المنبر الاعلامي الحر

قادمون في العام الـ5… قراءةُ في مشهد العدوان على اليمن خلال 4 أعوام

قادمون في العام الـ5… قراءةُ في مشهد العدوان على اليمن خلال 4 أعوام

 

يمني برس- تقرير*

 

استطاع المقاتل اليمني أن يهين أحدث أسلحة العدو بإمكانيات متواضعة جدا وكل ذلك كان بسبب الثقة المطلقة بالله والعزيمة والايمان بالقضية المحقة والعادلة والإرادة والثقافة التي يتمتع بها المقاتل اليمني وهي ثقافة الجهاد والاستشهاد ،واثبت أنه أسطورة العصر الحديث وأنه أقوى من الأسلحة التكنولوجية الحديثة وأكثر فاعلية من القنابل النووية والذرية والنيترونية وغيرها من أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية التي تتفاخر بها دول الاستكبار.

ولأن الإسلام لا يقبل الهزيمة فإن هذه المعادلة يجسدها المقاتل اليمني قولاً وعملاً في ميادين القتال بصفتهم مسلمين ويقاتلون دول الاستكبار والطغيان والاجرام من اليهود والنصارى وعملائهم من دول الخليج وبعض الدول العربية لهذا لا يوجد للهزيمة في قاموسهم أي مكان بل يضعون النصر نصب اعينهم ويمضون قدماً الى الامام، ومعروف عبر التاريخ ان اليمن مقبرة الغزاة وأن اليمنيين رجال أشداء تحدث عنهم حتى القرآن الكريم ولهم اليد الطولى في نصرة الإسلام منذ يومه الأول ولهم مشاركات قوية ومشرفة في نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية ،وأثبت المقاتل اليمني للعالم أن قوة العزيمة والإرادة وسلاح الإيمان هو أقوى من سلاح الحديد ،وقد ثبت ذلك فعلاً بأنه اشد فتكاً وتأثيراً من الصواريخ العابرة للقارات والطائرات الحديثة والبوارج والسفن الحربية لأنه يحظى بتأييد من الله سبحانه وتعالى.

 

ونحن على دخول العدوان الأمريكي الصهيوخليجي على اليمن عامة الخامس، أطل متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة صنعاء لاستعراض حصاد أربعة أعوام من معركة الصمود في وجه تحالف العدوان.

 

ولأهميته وغزارة المعلومات التي جاءت في المؤتمر الصحفي، الذي عقده الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع؛ يعلق المحامي عبدالوهاب الخيل على المؤتمر ويوضح أن المعلومات تنوعت بين حجم الصلف والإسراف في القتل والحقد ضد ابناء اليمن، والانتصارات التي حققها ابطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية، والإبداع والإنجاز والتطور العسكري المتنامي في التصنيع العسكري وبأياد يمنية، وبين الخسائر في العتاد والعديد التي تكبدتها قوى تحالف العدوان وبما يؤكد أن المعركة تسير في صف ابناء اليمن الشرفاء الذين جعلوا من المستحيل ممكناً بفضل من الله وتوفيقه وعدالة القضية وحكمة وحنكة القيادة طيلة الأربعة الأعوام الماضية والقادم أعظم.

 

أكثر من ربع مليون غارة:

كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع عن عدد الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان على اليمن منذ بدء العدوان والتي بلغت أكثر من ربع مليون غارة وهو رقم يتجاوز عدد الغارات في الحرب العالمية الثانية.

 

وقال العميد سريع في مؤتمر صحفي عقد بصنعاء لاستعراض حصاد أربعة أعوام من معركة الصمود في وجه تحالف العدوان ” إن عدد الغارات يتجاوز هذا الرقم بكثير إذا ما وضعنا في الإعتبار الغارات في مناطق شهدت مواجهات عنيفة ولم توثق فيها بشكل دقيق لأسباب مختلفة”، وأضاف” عدد الطلعات الجوية على اليمن يتجاوز بكثير عدد الغارات والطلعات الجوية في الحروب الأخرى منها حربي الخليج الثانية والثالثة”.. لافتا إلى أن أمريكا نفذت حتى نهاية أكتوبر الماضي أكثر من ألفين و919 طلعة جوية في إطار مشاركتها ودعمها لتحالف العدوان، مبينا أن ما تعرضت له محافظة صعدة من غارات خلال الأربع السنوات يتجاوز ما تعرضت له أكثر من تسع مدن أوروبية مجتمعة خلال الحرب العالمية الثانية.

