المنبر الاعلامي الحر

في محاولة للخلاص منها… أردوغان يصدّر أزماته الداخلية إلى الخارج

في محاولة للخلاص منها… أردوغان يصدّر أزماته الداخلية إلى الخارج

يمني برس:

 

يتعرض رئيس النظام التركي رجب أردوغان، إلى المزيد من الأزمات داخل بلاده، وأبرزها الأزمات الاقتصادية المتوالية، ما أدى إلى انشقاقات كبيرة شهدها حزبه”العدالة والتنمية”، طالت كبار قادة الحزب. وقد أتت هذه الانشقاقات على إثر الديكتاتورية التي يمارسها أردوغان على حزبه وبلاده بآنٍ واحد.

 

هذا ما جاء في مقال تحليلي عرضه مركز الدراسات الاستراتيجية، والذي أشار إلى أن حزب “العدالة والتنمية” الذي يتزعمه أردوغان شهد سلسلة استقالات، كان أبرزها استقالة رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داوود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان.

 

ويبيّن المقال أن هذه الانشقاقات المتتالية أتت اعتراضاً على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم، ما أدى إلى انخفاض عدد أعضاء حزبه خلال عام واحد بمقدار ٧٨٨ ألفاً و١٣١ عضواً بحسب ما أعلنته المحكمة العليا، وشكّل ذلك حالة كبيرة من الذعر في أروقة “العدالة والتنمية”، دفعت قادته للبحث عن حلول وصيغ لوقف هذا الانهيار.

 

ويرى المقال، أن الأزمة الحادة التي يمر بها أردوغان داخل حزبه، دفعته بشكل أو بآخر لتصدير أزماته إلى خارج الحدود التركية حتى وصلت إلى التدخل العسكري التركي المباشر في بعض الدول، وهذا ماحصل في سورية وفي ليبيا، وقد حاول أردوغان تبرير ذلك بمزاعم وصلت إلى درجة الهذيان، حين قال في تصريحات له، إنه إذا لم يتدخل في سورية وليبيا والبحر المتوسط والمنطقة، فإن الثمن سيكون باهظاً مستقبلاً.

 

إلا أن مراقبين،وفقاً للمقال، أشاروا إلى أن أردوغان سيدفع ثمن مغامراته باهظاً، وهو ما ظهر جلياً في انخفاض شعبيته والانتقادات التي يواجهها في الداخل، وكذلك الانشقاقات التي تضرب حزبه” العدالة والتنمية” اعتراضاً على سياساته الداخلية والخارجية التي جعلت أنقرة في عزلة رغم التبريرات التي ساقها بأن “تدخله العسكري في ليبيا جاء فقط لتدريب قوات حكومة السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر”.

 

ويخلص المقال إلى أن أردوغان يدفع ثمن مغامراته الخارجية التي أراد من خلالها تصدير أزماته الداخلية، إذ ما زال يعاني من نزيف دائم من قبل الداعمين له في الداخل، وهو بذلك يفقد “قاعدته الشعبية”، فتصدير الأزمات الداخلية إلى خارج الحدود لا يعني بالضرورة وقف هذه الأزمات، وإن السياسة التي يتبعها أردوغان ستنقلب عليه، والأحداث الجارية تثبت ذلك.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com