المنبر الاعلامي الحر

رداً على مبادرة السلام..السعودية تزيد شدة وطأة الحصار على اليمن.. أرقام مخيفة للكارثة المرتقبة

.

 

يمني برس- تقرير- محسن علي

 

 

أرقام وتفاصيل مخيفة صدرت عن المؤسسات الحيوية والخدمية المعنية بحياة المواطنين تصاعدت نسبتها نحو الأعلى بشكل غير مسبوق منذ مطلع الأسبوع الجاري حتى اللحظة، بات أبناء الشعب اليمني إزائها على شفير كارثة إنسانية وبيئة كبيرة تتهدده ويضاعف معاناته, بدأ ظلها المرعب يجثم على مختلف شتى سبل ونواحي الحياة جراء سياسية التجويع والحصار الجائر الذي تفرضه دول العدوان طيلة خمس أعوام من العدوان, زادت من شدة وطأته بعد مبادرة السلام اليمنية من خلال احتجازها سفن المشتقات النفطية ومنع وصولها ميناء الحديدة رغم حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة التي غضت هي الآخرى الطرف عن هذه الكارثة المرتقبة, فمن لم يمت بغارات التحالف مات جوعاً جراء الحصار الثلاثي الجائر الذي باتت تستخدمه دول العدوان وسيلة أخرى من وسائل الحرب, على مرأى ومسمع دول العالم الذي لم يكترث لمعاناة اليمنيين وغاب دعاة الإنسانية أمام هذه المظلومية الكبرى.

 

الدريهمي تموت من الحصار

 

عام ونصف العام تضور خلالها الآلاف من أبناء الدريهمي جوعا، جراء الحصار الخانق الذي تفرضه دول العدوان وأذنابهم من الخونة على أبناء هذه المديرية التي تئن من انعدام الإنسانية وتعيش شبح المجاعة, لجأ الطفل والشاب والكهل والمرأة بداخلها إلى أكل أوراق الشجر, فيما الموت بدأ يعزف سميفونيته على أرواح العديد منهم في ظل انعدام الغذاء والدواء والماء, في أكبر كارثة إنسانية لا نظير لها على مستوى العالم، وجريمة حرب وإبادة جماعية يرتكبها التحالف بحقهم, رغم المناشدات والاستغاثات الإنسانية العاجلة التي لم تلقي لها الأمم المتحدة أية بال أمام مأساتهم على الإطلاق, فيما يستمر تواطؤها المفضوح إزاء جريمة الحرب والإبادة الجماعية بحقهم على وجه الخصوص والشعب اليمني بشكل عام.

 

مؤتمر استثنائي لشركة النفط

 

وأمام هذه المخاطر المحدقة التي بدأت شرارتها في المرافق الصحية والصناعية والخدمية والبيئية حذرت شركة النفط اليمنية في مؤتمر صحفي استثنائي من وقوع كارثة انسانية محققة نتيجة احتجاز العدوان لسفن المشتقات النفطية, وتوقعت توقف خدمات كافة القطاعات الحيوية التي تقوم بتوفير الخدمات الاساسية خلال الأيام القليلة القادمة بسبب انعدام المواد البترولية.

 

 وحملت الشركة الأمم والمجتمع الدولي وكافة المنظمات المسؤولية الكاملة عن كافة الآثار الكارثية المترتبة على احتجاز السفن النفطية وسفن الغذاء والدواء, مضيفة بأن قوى العدوان تستخدمها كوسيلة للضغط والابتزاز والمتاجرة بحياة الناس ومعاناتهم تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

 

كما أكدت عدم قدرتها على توفير المواد البترولية لأهم القطاعات الحيوية اللازمة لتغطية احتياجاتها وخاصة في مادة الديزل بعد سماح التحالف لوصول سفينه محملة بالديزل إلى ميناء الحديدة قبل أكثر من 50 يوما.

 

  مجددة التأكيد على أن الشعب اليمني أمام ابواب كارثة انسانية نتيجة لقرصنة تحالف العدوان البحرية ومنعه وصول السفن إلى ميناء الحديدة.

 

حقوق الإنسان: احتجاز السفن النفطية جريمة حرب

 

بدوره اعتبر الناطق الرسمي لوزارة حقوق الإنسان “طلعت الشرعبي” ممارسات دول تحالف العدوان وتشديده الحصار، واستمراره في احتجاز سفن النفط جريمة من جرائم الحرب, مشيرا إلى أن فريق الخبراء أكد أن دول التحالف العدوان بات يستخدم التجويع والحصار كوسيلة من وسائل الحرب, بات معلوما لدى الأمم المتحدة مدى تأثير الحصار على المدنيين وتأثيراته المباشرة على الخدمات العامة والصحة والبيئة.

 

وأضاف ناطق حقوق الإنسان: بموجب اتفاقية السويد أصبحت الأمم المتحدة هي المشرف الأساسي على الميناء ولذلك لا يوجد ما يستوجب هذا الحصار.

 

شركات النقل ترفع إشارة الخطر

مدير الهيئة العامة لتنظيم شئون النقل البري اعتبر ما تقوم به دول العدوان من احتجاز لسفن المشتقات النفطية بمثابة حكم إعدام على الشعب اليمني خاصة في قطاع النقل البري, مؤكدا أن شركات النقل الجماعي رفعت إشارة الخطر وأبلغت عن وصولها إلى حالة الإغلاق الكامل.