 

وأكد أن ما تعرض له اليمن من غارات جوية يجعله من ضمن البلدان التي تعرضت لأكبر عدد من الغارات في تاريخ الحروب منذ إستخدام سلاح الطيران .. مبينا أن العمليات الجوية من طلعات قتالية وإستطلاعية وغارات على اليمن هو الأكبر خلال القرن الواحد والعشرين.

 

وبوصفها واحدة من حروب الهيمنة الصهيوامريكية التي تعتمد على القصف الجوي بشكل أساسي، تسجل الحرب التي تشنها قوى العدوان على الشعب اليمني أرقاماً قياسية في الإجرام والوحشية والحقد الذي من الواضح أنه سليل ذلك الحقد الذي كان يشعر به أثرياء مكة من المشركين تجاه فقراء مكة وضعفاها من المسلمين، فالمجازر الوحشية التي ترتكبها قوى العدوان تتجاوز البراعة الفائقة في تنفيذ المهام الإجرامية، فلم يُعد ما يجري حالياً في اليمن حربًا عادية تشبه الحروب التي حصلت عبر التاريخ، بل أضحت حرب إبادة شاملة لشعب اليمن الذي يرفض الخنوع والذلة.

 

خمسة آلاف و914 قنبلة عنقودية وفسفورية

لفت العميد يحيى سريع إلى أن طيران تحالف العدوان استهدف بما لا يقل عن خمسة آلاف و914 قنبلة عنقودية وفسفورية عدد من المحافظات والمناطق.

 

وفيما يتعلق بعدد الصواريخ والقنابل والقذائف التي ألقيت على اليمن خلال الأربع السنوات من العدوان .. كشف العميد سريع أن تحالف العدوان استهدف بما لا يقل عن خمسة آلاف و914 قنبلة عنقودية وفسفورية عدد من المحافظات والمناطق واستخدم ما لا يقل عن ألفين و951 قنبلة ضوئية وثلاثة آلاف و721 قنبلة صوتية ناهيك عن إسقاطه عشرات من القنابل الفراغية.

 

ولفت إلى أن عدد القنابل الصاروخية التي ألقيت على اليمن من خلال الغارات الجوية 250 ألف قنبلة فيما تجاوز القصف الصاروخي والمدفعي 200 ألف قنبلة وقذيفة صاروخية .. مبينا أن القصف من البوارج والسفن الحربية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن تجاوز الستة آلاف صاروخ، وقال” خلال الأربع السنوات الماضية سقط على اليمن أكثر من نصف مليون قنبلة وقذيفة صاروخية كبيرة ومتوسطة بالقصف الجوي والبري والبحري، وعشرات آلاف الأطنان من القنابل والقذائف بمختلف أنواعها ألقيت على اليمن منذ بداية العدوان “.

 

وعندما قرعت طبول الحرب من واشنطن وبدأ العدوان على اليمن، تساقط الشهداء بالآلاف، حيث تقوم طائرات العدوان بنشر الموت في كل مكان ولم تستثني أي شيء، وما يزال العدو المتغطرس يمُعن في مجازره الوحشية بحق المدنيين.

 

مشاركة أمريكية وإسرائيلية:

أشار العميد سريع إلى أن الجيش واللجان الشعبية وأبناء اليمن واجهوا ولا يزالون تحالف العدوان الذي ضم عدد من الدول والكيانات والعصابات التكفيرية والمرتزقة بقيادة النظام السعودي .. مؤكدا أن لدى اليمن تفاصيل ومعلومات دقيقة حول مشاركة كل دولة ومستوى هذه المشاركة ونوعيتها حيث بلغ عدد الدول المشاركة في العدوان بشكل غير مباشر 22 دولة.

وبين العميد سريع أن نوعية المشاركة العسكرية اختلفت ما بين قوات برية أو طائرات حربية أو طيارين أو قطع حربية بحرية وأن هناك أنظمة تشارك بشكل غير معلن لأسباب تتعلق بوضعها الداخلي وتواجد قوات لها على الأرض يؤكد تورطها في العدوان على اليمن.

