المنبر الاعلامي الحر

مقتل خاشقجي.. محاولات النظام السعودي طمس جريمة اثارت الرأي العالمي

.

:تقرير / محمد ناجي

واصل النظام السعودي محاولاته البائسة لأن يُنسي العالم جريمة قتله للصحفي جمال خاشقجي، بعدما لقيت قضيّته تركيزاً دولياً على مدار أشهر مضت، في الوقت الذي تأبى الاصوات المدافعة عن حقوق الانسان طمس ملامح هذه الجريمة والتي تظل وصمة عار بالنسبة للمناضلين من أجل حقوق الإنسان.

 

فعلى مدى شهور فشل النظام السعودي في التقليل من اهمية قضية قتل خاشقجي وابعاد الانظار عن اركانه وعلى رأسهم ولي العهد بن سلمان بالضلوع في الجريمة من خلال توجيه نيابته العامه التهم إلى 11 شخصاً “موقوفون على ذمة القضية”، لتؤكد بعدها محققة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أغنيس كالامار على وجود هناك أدلة موثوقة تربط ولي العهد السعودي بجريمة القتل.

 

و ذكرت كالامار في الـ 26 من يونيو الماضي ان التحقيق السعودي الرسمي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي لم يتطرق لمسألة من الذي أصدر الأمر بالقتل، ودعت إلى التحقيق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومسئولين كبار بشأن القضية نظراً لوجود دلائل موثوق بها ضدهم.

 

ونظراً لعجز الأمم المتحدة في اتخاذ قرار بشأن التحقيق في مثل هذه القضايا، طالبت المقررة الأممية كالامار بتشكيل وحدة تحقيق خاصة تتألف من خبراء دوليين تابعة للأمم المتحدة وتخضع لقرارات الجمعية العمومية لتقوم بالتحقيق الشامل وذي مصداقية في قضايا الاغتيال السياسي والإعدامات ذات الخلفية السياسية وتقديم المتهمين فيها للعدالة.

 

الا ان تقرير المحققة الدولية ومطالبتها بلجنة تحقيق من خبراء دوليين، لم يسكت الاصوات المدافعة عن حقوق الانسان والمنادية بكشف الحقيقة، وعلى رأسهم رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي بيير أنطونيو بانزيري والذي طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق العدالة في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واتخاذ موقف ضد انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية.

 

واستشهد بانزيري في مقالة نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) بما قالته خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، خلال مقابلة صحفية سابقة أكدت فيها أنه “إذا لم تقدم الإجابة اللازمة عن مقتل خاشقجي، وإذا لم يتم كشف كل الملابسات، فسيبقى الأمر وصمة عار مفزعة بالنسبة للنضال من أجل حقوق الإنسان”.

 

وقال المسئول الاوروبي ان “حادث قتل خاشقجي بهذه الوحشية يوضح لنا كيف تُمتهن حقوق الإنسان بظلم في ظل وجود نظام آل سعود”.

 

وذكر أن “النظام السعودي في مجال حقوق الإنسان يتبع مساراً مختلفاً تماماً عما يسعى لترويجه في الخارج، فذلك النظام على الرغم من الامتيازات التي قدمها مؤخراً ما زال مستمراً في ممارسة سياسات قمعية استبدادية”.

 

ودعا الاتحاد الأوروبي لعدم اتخاذ موقف سلبي، والإسراع بزيارة المعتقلات السعوديات، كما شدد على أنه كرئيس للجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي وكمواطن أوروبي سيبذل قصارى جهده لكشف ملابسات جريمة قتل خاشقجي وحقائقها.

 

من جهتها قالت صحيفة (واشنطن بوست) إن النظام السعودي يريد أن يُنسي العالم جريمة قتلها الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي وضعه تحت المجهر العالمي.

 

وقال الصحفي في الصحيفة إيشان ثارور في تحليل إخباري له ان “الجريمة أدّت إلى تلطيخ صورة ولي العهد السعودي بن سلمان، الذي أشارت تقارير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أنه هو المسئول عن عملية القتل”.

 

وأوضح ان السعوديين وقفوا بوجه اللوم الدولي، مستندين لدعم كبير حصل عليه بن سلمان من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبالنسبة إلى أوروبا فإن اللوم بدأ يتناقص، خاصة مع حرص تلك العواصم على صفقات السلاح مع السعودية.

 

وحذر الكاتب من أن العالم ظهر في منتدى دافوس الذي عقد في سويسرا وقد بدأ مرحلة ما بعد خاشقجي في التعامل مع السعودية.

 

واشار الى تصريحات للرئيس السويسري أولي مورير والتي قال فيها إن بلاده ندّدت بجريمة مقتل خاشقجي، لكنها خلال منتدى دافوس قرّرت تطبيع العلاقات مرة أخرى مع الرياض.

 

من جهته اعتبر رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد مليباند أن “قضية خاشقجي تأتي كنتيجة للتراجع الأخلاقي لإدارة ترامب، الأمر الذي شجّع المستبدين على التصرّف بشكل سيئ”.

 

فيما رأى رئيس منظمة العفو الدولية كومي نايدو أن عدم إثارة قضية مقتل خاشقجي في منتدى دافوس له آثار سلبية على هذا المنتدى وصورته الدولية.

 

ويأتي ذلك في الوقت الذي يرى الصحفي التركي فرحات أونلو أحد مؤلفي كتاب (فظائع دبلوماسية .. الأسرار المظلمة لقتل خاشقجي) أن المعلومات الحساسة التي كشفتها تركيا في الفترة الماضية، حفزت على كشف الحقيقة .

 

وتوقع أونلو أن تواصل تركيا الى جانب عدد من الدول حملتها حتى كشف الحقيقة كاملة .. مؤكداً ان هناك من يحاول أن تُبقي القضية حية في الضمير العالمي.

سبأ

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com