الفعليُ للبلد، ولكثرةِ تجوالِه في البلدِ بما يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية.
أن السفارة الامريكية قد رتبت مسرحية اقتحامها لتوجد الذريعة لاستقدام وحدات من المارنز الامريكي بداعي حماية السفارة.
أن السفارةَ الأميركيةَ قد جنَّدتْ آلافَ المواطنين الشبابِ في حي “شيراتون” كعملاء لها، وبداعي حمايةِ السفارةِ أيضا.
أن الأميركيين هم من يُشرفُ ـ بشكلٍ مباشر ـ على جهازِ الأمنِ القومي، ويُشاركُ أمريكيون في التحقيقات مع ابناء البلد.
أنَّ هيكلةَ الجيشِ تمتْ وتتم وفقَ الرغبةِ الأميركية ولا غيرَها..
أن أمريكا تسعى جدياً إلى إنشاءِ سجنٍ جديدٍ على الأراضي اليمنية، كبديلٍ لسجنِ غوانتانامو.
أن طائرةَ التجسسِ الأميركيةَ تُحلّقُ في سماءِ محافظةِ صعدةَ بصورةٍ شبهِ يوميةٍ مُنذ ما يزيدُ عن السنةِ والنصف، وكذلك الحال في مناطقَ يمنيةٍ أخرى.
أن الجيشَ الأمريكي قد صرَّحَ ـ عقبَ ساعاتٍ من عمليةِ اقتحامِ وزارةِ الدفاعِ ـ بأنه على استعدادٍ للتدخلِ ومساعدةِ الجيشِ اليمني في حمايةِ نفسِه وحمايةِ الشعب، وأنّ الجيش الأمريكي قد أعلنَ حالةَ التأهبِ في المنطقة.
أن ما يُسمى “تنظيمُ القاعدة” هو صنيعةٌ أمريكيةٌ بامتياز، صنعته لتبررَ لنفسِها اقتحامَ البلدان، وأنه حيثُما وُجدت القاعدةُ تواجدتْ أمريكا، وأن كثرةَ جرائمِ هذا التنظيمِ في اليمن ـ خلال السنوات الثلاث الأخيرة ـ انما بغرضِ توفيرِ المزيدِ من المبرراتِ لاقتحامِ البلدِ من قبلِ الأمريكان.
إن إعلامَ أنصارِ الله مستشعرٌ لحجمِ التفريطِ الحكومي في السيادةِ الوطنية، ولم ينس قولَ رئيسِ الوزراءِ “لا أدري” بخصوصِ عملياتِ الطائراتِ الامريكيةِ من دونِ طيارٍ في البلد.
لم ينس أن العدوَ الأمريكي قد احتلَ “قاعدةَ العَند”، وصارت منطقةً عسكريةً خاصةً به.
ولم ينس اقتحامَ جنودِ المارينز لمنازلِ المواطنين اليمنيين في لحج، واغتيالَ أكفئ الكوادرِ الجنوبيةِ من الضباطِ الطيارين.
أن طائراتِ الشحنِ الامريكيةَ العملاقةَ التي يتوالى هبوطُها في مطارِ صنعاء الدولي وفي المطاراتِ اليمنية، بما تحملُه من جنودٍ وعتادٍ حربي لا يَعلمُ عنه الشعبُ شيئاً.
لم ينس أن “جون ماكين” القيادي في الحزبِ الجمهوري الأمريكي انتقل لزيارةِ اليمن ـ مباشرةً ـ بعد زيارتِه للتكفيريين الذين يُقاتلون في سوريا، في زيارتين مشبوهتين، والأخيرةُ هي أكثرُهما شبهة.
أن الفتنةَ الطائفيةَ هي صنيعةٌ أمريكيةٌ، بدأتْهَا في العراقِ فدمَرته، ثم في سوريا فدمَرتها، وها هي تسوقُها إلى بلدِ التعايشِ الطائفي والمذهبي اليمن.
لم ينس أن قادةَ أوروبا قد ضجّوا مؤخراً من عملياتِ التجسسِ الأمريكي على هواتفِهم الشخصية.
ولم ينس أن تحطيمَ بُرجي التجارةِ العالمي في نيويورك كان فعلاً أمريكياً صهيونياً، وأن القائدَ الشهيدَ قد عرى ذلك في وقتِه.

أفبعدَ كلِ هذه الأساليبِ والوسائلِ والطرقِ التي يعتمدُها العدو الأمريكيُ في مخططِ احتلالِ البلد، يكونُ من المُستبعَدِ أن يكونَ هو من يقفُ وراءَ جرائمِ الاغتيالِ السياسي، كجريمةِ اغتيالِ الدكتور عبدالكريم جدبان، أو استهدافِ أفرادِ الجيشِ والشرطة، كعمليةِ اقتحامِ وزارةِ الدفاع؟!!، وهل يكون من المنطق أن لا يُقدِمَ العدو على مِثلِها، وعلى ما هو أخطرُ منها وأكثرُ مكراً ؟!!.
إن المنطقَ يقولُ إن عدواً كهذا العدو بوسعِه أن يرتكبَ أيَ جريمةٍ مهما بدت صغيرةً أو كبيرةً من حيثُ الحجم، طالما وهي تخدمُ مُخططَه الاحتلالي، ومن غيرِ المنطقِ أن ينبري صوتٌ إعلاميٌ أو سياسيٌ يمني ليدحضَ التهمةَ عن العدو الأمريكي، إذا ما قامَ أيُ مكونٍ يمني بتوجيهِها لذلك العدو، خاصةً أن العدوَ نفسَه لم يُقدِم على نفي تلك التهم.

لقد بدا للزميلِ العزيز “محمد عايش” أن إعلامَ أنصارِ الله “متوترٌ، ومبالغٌ، وموسوسٌ” تجاه دورِ العدو الأمريكي ومسعاه في البلد، أتدرون لماذا؟
لأن ذلك ناتجٌ عن كونِه الإعلامَ الوحيدَ في اليمن الذي حملَ على عاتقِه مواجهةَ العدو إعلامياً، بالعملِ على توعيةِ الشعبِ، الذي يتعرضُ لعمليةِ تضليلٍ إعلامي هائلةٍ، من قبلِ وسائلِ الإعلامِ الحكوميةِ والحزبيةِ والأهليةِ الأخرى في هذا الشأن..
إنه يُغطي القُصورَ في أداءِ الإعلامِ اليمني الآخر، الذي كان ينبغي أن يَضطلعَ بدورٍ وطني في مواجهةِ المخططاتِ الأمريكيِة الاحتلالية، وإنه لعارٌ على هذا الإعلام، وشرفٌ كبيرٌ لإعلامِ أنصارِ الله.
ولو أن إعلامَ كافةِ القوى اليمنية أدى ما عليهِ في هذا الشأن، لكانت خَفّتْ حدُة نقدِ “عايش” لإعلامِ أنصارِ اللهِ في هذا الشأن، لكن تفرُدَ إعلامِهم بهذا الدورِ جعلَه يبدو نشازاً بالنسبةِ له.

ختاماً:
حين يقولُ يمني: أمريكا، وليس العدو الأمريكي، فليعلم أنه مُستحمَر..
وحين يقولُ: إن أمريكا تساعدُ اليمن، فليعلم أنه يَخدمُ المستعمر..

وليسمح الأخ الزميل محمد عايش رئيس تحرير يومية “الأولى” بنشر هذا التعقيب في اليومية ذاتها، إن كان سينشر مقالته فيها..

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com