وأكد أن الدور الأمريكي واضح وهو دور قيادي وموجه وأن المشاركة الإسرائيلية لا تحتاج إلى أدلة أكثر مما تحدث به قادة العدو الإسرائيلي وكذلك وسائل إعلام العدو خلال الأربع السنوات.

وكالشمس في كبد السماء، تجليت الحقيقة في أن أبرز الأسباب الأكثر وضوحاً في أن الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والامارات تنوبان عن امريكا واسرائيل في خوض هذا العدوان الذي هو عدوان بالدرجة الأولى من اجل اسرائيل وحماية المصالح الأمريكية وخوفاً من الصحوة التي تفجرت عند كثير من الشرفاء في المنطقة وبروز قيادة قادرة على تحريك الشعوب ضد هيمنة قوى الطغيان والجبروت امريكا واسرائيل.

تدمير البنُية التحتية:

تطرق العميد سريع إلى ما سببته غارات العدوان وقصفه الهمجي الصاروخي والمدفعي الجوي والبحري والبري من وقوع عشرات الآلاف بين شهيد وجريح منهم النساء والأطفال إضافة إلى تدمير ما يقارب 700 ألف من المنشآت والمرافق العامة والخاصة توزعت ما بين منزل ومنشأة تعليمية وصحية ومصانع ومزارع وناقلات وجسور وطرقات ومساجد.

وبين أن الهجوم العسكري المباشر على اليمن وفرض الحصار مثل إنتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية وللقوانين الدولية .. لافتا إلى أن القوات المسلحة تصدت للهجوم العسكري الشامل بما توافر لديها من إمكانيات في تلك الفترة ونجحت في إمتصاص الصدمة قبل أن تنتقل إلى مربع المبادرة.

إنجازات القوة الصاروخية

أشار العميد سريع إلى أن القوة الصاروخية مثلت سلاح ردع في وجه العدوان وطبيعة المعركة مع العدو وفرضت على القوات المسلحة العمل على تطوير شامل للقوة الصاروخية ضمن الخيارات الإستراتيجية .. موضحا أن القوة الصاروخية حققت نجاحات كبيرة ووصلت إلى إنتاج صواريخ باليتسية محلية الصنع بنسبة 100 بالمائة، وأضاف ” من ضمن النجاحات دخول عدد من المنظومات الصاروخية المتطورة إلى الخدمة وبلغ ما أطلقته القوة الصاروخية خلال الأربع السنوات الماضية 890 صاروخاً على أهداف داخل أراضي الجمهورية وكذلك في عمق العدو”.

وبين متحدث القوات المسلحة أنه تم خلال العام الأول من العدوان إطلاق 19 صاروخا والعام الثاني 69 صاروخاً فيما بلغ عددها في العام الثالث أربعون صاروخاً و151 صاروخاً خلال العام الماضي وهو العام الذي أعلنه الشهيد الرئيس صالح الصماد عام الصواريخ الباليتسية، وأكد أن القوات المسلحة تمتلك مخزون إستراتيجي من الصواريخ الباليتسية والقوات المسلحة اليمنية قادرة على إطلاق عشرات الصواريخ الباليتسية في وقت واحد على أكثر من هدف للعدو في الداخل والخارج .. وقال ” لدينا منظومات صاروخية باليستية قادرة على إصابة أهدافها بدقة دون أن تعترضها المنظومات الدفاعية للعدو”.

وعندما كانت قوى العدوان تتوهم بأنها قضت على القوة الصاروخية، وهو ما جاء في تصريحات الناطق باسم تحالف العدوان آنذاك عسيري، أنه تم تدمير 90% من الصواريخ الباليستية، مرت الايام، وتمكنت الجهود المثمرة الأدمغة اليمنية في مركز الدراسات والبحوث التابعة للقوة الصاروخية، من تصنيع صواريخ محلية الصنع من جهة، فاستهلت مفاجئتاها بمنظومة صواريخ “الصرخة”، وصولاً إلى تدشين الجيل الأول من منظومة “بدر”1 الباليستية محلية الصنع، والتي تعمل بالوقود الصلب، وتنطلق إلى مضمار المواجهة من منصات تحت أرضية بسرعة (4.5 ماخ) وبدقة عالية، ومن جهة أخرى، تم بعون من الله عز وجل تطوير صواريخ باليستية لتصل الى مدّيات أطول لعل أبرزها (بركان تو اتش)، لتكون الرياض وما بعد الرياض، وما بعد بعد الرياض في مرمى تلك الصواريخ.

