المنبر الاعلامي الحر

مسار المعركة بعد عملية نجران يتجه نحو هزيمة المملكة

مسار المعركة بعد عملية نجران يتجه نحو هزيمة المملكة

يمني برس- بقلم- عبدالقادر عثمان

كل الذين كذّبوا تصريحات العميد يحيى سريع بدت لهم الصور اليوم كمشاهد خيالية من فيلم رعب لم يستطيعوا تصديقه. لقد فرك كل واحد منهم جفنيه بظهري سبابتيه ثم فتح عينيه وأغلقها بذهول مرات عدة وهو يحدث نفسه عن ذلك محاولا إيهامها بأن تلك المشاهد تعود إلى عملية سابقة أجل الحوثيون عرضها لتكون بمثابة الحرب النفسية على المملكة والمجاميع المنضوية تحت لواء هادي، متناسيا في الوقت ذاته أن اليمن مقبرة الغزاة وأن اليمنيين يملكون من البأس ما يجعلهم يحققون ما هو أكبر من ذلك.

 

تلك العملية العظيمة هي انتصار بسيط في نظرنا لأننا تعودنا على الانتصارات لكنه في نظرهم خارج حدود المعقول ويشابه إلى حد كبير تلك المشاهد التي حدثت في الحرب العالمية الثانية عندما كانت القوات الألمانية تحاصر وتأسر مئات الآلاف من جنود الاتحاد السوفيتي، ولذا فهم يحاولون إقناع أنفسهم بوهميتها، ليس للتقليل من شأنها، بل ليستطيعوا تحمّل صدمتها، حتى تعتاد أذهانهم تقبّل هزيمة أخرى؛ لأنهم يدركون أن من استطاع تحقيق هذا الانتصار سيحقق أكبر منه، وأن من تمكّن من إنجاز عملية موجعة كهذه قادر على إنجاز عمليات أشد إيلاما.

 

إن الصور التي عرضتها كاميرا الإعلام الحربي اليمني هذا اليوم لتدل دلالة واضحة على حالة الضعف والانكسار التي وصل إليها جنود المملكة ومرتزقتها بعد خمس سنوات من حرب عدوانية كانوا يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق أهدافها في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، لكن نتائجها اليومية أعاقت كل أحلامهم، رغم ما يمتلكونه من إمكانيات على كافة المستويات.

 

لقد عكست عملية “نصر من الله” الواقع الذي يتجه إليه مسار المعركة، وهو مسار يتجلى من خلال معطياته نصر اليمنيين بعد أن ظلموا من قبل التحالف في ظل صمت عالمي مطبق، كما يتجلى أيضا الضعف والذل اللذين سيقودان زعيمة التحالف إلى هزيمة مدوية.

 

هذه العملية اليمنية – وكل العمليات التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية يمنية – تدحض كل الإشاعات التي تصنعها ماكينة الإعلام التابعة للعدوان والتي تجعل لإيران، من خلالها، دورا في استهداف المملكة، فمن نفذها هم اليمنيون الحفاة الذين يحملون أسلحتهم على أكتافهم وظهورهم ويواجهون أحدث آليات العدو ببسالة ترعب الخصم وتقذف في قلبه الهزيمة بمجرد مشاهدة هؤلاء المقاتلين.

 

وبعد سنوات الحرب الظالمة التي بذلت خلالها السعودية والإمارات مئات المليارات من الدولارات في شراء الأسلحة والمرتزقة، يبدو اليوم جليا أن هاتين الدولتين لا قرار لهما في الحرب وليستا من تتحكمان بمصيرها، بل هما مجبورتان على الاستمرار فيها بضغوط أميركية وبريطانية كما أن جنود الدولتين مجبورين أيضا على المشاركة، كما قال الجندي السعودي الأسير في أحد المقاطع المصورة، فلو كانت السعودية مالكة لقرارها لاستفادت من مبادرة المجلس السياسي الأعلى التي أطلقت الأسبوع المنصرم.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com