المنبر الاعلامي الحر

عبدالملك العجري كتب مقالاً بعنوان : صدى المسيرة في مواجهة عقد من قصف العقول

يمني برس _ أقلام حرة 

بقلم/ عبدالملك العجري [email protected]

عبدالملك العجري
صدى المسيرة إضافة جديدة لبلاط صاحبة الجلالة وللحقل الإعلامي التابع لانصار الله ,وهي إضافة -وان جاءت متأخرة نوعا ما- تأتي إدراكا لدور الإعلام في برمجة العقول والقلوب وتشكيل وعي الجماهير ولأهميتها كأداة من أدوات إدارة الصراع وإرادة الهيمنة وأكثرها خطورة نظرا للوظيفة المزدوجة للإعلام اذ يتحول الى مصدر لتدمير المجتمعات وتلويث السلوك عندما يشتغل منفصلا عن منظومة القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية .
صدى المسيرة في يوم ميلادها أمامها مهام صعبة وجسيمة فهي إذ عليها ان تتمثل أوجاع وطن أثقلته الأزمات ومرهق بالصراعات من كل شكل ,في الآن نفسه تواجه تركة عشرية كاملة من القصف المركز والمكثف لميليشيات الإعلام بقصد التشويه المنضم لجماعة أنصار الله وإلصاق كل المساوئ الأخلاقية والسياسية والنقائص الدينية والانحرافات الإيديولوجية بها.,ونجاحها يحسب بقدر ما تحرزه من نجاح في رفع الضبابية التي لا تزال تلف انصار الله وتشوش الرؤية حولهم ,وفي تبديد الصورة الفلكلورية التي كرسها النظام السابق كما اللاحق بالذات المافيا الاعلامية للاخوان (القاسم المشترك بين النظامين) وابراز الصورة المدنية لانصار الله كجماعة وطنية ، قادرة على التعايش مع الآخر، والتحاور معه ،والإسهام في صياغة ملامح مجتمع سياسي وثقافيّ تعدّدي بامتياز

على امتداد الأعوام الماضي عمدت قوى النظام إلى استخدام عدد من الاسترتيجيات الإعلامية لإخراج جماعة أنصار الله بأسوأ وأحط صورة وتخليق كليشهات مؤبلسة في الوعي الجمعي عنهم تبشعهم و تغتال آدميتهم لتبرير تدميرهم معنويا وجسديا واصطفاء وقائع محددة والتركيز على جوانب معينة وجعلها الأكثر بروزا وتضخيمها ومقاربة المشكل بطريقة مؤدلجة تنظر لها من نافذة الحزب او الجماعة او القبيلة أو الطائفة ونشر الفوضى وتعميق الكراهية واطلاق الأغلال الطائفية.

ويمتاز خطاب المافيا الإعلامية للاصلاح عن غيره بغوغائيتيه وفاشيته الزاعقة وانحكامه لانحيازات نفسية وأيديولوجية طائفية واعية في الأغلب وغير واعية, فطوال الفترة الماضية يلعن ويشتم ويتهم يبخس يحقر يشنع يجرم يقصى يشوه يفتري يستلعي

سعى الخطاب الاعلامي لهذه القوى لترسيم صورة فلكلورية مؤسطرة عن انصار الله ولديه ولع بكل ما هو عجيب وغريب وخارج عن مألوف البشر وطباع العمران كالحديث عن الليالي الروحية والتنويم المغناطيسي وغسيل الدماغ والليالي الحمراء وليلة 27 من شعبان الصاخبة و ليلة الإفاضة التي يختلط فيها الجنسان ،وكان طول أمد المواجهة في الحرب قد شكل حرجا للحكومة اليمنية ومن اجل ذلك أسرف البعض في تصوير تعقيدات تضاريس المنطقة الطبوغرافيا والمرتفعات و الشواهق والأحراش و الالتواءات و الاحقاف كما وأصبحت منطقة مران حيث كان يقيم حسين بدر الدين الحوثي أشبه بقلعة الاموث او المرت للزعيم الباطني الحسن بن صباح المليئة بالإسرار والألغاز

هذا الخطاب يرتبط بفكرة المكافحة اكثر من أي شي اخر بقصد تطوير موقف سلبي عدائي والطبيعي لتبرير الرد الأمني والقمع الفكري والسياسي والعسكري ,خطاب لا يخفي انه موجه سياسياً لتكريس صورة نمطية ويجتهد أن يضيف إليها الكثير من الفنتازيا تلحق أنصار الله بعالم الظلام وتنسبها لمحو الشر برئاسة “يزدان ” الاله الشرير في العقيدة الثنوية لزرادشت (المجوسية).
وقراءة نماذج من هذا الخطاب تكشف عن نفس عنصري مضمر أو ظاهر ,ونزوع نرجسي من الإحساس بالتفوق والتميز المعرفي ودونية الآخر ,.

والإغراب في الحديث عن صعدة وعن إنسان صعدة البدائي المتخلف الراكن على الغيب المطمأن إلى كلام الكهان والمشعبذين ,بسيط وسطحي ساذج تمر عليه الخرافة بيسر وأحيانا يستخدم مصفوفة من النعوت المتناقضة لا تقبل التركيب فهو مرة شبقي إباحي جبان غادر همجي وأحيانا متدين بتطرف يحرم السماع قاتل دموي متوحش ., وحكاية المقاتل الحوثي “ابوعينين من الخلف “البدوي المتوحش الدموي القاسي عديم الرأفة المزهو ببؤسه ,وملابسه التقليدية المهلهلة وأظافره الخشنة والبقع السوداء والداكنة المتناثرة على خريطة جسمه ..الخ

وكأن إنسان صعدة وما حولها يختلف في بعض خصائصه الفيسيولجية الخارجية للإنسان الطبيعي و بطريقة تكاد تخرجه من شكله الآدمي وتحوله لكائن غريب متوحش الى استحياء الخطاب الخشبي للستينات بكل مفرداته واستدعاء مناخات الحرب الاهلية بكل افرازاتها وعواطفها وذلك برسم إحداثيات مشوهه لخارطة الاجتماع اليمني وتكريس ذاكرة جمعية عدائية نحو بعض الفئات الاجتماعية وتذخير الضمير الوطني بشحنات مكثفة من أفكار الغل العنصرى وتبخيس الرأسمال الزيدي وتشكيل صورة ممقوته عن الموروث المعرفي والتاريخ السياسي للزيدية واستهداف رموزهم التاريخية وخلق مناخات نفسية وايديولوجية مشحونة بالعواطف الثأرية والعصبوية وتصوير انصارالله امتدادا لتك المؤامرات التي تتربص شرا بالثورة والجمهورية ولا ترى فيها الا ردة سياسية ضدا لعملية التحول الذي أحدثته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962 وتصويرهم جماعة عقائدية مغلقة او تجمعا دينيا و سياسيا طائفيا يقاتل من اجل استعادة أمجاد غابرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com