المنبر الاعلامي الحر

أعياد مؤجلة .. حتى عودة أبطالها

أعياد مؤجلة .. حتى عودة أبطالها

يمني برس:

 

تحتضن جبهات القتال المستعرة في الداخل وما وراء الحدود أسودها المقاتلة التي تحصد الانتصارات بشجاعة وبسالة المحارب اليمني الذي يترجم عيده بكسر زحف للعدو أو اقتحام للمواقع او ضربة موجعة تسقط رهان المعتدي الخاسر ..فيما تحتضن أمهات الأسود صور أبطالها وتؤجل الفرحة والعيد الى حين معانقة الأصل لا الصورة ..

 

سطور وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نقلت بعض الصور العيدية لأبطال اعيادهم جبهاتهم يعشقون سبر أغوار الموت عبر العزف على إيقاع  مواجع العدو لا يهمهم الوقت والمناسبة وأجواءها بقدر ما تعنيهم الفريسة  والتنكيل بها … وأسر بارعة في حياكة الصبر والدعاء تنتظر عودة المجاهد وتودع الشهيد بقلب مؤمن مطمئن .

 

أجواء عيد جهادية

 

سيظل عيد ام عبدالرحمن الشامي مؤجلاً إلى حين عودة أبنها وزوج ابنتها من معركة النفس الطويل ودعائها لهما ولجميع المجاهدين بالنصر والثبات والعودة الحميدة التي يتلهف لها صغير الأسرة وكبيرها وليس لها سوى انتظار عيدها الذي لا بهجة ولا فرحة إلا بحضور ولدها وتواجده معها خاصة وانه اول عيد لعبدالرحمن في الجبهة ولذا القلق يحاصر ويلازم والدته التي تطمن ابنتها على زوجها بين الحين والأخر فيما تحاصرها وترافقها مشاعر الأمومة المفعمة بقلق وخوف الفراق .

 

في حين يسرف “ابو جلال ” في وصف إقدام وشجاعة وبسالة بطله  الشهيد الملقب بالمقتدى في تسطير موقف الدفاع عن الأرض والعرض وعن التضحيات الجسام التي قدمها على ارض المعركة ليكون عيد الأضحى  لهذا العام هو الذكرى الأولى لاستشهاد أبنه الاكبر ويرى ابو جلال أن العيد الحقيقي هو الانتصار والبطولة التي يتولى الجيش واللجان في تحقيقها والشهيد “المقتدى” سيكون حاضرا وبقوة في اجواء العيد وان غيبت الشهادة وجوده بينهم إلا ان فرحة هزائم العدو والتنكيل به تجدد حضور المقتدى في كل لحظة .

 

 

يربط الله على القلوب ويثبت الاقدام لتعزيز عوامل الصمود ويضرب هؤلاء الصناديد أروع الأمثال في التضحية  والوفاء ويتمترس الغائب عن أسرته بموقعه  في معارك الصمود  ليحمي ويدافع ويكسر شوكة العدو الذي يتم التنكيل به وتلقينه اقسى الدروس ..

 

 

ثلاثة أعوام وأعياد المجاهد صدام تتوالى  في الجبهة مع رفقاء الدرب والقتال والذي اعتبره التزام امام الله سبحانه وتعالى وفي وصفه العيد الذين يباشرون صباحه بالتكبير والتسبيح والتهليل ومن ثم الإستماع الى خطبة وصلاة العيد عبر الإذاعة من الجامع الكبير بصنعاء بعدها يبدأ الجميع بالسلام والمباركة فيما بينهم بعيون واذان مفتوحة على العدو الذي يظن أن مجاهدي ومقاتلي الجبهات سينصرفون عن مواقعهم فيكثف المرتزق زحفه وتسلله وخروقاته في هذا التوقيت وفي هذه الأجواء ولكن قوة الله تردعهم ويصبحون فريسة يسهل التربص بها .

 

رسائل النصر

 

يضيف المجاهد صدام ان الألفة التي تعم المكان رغم بعد الوالدين والزوجة والأطفال لا يمكن وصفها خاصة عندما يتزاور المقاتلين فيما بينهم ويطلق عليها “ارتاب المحاور”  ويتم استقبالهم بالبرع  والزوامل  والترحيب والمباركة التي تصرف هموم  التفكير في الأهل وأحوالهم وتتضاعف المشاعر بهجة وسرور عند زيارة القادة لهم ومعايدتهم وكذا وصول القوافل العيدية المحملة بالكعك والحلويات وجعالة العيد والتي تخط عليها الأم والأخت والزوجة عبارات “عيدكم مبارك” و “كل عام وانتم بخير” و”الله ينصركم على عدوكم” والمح صدام في كلامه الى الرسائل التي تضعها الأسر وسط القوافل العيدية والتي تحمل دعوات الأمهات بالنصر والثبات والرجوع بالسلامة هذه اللحظات التي يعيشها المجاهدين في جبهات القتال تسند المقاتل وتعينه وتنسيه المتاعب والألم .