 

توقف المنشآت الصناعية والآلاف الأيدي العاملة

 

من جانبه قال وزير الصناعة والتجارة عبدالوهاب الدرة: أن احتجاز سفن النفط وحصار مطار صنعاء جريمة ابادة ستؤدي الى توقف المصانع والمنشآت الصناعية وآلاف الأيدي العاملة, حيث طالب الامم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات المعنية الضغط على العدوان للقيام بمسؤولياتهم لرفع الحصار والعدوان والسماح بدخول السفن تفادي لأي كارثة إنساني, مؤكداً على تحييد الاقتصاد التي اطلقتها الغرف التجارية بما يضمن استمرار توفير حاجيات المواطنين في جميع المحافظات.

 

التخاذل الدولي تجاه العدوان

 

الشركات الوطنية المنتجة للدواء في اليمن أعلنت عن وجود تراجع في التصنيع المحلي بسبب عدم توفر المواد الاولية نتيجة الحصار واحتجاز سفن المشتقات النفطية, وشجت كل اشكال التخاذل تجاه العدوان الذي امعن بالحاق الضرر بالشعب اليمني, في الوقت نفسه طالب الإتحاد اليمني لمنتجي الأدوية إلى فك الحصار عن الشعب اليمني وتحييد الاقتصاد من خلال التعجيل بفتح ميناء الحديدة ’ مؤكدا على عدم المساس بالوقود والمشتقات النفطية لما تمثله من اهمية في المصانع والمستشفيات وبقية المرافق وارتباطها بحياة المواطن.

 

الجهاز الصحي على وشك الشلل التام

 

وفيما تواصل دول العدوان احتجاز السفن النفطية ومنع وصولها ميناء الحديدة أكد مدير عام مكتب الصحة بمحافظة عمران: أن الجهاز الصحي على وشك الشلل التام, وأن الأطفال هم الفئة الأكبر عرضة للوفاة جراء عدم وصول مشتقات النفط.

 

كما حذر من حدوث الكارثة الإنسانية, محملاً الأمم المتحدة كامل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية إزاء الصمت على منع العدوان لدخول المشتقات النفطية للشعب اليمني.

 

 الموت يتهدد حياة الآلاف المرضى

أرقام مخيفة أعلنها متحدث وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أمس الأول للمشافي والمراكز الصحية التي يتهدد الموت حياة الآلاف المرضى بداخلها بسبب استمرار العدوان ومنعه للمشقات النفطية, مشيرا إلى أن أكثر من 120 مستشفى و3000 مركز صحي ومستشفيات خاصة وصيدليات ومختبرات وبنوك الدم مهددة بكارثة, وتقلصت ساعات العمل فيها بسبب انعدام الطاقة وشح المشتقات النفطية.

 

البيئة المتضرر الآخر

 

 المدير التنفيذي لصندوق النظافة المهندس محمد شرف الدين حذر هو الآخر من كارثة بيئة مرتقبة نتيجة انعدام المشتقات النفطية التي أدت إلى توقف 400 إلى 450 سيارة تابعة للنظافة عن العمل.

 

يأتي تشديد تحالف العدوان من حصاره، بعد مرور 17 يوماً على إعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط مبادرة السلام الشامل لإيجاد حلول سياسية تنهي معاناة الشعب اليمني تضمنت إيقاف الهجمات الصاروخية البالستية والمجنحة والطيران المسير على النظام السعودي, بعد عملية توازن الردع الثانية التي استهدفت معامل وخزانات بقيق وهجرة خريص التابعة لشركوا أرامكو النفطية شرقي السعودي وقضت على نصف انتاج النفط السعودي, وذلك مقابل إيقاف السعودية عدوانها بشكل عام على اليمن, وتمسك الرئيس بحق الرد بعمليات كبرى أشد إيلاما في عدم الانصياع لهذه المبادرة.

 

 مبادرة السلام اليمنية الأوحادية التي وصفها مراقبون ونخب سياسية عربية وعالمية فرصة لخروج النظام السعودي من الورطة في المستنقع اليمني وطوق نجاة لها واعتبرها سفراء خطوة هامة وأرضية داعمة للسلام في المنطقة, غير أن السعودية ضربت بها عرض الحائط, مفضلة لغة الحرب على السلام والحوار , وارتكبت عدد من المجازر الوحشية بحق أبناء الشعب اليمني خلال الأسابيع القليلة الماضية, وزادت من شدة حصارها البري والجوي والبحري مضيقة الخناق, وهو ما ينذر بكارثة كبرى بدأ ظلها يخيم على اليمنيين رغم التحذيرات والنداءات والاستغاثات المتكررة من جميع وزارت الدولة التي طالبت مجلس الأمن الدولي وحقوق الإنسان والأمم المتحدة وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والعالمية ودعت إلى التدخل العاجل لإنقاذ اليمنيين من الخطر المحدق جراء تعنت دول العدوان وإغلاقه مطار صنعاء الدولي واحتجاز سفن المشتقات النفطية عراض البحر, حيث عمدت إلى تصعيد أعمال القرصنة واحتجاز السفن الغذائية والنفطية بدلاً من تقديم خطوات نحو السلام.

 

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com