المنبر الاعلامي الحر

ثورة 14 أكتوبر ذكرى وتذكير

ثورة 14 أكتوبر ذكرى وتذكير

 

يمني برس- كتب- سارة الهلاني

 

قبل 56 عاماً انطلقت في 14أكتوبر 1963م في المناطق الجنوبية من اليمن ثورة ضد الاستعمار البريطاني ، انطلقت من جبال ردفان العالية والتي منها علت هامة المواطن اليمني الجنوبي خاصة آنذاك ، كانت بقيادة راجح بن غالب لبوزه الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة ، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر  واتبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة ” الأرض المحروقة ” التي من خلالها خلفت كارثة إنسانية فضيعة الأثر والأسلوب.

 

العدو البريطاني احتل عدن ليس مُحباً لرخاء ابنائها ناوياً الخير لسكانها بل كان ومازال كأي عدو غازً طامع الثروة والبلد وهو نفسه العدو التاريخ لليمن والحلف الوفي للعدوان السعودي الإمارتي حالياً .

 

كان لثورة 14 أكتوبر أهداف سامية صحيحة المبدأ والقانون ولعل أهمها وهوالهدف اذا ماتحقق سارت بقية الأهداف تبعاً له وخدمةً لحكمه وهو: إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحوالوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية.

 

وبفضل من الله وارادة عز من الأحرار الثوار نجحت الثورة ودحرت 30000 من الجنود البريطانيين وخرجوا صاغرين مهزومين لاجدوى من جحافل غاراتهم ودبابات عدوانهم.

 

ثورة 14اكتوبر هي “ذكريات العزّ، والمجد، والحرية لشعبنا العزيز..” كما قال السيدالقائد

هي محطة ثورية تحررية ومثال واضح لصورة الديمقراطية والسيادة وشرعية الوطنيين ، على ال56 عاماً يقف كل يمني يمعن نواظر روحه لتلك الدماء التي أسبلت النصر والاستقلال وافندت عُرى التوحد والاعتصام ، يُقتبس منها دلالات مهمه لغلبة الحق وضعف المعتدي.

 

لم يتقمص الثوار حينهم دور الراضي بحال الإستعباد والاذلال رغم وجود كل اساليب المحتل البريطاني للتضليل وتسيس أوضاع البلاد لصالحهم ، بل ان الوعي بنظرية المؤامرة على بلادهم وصحوة ضمائرهم إزاء جرائم الغازي البريطاني قادتهم لجادة الموقف ورشُد الأبطال فما ذاق البريطاني منعم الا علقم الحمية اليمانيه وشرب من فوهات بنادقهم زعاف الإباء ودحروه ، فما مكث كثيراً إلا وزجروه ملعوناً .

ولعنة العار تضرب من لا يتذكر ب14اكتوبر كرامة اليمني ودمه المفدى به على مر السنين تضحية لقيم الدين وتربة الوطن.

14 أكتوبر ماأحوجنا أن نتذكر بها كيف نواجهه عدواً واجهه شهداء ورجالاً قبل 56 عاماً ، ونتذكر منها توحد الأطياف يداً واحده تضرب جمجمة الغازي فتهش عظمه وتمحي وطئته من ارضنا ، نتذكر منها صلابة الاعتصام بحبل الله واندماج دم الحر اليمني جنوبياً كان أم شمالياً.

 

ألسنا نواجه الآن عبدة البريطانيين والأمريكين ، وبنفس الخطوات الاحتلاليه والإجرامية؟

أليس يراد باليمن تمزيقاً وتشريداً وتفريقاً لإبنائه كما أرادت بريطانيا؟

أليست استراتيجية اليمن ومنافذة البرية والبحرية هي محط أطماع السعودية والإمارات ؟

أليست تراق دماء اليمنيين وتنهب ثرواتهم وتحاصر لقمة عيشهم ؟

جميعهم الجنوبين والشمالين في اليمن هم مائدة احتلال اليوم فما الذي يُعمي اعيننا أن نبصر مواجهتهم كما واجهناهم بالأمس؟

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com