نبيل سبيع كتب مقالاً بعنوان (موتى يحملون النعوش في ذكرى الإحياء) ..
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / نبيل سبيع
لم يعد بين شهداء جمعة الكرامة و”القادة الثوريين” الذين دعوا لإحياء ذكرى المجزرة التي حدثت في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام سوى النعوش، لذا كانت “مسيرة النعوش” اسماً على مسمى.
شهداء جمعة الكرامة ضحوا بحياتهم من أجل كل الأهداف النبيلة التي خانتها من بعدهم توكل كرمان وجماعتها (ومن لف لفيفهم من أذيال اللقاء المشترك الذي كشفت السنوات الماضية أن ليس فيه رأس واحد).
شهداء جمعة الكرامة ضحوا بحياتهم من أجل اليمن، وتوكل كرمان وجماعتها ضحوا بشهداء جمعة الكرامة وباليمن من أجل مصالحهم ومصالح قطر والسعودية وتركيا وأي بلد آخر قد يخطر لكم على بال باستثناء اليمن.
شهداء جمعة الكرامة ضحوا بحياتهم من أجل تصحيح أخطاء وتشوهات وحدة اليمن التي كانت قد انحرفت كثيرا عن مسارها الصحيح، وتوكل كرمان وجماعتها أضافوا فوق الأخطاء والتشوهات التي كانت قائمة أضعاف أضعافها من الأخطاء والتشوهات ثم حذفوا وحدة اليمن ومسارها الصحيح ورسخوا الأخطاء والتشوهات ثم حولوها إلى قاعدة وتشريع.
شهداء جمعة الكرامة ضحوا بحياتهم من أجل بناء دولة المواطنة والقانون والعدالة القائمة على مبدأ تكافؤ الفرص والتنافس الشريف، وتوكل كرمان وجماعتها حذفوا دولة المواطنة والقانون والعدالة والكرامة من قائمة أهداف الثورة وأقاموا “دولة” المحاصصة واللاقانون واللاعدالة واللاكرامة.
شهداء جمعة الكرامة ضحوا بحياتهم من أجل إنهاء الحروب الأهلية والفساد، وتوكل كرمان وجماعتها ضحوا بشهداء جمعة الكرامة وبالثورة من أجل المزيد من الحروب الأهلية والمزيد من الفساد.
شهداء جمعة الكرامة ضحوا بحياتهم من أجل إسقاط نظام علي عبدالله صالح ومحاكمة كافة رموزه وأركانه على سائر الجرائم التي اقترفها في حق اليمنيين طوال ثلاثة عقود ونصف، وتوكل كرمان وجماعتها ضحوا بشهداء جمعة الكرامة وآلاف الشهداء من بعدهم وبالثورة بحذافيرها من أجل “المبادرة” التي منحت الحصانة لعلي عبدالله صالح وكل أركان نظامه وكل القتلة بمن فيهم قتلة شهداء جمعة الكرامة أنفسهم ومن تلاهم من شهداء الثورة.
من أخفى جريمة قتلة شهداء جمعة الكرامة، الذين ألقى القبض عليهم الثوار وقاموا بتسليمهم لعلي محسن الأحمر، سوى علي محسن؟
ومن أطلق سراحهم لاحقاً سوى النيابة العامة التي يرأسها نائب عام محسوب على علي محسن وفي ظل قضاء يهيمن عليه الإصلاح؟
أيها الطالعون اليوم في ذكرى خيانتكم لشهداء جمعة الكرامة وكل الشهداء الذين سبقوهم وتلوهم، أما آن لكم أن تستحوا قليلاً؟! أما آن لكم أن تخجلوا ولو تكلفاً؟!
أيها الخونة، لا شيء يربطكم بشهداء جمعة الكرامة سوى خيانتكم لهم!
لا شيء..
لا شيء على الإطلاق..
ولا أظن أن لهم حاجة بمسيرتكم السخيفة هذه!
لا أظن أنهم مسرورون لمرآكم!
ثم إنهم أحياء هناك: في الخلود، في وطنهم الأزلي!
أجسادهم وحدها ماتت، أما أرواحهم والمبادئ والقيم التي استشهدوا من أجلها فهي حية لا تموت.
وأنتم على عكسهم تماماً: أجسادكم وحدها حية، وأرواحكم وضمائركم ومبادئكم وقيمكم كلها ميتة..
أنتم الموتى وقد خرجتم اليوم حاملين النعوش في ذكرى الأحياء!