أسطورة القائد المتفرد الذي لا يشبهُ إلا نفسه
الرئيس الشهيد الصماد رجل المسؤولية تألق نور الحق على لسانه فسطع كأنّه البرق الذي يكاد يخطف البصر من سناه و على يديه التحق بالمشروع القرآني الكثير من القادة العسكريين والسياسيين والأكاديميين ، و تعرّفوا على الحق من خلاله ، وتأثر به الكثير من الضباط منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، و قد قالها الشهيد الحميري :” انطلقت في هذه المسيرة المباركة بفضل من الله ( سبحانه وتعالى ) وبمعاملة الصماد القرآنية خلال المفاوضات مع الأنصار في الحرب السادسة ، وأخذت برائع كلماته ، وارتحت لعميق مبادئة وأخلاقه في تعامله معنا ، و قد كنا خصوما ”
نعم إنه الصماد الصامد في وجه قوى الطاغوت والاستكبار العالمي .. كانت حكمته نقية صافية، ورؤيته قرآنية عميقة ثاقبة ، وتسليمه لأعلام الهدى وتوليه لآل البيت عظيما .. يمكنك أن تسميه برهان الله ، أو تنعته بنور الحق ، أو تلقبه بمجد السماء ، أو تناديه بحارس الوفاء .
كان رقيقا ودودا صافيا ، وكان ذكيا عبقريا حكيما سياسيا عسكريا محنكا ، كان وهو الرئيس و مع كثرة انشغاله إلا أن الفقراء والمساكين والمستضعفين كافة كانوا قبلة روحه كانت خطاباته قرآنية بخلاف زعماء وقادة العالم .. كان رجلا تهابه قوى الطاغوت وعلى رأسها أمريكا و إسرائيل ؛ لصدقه مع ربه و إخلاصه لدينه وأمته و وطنه وشعبه ؛ لذلك تحركت الطائرات الأمريكية لاغتياله .. كان يفضح الأعداء وزيفهم ببرهانه ، و يحارب الفساد و الاستبداد ببيانه وقوته ، كان محبا للمجاهدين والمرابطين في ساحات القتال في جميع الميادين ، وله تعبير لم يسبقه فيه غيره : ” مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا ” .
عاش حياته كلها سلسلة متصلة من المعارك حامية الوطيس ضد أعداء الله والوطن من قبل بزوغ الثقافة القرآنية في مران ، وكانت نشوته تبلغ مداها حينما تنهدّ قواه وينبري جسده وهو يصارع أعداء الدين في حلبة الصراع الأزلي بين الحق والباطل فاضحا للأعداء وزيفهم ، مجندلا جحافلهم وجيوشهم .
كان جادا مخلصا دؤوبا في خدمة الشعب ، وله كلمات لم يسبقه بها حاكم على وجه الأرض : ” دولة للشعب وليس شعب للدولة ” ، كان يحمل آلام الشعب المتعبة على كاهله فلا تراه أبدا إلّا مهموما محزونا مما أصاب الوطن جراء العدوان السعو صهيوني ، وما كانت نهايته المشرفة شهيدا في ميدان في سبيل الله بغارات طائرة أمريكية إلّا دليلا على أنه كان مع ربه و على موعد لقاء بالأنبياء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا !!