المنبر الاعلامي الحر

الأسلحة النووية.. رعب على مصير البشرية

الأسلحة النووية.. رعب على مصير البشرية

يمني برس:

 

أخذ مجال الأسلحة يتطور سريعاً مع بداية القرن العشرين الذي شهد حروباً دولية وعالمية واستعمارية لم يشهدها التاريخ من قبل، حيث تفننت الدول العظمى في اختراع وتطوير أسلحتها، وأبرزها السلاح النووي الذي كان قد استعمل في وضع نقطة نهاية للحرب العالمية الثانية.

 

يعد السلاح النووي من أخطر الأسلحة نظراً لقوته التدميرية الهائلة التي تعتمد على عملية الانشطار النووي، ما يجعل قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر بكثير من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية، حيث تبلغ 40% إلى 60% من الطاقة الإجمالية للقنبلة التقليدية، ناهيك عن تأثير الضغط الناجم عن انفجار هذا النوع من الأسلحة على المباني والمدن، إضافة إلى تأثيرها على جميع أنسجة جسم الإنسان، فهي تؤثر أيضاً على العضلات والعظام وتحدث تمزقاً شديداً فيها، كما تتعرض الأعضاء البشرية التي تحتوي على غازات كالرئة والأمعاء والأذن إلى الانفجار نتيجة الضغط الشديد، ما يؤكد أن بإمكان قنبلة نووية واحدة تدمير أو إلحاق أضرار فادحة على المستويات كافة، وتطلق الأسلحة النووية كميات هائلة من الإشعاع يستمر تأثيرها لفترات طويلة، وهنا تكمن خطورة السلاح النووي.

 

يعود تاريخ السلاح النووي إلى ثلاثينيات القرن العشرين عندما تعاونت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا خلال الحرب العالمية الثانية فيما كان يسمى آنذاك «مشروع مانهاتن» لمواجهة برنامج التسلح النووي الألماني المحتمل والذي كان في ذلك الوقت من أكبر المشاريع الصناعية على الإطلاق.

 

في 12 نيسان عام 1945 توفي روزفلت، واستلم نائبه هاري ترومان الرئاسة، وفي الوقت الذي استسلم فيه الألمان في 8 أيار عام 1945 كان مشروع مانهاتن ما زال بعيداً عن إنتاج قنبلة نووية صالحة للاستخدام، ونظراً للصعوبات التي واجهت قنبلة البلوتونيوم قررت الولايات المتحدة إجراء أول اختبار سلاح نووي، حيث فجرت أول قنبلة نووية كانت معدة للاختبار في 16 تموز عام 1945 في منطقة تدعى صحراء ألاموغوردو في ولاية نيو مكسيكو وسميت باسم القنبلة «أ» وعلى أثرها تم إرسال نتائج نجاح الاختبار إلى ترومان، حيث أعلمت الإدارة الأمريكية آنذاك كل من القادة العسكريين تشرشل وستالين بنجاح السلاح الجديد.

 

وفي 26 تموز خيرت اليابان من الولايات المتحدة وحلفائها إما الاستسلام أو الدمار الشامل، وعندما رفضت أمر ترومان بإسقاط القنابل على المدن اليابانية مثل كيوتو وهيروشيما ويوكوهاما وكوكورا وكيوتو التي استبدلت بمدينة ناغازاكي نظراً لوضعها التراثي.

 

في 6 آب عام 1945 ألقيت «قنبلة الولد الصغير» على هيروشيما، وبعد ثلاثة أيام ألقيت «قنبلة الرجل البدين» على ناغازاكي، ليُقتل ما لا يقل عن 100 ألف ياباني بين مدني وعسكري، إضافة إلى وفاة عشرات الآلاف من المدنيين بسبب متلازمة الإشعاع الحادة وأمراض السرطان التي سببها الإشعاع، واستمر تهديد ترومان بإبادة اليابان إن لم تستسلم، ما دفع الإمبراطور هيروهيتو لإعلان الاستسلام في 15 آب، ووقعت في 12 أيلول من العام ذاته وثيقة الاستسلام من دون قيد أو شرط، وفيما بعد أصبح لظهور هذه القوة اللامتناهية «السلاح النووي» تأثيراً واضحاً في ظهور الولايات المتحدة كقطب عالمي من الصعب مواجهته بعد أن هيمن على نصف الكرة الأرضية في مواجهة الاتحاد السوفييتي الذي كان يشكل القطب الآخر في سباق بينهما يعرف باسم سباق التسلح.

 

إن انتشار الأسلحة النووية في العالم يعني احتمال تدميره ويمكن أن يحصل ذلك إذا ما أسيئ استخدام الطاقة النووية التي يمكن أن تكون مصدر رفاهية للشعوب عندما تستخدم لأغراضها التنموية، لكن غطرسة بعض الدول وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية تجعل من هذه الطاقة مصدر رعب على مصير البشرية خاصة إذا ما تحولت إلى سلاح مدمر.

 

عن «مركز الدراسات الإستراتيجية العالمي»

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com