المنبر الاعلامي الحر

شتان بين الإيمان بعدالة القضية و تحريك المسيرات من شارع إلى آخر .

يمني برس _ أقلام حرة 

بقلم / نجيب شرف الحاج

نجيب شرف الحاج

و بقى عبد الهادي العزعزي .. لوحده يلملم أشلاء الجسد الميت لجثة متعفنة أسمها اللجنة التنظيمية..

أثبتت الأيام أن العبرة ليست بمن يستطيع تحريك مسيرة و توجيهها من شارع الى آخر بل هي بمن يؤمن بعدالة قضيته ويناضل من اجل تحقيقها والانتصار لها بصبر وبنفس طويل ..

لقد أصيبت شريحة واسعة من شباب الثورة بالخيبة لفترة طويلة بعد أن تلاشت مسيرات وصمتت أصوات مكبرات صوت اللجنة التنظيمية التي ظلت لفترة طويلة تنفخ في الهواء شعارات لا تلبي مطالب الناس وتطلعاتهم ولم تنتصر لقضاياهم الى أن غاب صوتها واختفت تصريحات أعضائها ومعها غابت أغلظ الايمان التي كانوا يحلفون بها بأنهم سيواصلون الثورة وسينتصرون لأهدافها وسيقتصون من قتلة ثوارها..

أطلقوا صيحات مدوية ليطمئنوا الشهداء في مراقدهم ..أقسموا بانين وأوجاع الجرحى..!!!!! لكن الغنيمة وموائد موفنبيك والمناصب الحكومية الرخيصة في هيئات ومؤسسات الدولة كانت أقوى من أغلظ الايمان التي صدحت بها أعواد منابرهم..

شاهدناهم يتسابقون على فتات السلطة وتواروا عن أعين الناس وغابوا وغاب معهم المشهد الثوري، واختفى باختفائهم بهرج كل تلك الحشود التي كانت تحركها اللجنة التنظيمية ، وهي اللجنة المسيرة أصلاً من قبل الاحزاب السياسية وظلت تتحرك حسب ما تقتضيه مصلحة الساسة وأهوائهم فصاروا من الذل ليس عليهم “هامة” ولا كرامة ، وهو ما تحاول اليوم اللجنة التنظيمية جاهدة وبإصرار عجيب لاستعادته..

لجنة يتصدرها الكثير من الضعفاء فلم يزيدوها قوة.. فصمتت دهراً وكتب لها الموت الابدي فتركت انقياء الثورة يتوجعون لوحدهم..

الثورة بالنسبة لهم هي غنيمة وصراع سياسي يليها فترة محاصصة وتقاسم بين المتصارعين..

كانت هذه هي رسالتهم التي قصدوا إيصالها للناس .. ارادوا ان يجعلوا من انقياء الثورة وقادتها الفعليون عبرة لمن يراوده مجرد تفكير بسيط في الخروج ضد فسادهم وأنانيتهم.. لكن ما حدث كان عكس ما ارادوه.. لقد ارتفع عالياً صوت النائب / حاشد ، ومعه تسعه من الجرحى.. ظلوا صامدون وهم يفترشون اوجاعهم وأنينهم امام بوابة الحكومة ففضحوا بصمودهم وعدالة قضيتهم اخلاق ثورة نكلت بإبطالها وتنكرت لتضحياتهم..

إن واقعة الاعتداء على الجرحى والتنكيل بهم جعلت من قضيتهم تلقى كل التعاطف والمؤازرة من كافة اطياف المجتمع اليمني وتصدرت مأساتهم كافة القضايا الحقوقية على مستوى الرأي العام ..

ضربة قاتلة في مقدمة الراس لم تثني النائب/ حاشد.. عن مواقفه وعن وقوفه الى جانب البسطاء او حرفه عن مساره و نهجه الثوري.. بل زادته اصراراً على تقديم الكثير من التضحيات ومواصلة تصحيح المسار الثوري وتعريه الفاسدين الذين يتغلفون بمسميات شتى من المصطلحات الثورية والسلطوية..

ضربة قاتلة في مقدمة الراس جعلت شريحة واسعة من شرفاء المجتمع اليمني تدرك نقاء انسان حالم بدولة مؤسسات ومواطنة متساوية وعيش كريم له ولبلده.. فأقبلت الناس لمؤزرته من كل مكان ..

ارادوا تأديب الرجل وإثنائه عن مناصرة البسطاء والكف عن تعرية الفسادين.. نجحت خطتهم التي دبرت بليل وبمجرد ان تم الاعتداء على الجرحى وعلى النائب حاشد هلل الجناة منتشين بفعلهم وهم يشاهدون وطنً يغمى عليه لثلاثة ايام..!!!!!!

لم يكن الجناة ومن دبروا ذلك الاعتداء يدركون انهم بذلك الفعل قد نقشوا بهراواتهم وسام الكرامة والتضحية على راس الرجل!!!!! فتوالت بعدها الاوسمة وتوالى التفاف الناس حوله..

و ما ان أعلنت جبهة انقاذ الثورة التي يرأسها النائب/ حاشد ، وأعلنت معه الكثير من القوى المدنية وشرائح المجتمع من الحالمين بدولة مدنية عن مواصلة النهج الذي ضحى من اجله الشهداء والجرحى وتحديدهم ليوم ذكرى انطلاق الثورة السلمية في 11فبراير موعداً لاستعادة الثورة وإسقاط الفاسدين إلا وانتفض المتسلقون على اوجاع الناس ومن تاجروا بأشلاء الضحايا ..

فقاموا من سباتهم الثوري ليوصفوا النائب حاشد ومن معه من القوى المدنية بالعمالة والحوثية وحشدوا المسيرات المناوئة ووووو، ورغم ذلك كله فهم غير ملومين ربما انهم لم يقرئوا جيداً تلك المقولة التي أطلقها ذات يوم (إريك هوفر).. عندما قال:(( كنا نعتقد أن الثورات هي سبب التغيير، ولكن بالعكس: التغيير هو ما يمهد للثورة على أرض الواقع)).. و نحن هنا نقول لهم ان العبرة ليس من سيضحك كثيراً وإنما بمن سيضحك أخيراً..

او كما قال ذلك الروائي الإنجليزي الشهير (جورج أورول ).. ((السلطة ليست وسيلة وإنما هي غاية، لا يوجد من يؤسس دكتاتورية لحماية الثورة..)).. موعدنا 11فبراير فاحتفلوا بالسراب كما يحلوا لكم..!!

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com