وتعد هذه المنظومات من أبرز الإنجازات التي استطاعت الأدمغة اليمنية صناعتها، والتي تمتاز بدقتها العالية في إصابة الهدف، ومزودة بتقنية لن تستطيع بطاريات الباتريوت وأجهزة التجسس من فك شفراتها، حيث تمثل قوة رادعة ستغير موازين المواجهة، وترسي لنقلة نوعية في معادلة توازن الرعب مع العدو، لتصبح صنعاء في معادلة توازن الرعب ليست أقل حرمة من الرياض، فالسن بالسن، والقصر بالقصر، والمطار بالمطار، والبادئ أظلم، والقادم أشد وأعظم.

إنجازات سلاح الجو المسير:

بخصوص سلاح الجو المسير، بين العميد سريع أن العمليات التجريبية للطائرات بدون طيار بدأت خلال العام الثاني من العدوان، وتمكن سلاح الجو المسير من كسر تفوق العدو الجوي، ولفت إلى أن سلاح الجو المسير نفذ منذ دخوله المعركة 164 عملية هجومية ونفذ وبنجاح كبير أكثر من ألف و362 عملية إستطلاع ورصد لأهداف تابعة للعدو منها قواعد عسكرية ومنشآت وتجمعات ومعسكرات وتحركات وتعزيزات.

كما أكد أن عمليات التصنيع والإنتاج لسلاح الجو المسير مستمرة وتخضع لعمليات تطويرية دائمة، حيث تم إنتاج وصناعة أجيال متقدمة من الطائرات الهجومية وهناك منظومات جديدة ستدخل الخدمة خلال المرحلة المقبلة، وأضاف ” خول سلاح الجو المسير في المعركة عزز من بنك أهداف القوة الصاروخية، وهناك أكثر من 300 هدف عسكري تابع للعدو أضيفت إلى بنك الأهداف ويمكن إستهدافها بالأسلحة المناسبة حال قررت القيادة ذلك”.. لافتا إلى أن من ضمن تلك الأهداف مقرات تستخدمها قيادات عسكرية سعودية وإماراتية “.

وعندما عملت قوى العدوان على تدمير القوة الجوية، وبعد إن أمعنت قوى العدوان بطائراتها الحربية من ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق المدنيين، مرت الايام واصحبت الطائرات المسيّرة (قاصف وصماد 1 و2و3) التي تمكنت الأدمغة اليمنية من صناعتها قادرة على الوصول إلى عقر دار النظام السعودي الرياض، وتقصف اهداف استراتيجية فيها، وتنهمر عليهم كالأبابيل ترميهم بقذائف من سجيل، وهذا يُعد انتصاراً هاماً ونقلة نوعية لسلاح الجو المسير، لاسيما وأن أراضي المملكة تعج بأجهزة الرصد والتعقب الاستطلاعية والاقمار الصناعية وبطاريات الباتريوت وغيرها.

ولم يُّعد الجو حكراً على طيران العدوان لاسيما وانه بعون من الله القوي العزيز سيكون العام الخامس من العدوان الغاشم على اليمن، عام تغيير الموازيين وإرساء معادلة توازن الرعب مع العدو المتغطرس، حيث ستكون المواجهة الجوية بامتياز، في ضل المؤشرات والحقائق القوية التي تظهر تطور نوعي في سلاح الجو المسيًر محلية الصنع، وكذا الدفاع الجوي، والتي استطاعت الادمغة اليمنية بتأييد من الله عز وجل، ورغم الحصار الخانق من تخطي العقبات والولوج الى عالم التصنيع والابداع بالإمكانات المتاحة لردع العدو المتغطرس الذي أمعن في ارتكاب جرائمه ومجازره الوحشية بحق المدنيين.

وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد كشف في خطابة بمناسبة الذكرى الثالثة لشن العدوان على اليمن، عن السلاح الجو المسّير، حيث قال ” قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية المتطورة والمتنوعة التي تخترق كل وسائل الحماية… قادمون بطائراتنا المُسيَّرة ذات المدى البعيد والفاعلية الجيدة والقدرة العسكرية الممتازة”.

وهذا وعد صادق أطلقه قائد الثورة، وحقيقة ملموسة وراسخة أصبح من الضروري على تحالف قوى العدوان ومرتزقتهم استيعابها بعد أكثر من أربعة أعوام من القتل والمجازر الوحشية والتدمير والحصار والتجويع، لاسيّما وأن ما يعّد به السيد القائد شعبه يأخذ طريقه عملياً الى التنفيذ.

إنجازات القوات البحرية والدفاع الساحلي

فيما يتعلق بعمليات القوات البحرية والدفاع الساحلي، أوضح العميد سريع أن القوة البحرية نفذت خلال الأربع السنوات الماضية 19 عملية نوعية حققت خلالها إصابات مباشرة منها إستهداف زوارق حربية للعدو وثمان عمليات استهدفت سفن حربية وإفشال عمليات دعم لوجيستي وإنزال متعدد المهام وعمليتان استهدفتا فرقاطة الدمام والمدينة وعمليتان ضد كاسحة ألغام وأربع عمليات استهدفت رصيف ميناء تابع للعدو، كما جدد التأكيد أن القوات المسلحة ستواصل العمل لبناء قوات بحرية ودفاع ساحلي تتناسب وطبيعة الجغرافيا اليمنية وتضطلع بمسؤولية الدفاع عن السواحل والمياه الإقليمية والجزر.. مشيرا إلى أن القوات المسلحة لن تعدم الوسيلة وهي تمارس حقها المشروع في الدفاع عن السيادة الوطنية بما في ذلك استهداف القواعد والمنشآت والتجمعات المعادية في الجزر اليمنية.

وعندما توهمت قوى العدوان أنها اصبحت في مأمن بعد السيطرة على معظم مواني اليمن في عدن والخوخة وشبوة المكلا وكذا معظم الجزر البحرية، ومرت الايام وتمكنت الادمغة اليمنية من تطوير الأسلحة البحرية المناسبة والخطط التكتيكية التي جعلت الجيش واللجان الشعبية يستطيعون القيام بعمليات هجومية ونوعية في البحر نكلت بالعدو والحقت به خسائر في الارواح والعتاد، هذا بالإضافة الى عمليات استهداف البوارج الحربية ومنعها من الاقتراب من السواحل اليمنية، ليلخص تلك الإنجازات ذلك الزامل للشاعر المتميز، حين يقول

يا موج هايج ويا بحر زخار                     قل للعدو جاتك رجال البحرية

عمر العرب ياخاين الدم والجاه                  ما باتموت الا وهي متوافية

إنجازات وحدات الهندسة:

بين العميد سريع أن وحدات الهندسة وكذا وحدات ضد الدروع نجحت في تنفيذ ما يقارب تسعة آلاف عملية نوعية استهدفت مدرعات وآليات العدو وأسلحته المتوسطة والثقيلة وتجمعات مرتزقته وجنوده وتحصيناته .

وأشار إلى أن هذه العمليات أدت إلى تدمير وإعطاب ما لا يقل عن سبعة آلاف مدرعة وآلية وناقلة جند ودبابة وعربة وجرافة بمعدل أربع إلى خمس عمليات استهداف كل يوم .. وقال ” استطاع المقاتل اليمني أن يسقط فخر الصناعات العسكرية الأمريكية والبريطانية من دبابات الإبرامز والمدرعات بمختلف أنواعها كالبرادلي واشكوش والماكس برو والاشكوش “.

وتتجلى براعة المقاتل اليمني في ميدان المعارك لتكسر حاجز المهارات القتالية العسكرية التي يتعلمها المقاتلين في الأكاديميات العسكرية، فتلك براعة اذهلت الخبراء العسكريين وجعلتهم في حيرة من امرهم امام ذلك المقاتل اليمني الذي يمتلك عقيدة قتالية لا نظير لها منهالها الثقافة القرآنية والايمان بالقضية ورفض الخضوع والذل ومقارعة قوى الاستكبار.

ومنذ بدء تنفيذ الخيارات الاستراتيجية يتقدم الجيش واللجان الشعبية بشكل كبير في عمق أراضي العدو السعودي، حيث تم تدمير المئات من الدبابات والأطقم والأليات العسكرية الحديثة وإحراقها بالكامل بعد فرار الجيش السعودي من أرض المعركة، حيث اضحى المقاتل اليمني كالصيّاد مهمته أن يحول الدبابات والمدرعات الى اكوام من الخرده المحروقة ليصبح جنود العدو كالجحافل المذعورة من ركوب الدبابات والمدرعات خوفاً من استهدافها وان يكونوا هم الصيد لذلك الصيّاد.

وعندما توهمت قوى العدوان بأنها قادرة على غزو أرض اليمن بالياتها ومعداتها العسكرية المُدرعة والحديثة والمزودة بأحدث التكنولوجيا القتالية، مرت الأيام واستطاعت الادمغة اليمنية من صناعة وتطوير الأسلحة المناسبة التي جعلت الجيش واللجان ينكلون بتلك المدرعات لتصبح في “خبر كان”، بل تجاوز ذلك لتصبح “لا محل لها من الاعراب” في قاموس اسطورة الأسلحة الأمريكية الوهمي، وكل هذا بفعل “الولاعة” التي كانت كفيلة بإهانة تلك الأسطورة.

ومن قلب الحدث، ومن ميدان المعارك والمواجهة يُصاب الجميع بالدهشة والذهول وهم يشاهدون ذلك المقاتل اليمني وهو يهين ويدعس بقدمية تلك الاليات العسكرية الامريكية والأوروبية المتطورة والتي يقول البعض بانها فخر الصناعة الامريكية ويحولها الى حطام وخردة بواسطة الولاعة!!.

ولا يكاد المتابع يستطيع أن يحصر ما يبثه الاعلام الحربي من مشاهد بشكل شبه يومي توثق انجازات عظيمة يصنعها المقاتل اليمني في ميدان المواجهة مع ذلك العدو المتغطرس الذي توهم ان كثرة عتاده الحربي المتطور ستحميه وتجعله يحقق انتصارا وهمياً.

اجازات وحدة القناصة:

يضيف العميد سريع أنه” بعد توجيهات القيادة بتطوير وحدة القناصة ورفدها بالدماء الجديدة تم تفعيل هذه الوحدات النوعية ليبلغ عدد عمليات وحدات القناصة منذ بدء العدوان حتى مارس الجاري على طول مسرح العمليات القتالية 22 ألف و849 عملية”.. مشيرا إلى أن العمليات الأشهر لوحدة القناصة كانت على امتداد جبهات الحدود في أراضي نجران وجيزان وعسير.

القناص اليمني.. ما يرمي الا القلب ولا الجمجمة

وفي المعارك التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد قوات الغزو والمرتزقة التابعين لها، تتصدر وحدات القناصة اليمنية المرتبة الأولى في المعارك البرية من حيث تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح لما يمتلكه هذا المقاتل الشبح من مهارات قنص وتخفٍّ عالية احترف من خلالها تنفيذ المهمة الملقاة على عاتقه في أكمل وجه، حيث استطاعت القناصات التي صنعتها وطورتها الأدمغة اليمنية من حصد أرواح المئات من المنافقين والغزاة في كل شهر يمّر من العدوان.

هم اشباح، التمويه  نهجهم ، والتخفي اسلوبهم يحتمون خلف أجسام تخفيهم كالركام الذي يستخدم كعش يستتر خلفه القناص اليمني ثم يختار الموقع العسكري المناسب والمسيطر والذي يطلق منه النار بدقة تامة ومتناهيه ولا يخطئ هدفه الذي يكون القلب أو الجمجمة

تعددت التوصيفات للقناص اليمني منها ما تقول انهم أشباح متخفية عملاقة عجز مجهر العدوان الأمريكي السعودي وبقية آلاته العسكرية عن رؤيتها وكشفها، مهمتها انتزاع الأرواح من أجساد الغزاة ومرتزقتهم بهدوء وصمت، ليس فقط في الليل كما هي عادة ظهورها، ولكن في النهار أيضاً ،والأعيرة النارية التي تخرج من فوهات أسلحتها لا تستقر إلا في قلب أو جمجمة الهدف بدقة متناهية، كما وصف ذلك الزامل الشهير:

ما بيننا بين القبائل من رمى …….. ما نرمي الا القلب ولا الجمجمة

وفي الزامل الاخر الذي يقول:

ارمي العدو في راسة بين عيونه …….. ما ضيع الطلقة على سيقانة

مما خلق موجة من الذعر في صفوف القوات المعادية التي يرى أفرادها فجوات على جباه رفاقهم، فيعيشون في رعب اصطيادهم برصاصات يجهلون مصدرها ولا يمكنهم تفاديها، أطلقها صيادون ماهرون في وحدات القناصة التابعة للجيش واللجان الشعبية، ولهذا يكبد قناصة الجيش واللجان الشعبية العدو خسائر بشرية كبيرة.

ثلاثة آلاف و365 عملية هجومية ومقتل وإصابة أكثر من مائة ألف من قوات العدو

قال العميد سريع أن: ” قواتنا نفذت على إمتداد مسرح العمليات القتالية منذ بدء العدوان ثلاثة آلاف و365 عملية هجومية كما نجحت في التصدي لأكثر من أربعة آلاف و152 محاولة هجومية للعدو ومحاولات تسلل “.. مبينا أن الدفاعات الجوية نجحت في إسقاط 25 طائرة حربية و19 مروحية أباتشي و240 طائرة استطلاعية وتجسسية.

وأكد متحدث القوات المسلحة أن العمليات القتالية للجيش أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من مائة ألف من قوات العدو منهم 78 ألف قتيل ومصاب من المرتزقة .. موضحا أن النظام السعودي يتكتم على حجم خسائره البشرية في الجبهات المختلفة ومنها بأراضي عسير ونجران وجيزان.

وكثيرة تلك المشاهد التي يبثها الاعلام الحربي، فتارة يبث مشاهد لمقاتل يمني حافي القدمين وهو يقتحم حصون العدو ويدكها دكا دكا، وتارة اخرى نشاهد مشاهد حيه لمقاتل يمني يقتحم مواقع العدو ويصرخ عاليا “سلم نفسك يا سعودي انت محاصر”.

وكما عودنا الاعلام الحربي ببثه لمفاجئات تلو المفاجئات نجدة يبث مشاهد لعملية اقتحام نوعية نفذها ثلة من المقاتلين اليمنيين بواسطة السلالم ليتم تداولها بنطاق واسع حتى بين المواطنين السعوديين والخليجيين تحت مسمى غزوة السلالم.

ولا تكاد تمر بعضة ايام واسابيع على تلك المفاجئات إّلا ويفاجئنا الاعلام الحربي بمشاهد جديدة تبين عظمة ذلك المقاتل اليمني الذي ضل يسعى مسافة مئات الامتار وهو يحمل رفيقة الجريح والرصاص تنهال نحوه من كل صوب في مشهد يؤكد العناية الالهية لذلك المقاتل الذي خرج متوكلاً على الله لقتال الطغاة والمستكبرين الذين يسعون الى احتلال ارضة واستباحة عرضه.

ولأن ذلك المقاتل اليمني يعشق الكرامة وبأبي الظين والخنوع تجده يضل صامداً في مترسه ولا يولي الادبار بل يضل يقاتل حتى ولو نفدت كل أسلحته وهذا ما أكدته المشاهد الاخيرة التي بتتها الاعلام الحربي لذلك المقاتل الذي أرعب فلول المنافقين بالحجارة واستطاع بالتوكل على الله ان يرعبهم.

 

رهاناتكم ستسقط ومخططاتكم ستفشل:

أضاف العميد سريع أن: ” أبناء شعبنا وعلى رأسهم منتسبو المؤسسة العسكرية من الجيش واللجان الشعبية يصنعون ملحمة بطولية تاريخية دفاعاً عن السيادة الوطنية والكرامة اليمنية والقوات المسلحة لن تتخلى عن تنفيذ مهامها في تحرير المناطق المحتلة وحفظ السيادة الوطنية وتأمين حدود البلاد البرية والبحرية والجوية وستتخذ كل ما يلزم من أجل الوصول إلى تحقيق هذا الهدف”.

وهذه المفاجئات التي الحقت بجيوش الغزاة ومنافقيهم وترسانتهم العسكرية الهزيمة والعار ماهي إلّا صدقاً لقول الله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)، ولن يجني المعتدين سوى الهزيمة ولن يحقق سوى الانكسار والإندحار والفشل أمام شعب صامد وجيش مغوار وقيادة شجاعة وأرض لا تقبل الغزاة، فالشعب اليمني أعطاه الله من الإيْمَان والحكمة والشجاعة والثبات والصبر ما أهّله لحمل راية الإيْمَان كله في وجه الكفر كله، وهذه الانتصارات المتحققة هي بلا شك في سبيل إعلاء كلمة الله، وعزة وكرامة لهذا الشعب المظلوم، الواثق بخالفة الذي يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)، واليوم يخوض الشعب اليمني معركة مصيرية، معركة بين الحق والباطل، بعد إن تجلى الحق بأنصع صورة وانكشف زيف الباطل ووجهه القبيح فهذا الزمن هو زمن كشف الحقائق تكشفت فيه الحقائق، وسقطت الأقنعة، وانكشفت الخفايا.

السر في الانتصارات العظيمة

يمكن القول إن السر في الانتصارات العظيمة ، يكمن في القيادة والمشروع، ففي اليمن ثمة يوجد قيادة حكيمة تبذل كل جهودها في سبيل الله ومن اجل الدفاع عن الارض والعرض من الغزاة، التي استطاعت بفضل الله، وبجهود الشعب وتضحياته من تحقيق ثورة شعبية حققت جميع أهدافها، وكانت كفيلة بأن تنقل اليمن من مربع الوصاية والهيمنة علية الى مربع الحرية والاستقلال الوطني وعدم التبعية لأحد.

وبموازاة ذلك، يوجد مشروع قرآني تحرري لهذه الأمة جمعاء قادرًا على تقديم الروي والخطط الناجعة لمواجهة أعداء الأمة مهما كانت قوتهم، وكفيل أيضاً ببناء هذه الأمة والارتقاء بها الى دوحة العلياء، ذلك المشروع الذي يجسد القران الكريم ككتاب هداية للأمة في جميع مجالات الحياة، وليس كتاب محصور فقط في التشريع العقائدي، بل دستور إلهي للحياة يرتقي بمن يتمسكون بهدية الى أن يكونوا قادرين على مواجهة اعدائهم، وكذلك القدرة على الاختراع والابتكار والبناء والتطور في مختلف المجالات

وبالتالي لم يُعّد للمستحيل من مكان في قاموس اولئك الفتية الذين أمنوا بربهم، والتزموا بهدى كتابة المبين، وساروا وراء أعلام الهدى، مصابيح الدجى في ذلك الليل الحالك، وسيدرك الجميع أن الله غالب على أمره وما الانتصارات الموجعة للعدو إلا شواهد تؤكد صدق الوعود الالهية للذين ظلموا بأنه على نصرهم لقدير.

وفي الختام، فإن الحرب اليوم هي حرب الأدمغة التي لا تعتمد على كثرة والعدة والعتاد، وحتى إن نجحت قوى تحالف العدوان في تشديد الخناق وفرض الحصار على الشعب اليمني، فانه لن يكون بمقدورهم فرض الحصار على الإرادة الصلبة والعيش بكرامة لشعب بأكمله، ولم ولن يستطيعوا فرض حصار على تلك الادمغة اليمنية التي لا تعرف المستحيل، فلا يعني نقص العدة والعتاد شيئا مادامت العقول تبدع في تحويل اللا شيء الى شيء مؤثر قادر على الردع والمواجهة. لاسيّما وأن هناك شبعاً هم شعب الايمان والحكمة، لا يعرفون المستحيل، وفيه أدمغة لا تعرف الانكسار، ولا الاستسلام، بل تضاهي عنان السماء، وسوف ينتهي العدوان وتضع الحرب أوزارها غدا أو بعد غد، وسوف يكون النصر المؤزر لذلك الشعب العظيم شاء المستحيل أم أبى.

*نقلا عن م أنصارالله.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com