 

المسؤولية التي تحدث عنها المجاهد صدام يؤكد استشعارها العميد / الهيثم منصور نمران قائد لواء مراد من جبهة الماهلية والعبدية بقوله  “ان الواجب الديني والوطني للدفاع عن الوطن من المحتلين والغزاة والدواعش والمرتزقة يحتم علينا ان نكون العيون الساهرة المرابطة  والذي فضلنا عيش أجواء العيد في سبيل الله بعيد عن الاهل والأحبة وهذا الشعور له الأثر الكبيرفي القلوب ونحن مرابطين مع اخواننا المجاهدين من ابطال الجيش واللجان في سبيل الله “.

 

 

ولا يرى العميد الهيثم “ابوالحسن”  في عيون المجاهدين سوى التحدي والإستمرار مهما كانت الصعوبات التي تواجههم خاصة وان هدف الجميع وقضيته ومشروعه قائمة على نهج المسيرة القرأنية وثقافة القرأن .

 

في حين ينهي صدام حديثه عن عيد الجبهة بأبيات والقول للشاعر :

 

عيدنا فوق رؤس القمم .. يا شامخين الهمم

 

كل مؤمن على ما التزم .. يقضي مع الله عيده

 

عيدنا حسم يشفي الألم .. نقمه على من ظلم

 

في رضى الله وأمر العلم .. نمضي على ما نريده

 

إدخار الصبر

 

يردد عيسى “طفل التاسعة” زامل ” بفضل الله نوينا العيد في مأرب ” وهي  الكلمات المفضلة  لدى والده الذي ينتظر الجميع عودته من الجبهة  بعد عيد الأضحى المبارك ويكرر عيسى زوامله التي يسمعها جميع افراد الأسرة في أغلب الأوقات نزولا عند رغبته …تقول “أم نايف” الأخت الصغرى لأبوعيسى ان والدها ووالدتها ينتظرون عودة اخيها بالسلامة ليستشعر الجميع فرحة العيد واجواءه  وأن صورته لا تفارق ذاكرة الجميع خاصة وأنه الأكبر في العائلة وحضوره يمثل الكثير بالنسبة لهم .

   

 

ام محمد تستكمل تجهيزات العيد مع بقايا صبر تحاول إدخاره الى حين عودة بطلها من الجبهة ورغم تطمينه لوالدته في كل مرة يعود فيها من الجبهة ان لا قلق في هذا الجانب لان القوافل العيدية التي ترفدها الأسر من مختلف المحافظات تشعر انه في بيته ووسط أهله رغم الأوقات الصعبة التي تمر بهم.

 

 أعيادنا جبهاتنا

 

في جبهة قانية بالبيضاء  يقول المجاهد أسامة “ابو صمود” ان المجاهدين لا تغفل جوارحهم عن العدو الذي يكثف زحفه وتسلله وخروقاته وتحليقه المكثف من قبل الطيران خاصة في مثل هذه المناسبات أيام العيد ولان الله قذف الرعب في قلوبهم يقاتلون بدافع الخوف والقلق محيط بهم من كل جانب ..واضاف اسامة ان براعة المجاهد في المواقع تأتي من إيمانه القوي واطمئنانه واستشعاره السند الألهي له في كل جانب لذلك يرى اسامة ان العيد الحقيقي بالنسبة له هو بين اخوانه المرابطين حتى تنعم الأم والأخ والأخت والزوجة  بالأمن والأمان.

 

 

الشيخ قايد الذنابه نمران نائب رئيس التلاحم الشعبي القبلي الإجتماعي “قبيلة مراد” يؤكد ان طبع العدو التربص بالفرص خاصة في الأعياد لذلك تجده يحاول الاستفادة من خلال الخروقات والتسللات الا ان المجاهدين لهم بالمرصاد فهم العين الساهرة الصامدة لكل زحوفاتهم واختراقاتهم لذلك جميعهم لا يأبى إلا الثبات والصمود في جبهات العزة والشرف تحت شعار اعيادنا جبهاتنا .

 

 

وتوثق ذاكرة نائب رئيس التلاحم الشعبي زياراته للجبهات في الأعياد ان معنويات المقاتل اليمني تعانق السحاب ويمكن استمداد العزة والصمود من ثباته ومرابطته والنصر القريب حليفهم وموعدهم من الله الذي لا يخلف وعده قال تعالى (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) وكلمته لهؤلاء الأسود ” انتم تجودون دائما بأرواحكم وراحتكم في سبيل الله والرباط المعهود منكم في الأعياد ليس له مثوبة وأجر الا من الله سبحانه وتعالى”  وأبلغ تحياته لكل الأبطال بقوله “سلام الله عليكم يا رجال الرجال”

 

تنهي (سبأ) وقفتها العيدية مع المقاتل الذي يتمركز ويتمترس في موقعة الذي يحتم عليه واجبه القيام به مخاطرا بروحه التي اهداها فداء لتراب وطنه فيما انتظار لحظات اللقاء  حليف اسرته التي تقتل ويلات الفراق في هذه الأيام المباركة بالدعاء والثبات وعودة الجميع بحفظ الله وسلامته.

 

سبأ: استطلاع/ سوسن الجوفي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com