المنبر الاعلامي الحر

خبر سار لكافة اليمنيين.. إبتكار يمني فريد من نوعه سيخلص اليمن نهائياً من أزمات المشتقات النفطية (تفاصيل)

خبر سار لكافة اليمنيين.. إبتكار يمني فريد من نوعه سيخلص اليمن نهائياً من أزمات المشتقات النفطية (تفاصيل)

يمني برس:

 

في الوقت الذي يواصل فيه تحالف العدوان الأمريكي السعودي، حصاره الشامل والجائر على اليمن وحرمان شعبه من الحصول على الغذاء والدواء واحتجازه سفن المشتقات النفطية في عرض البحر، وذلك بهدف ضرب وسحق كافة مقومات الحياة في اليمن، وأمام ذلك لم يكن غريبا أو مفاجئا أن يجند الكثيرون من أبناء هذا البلد أنفسهم ليسخروا كل جهدهم وطاقتهم لدفع البلاء عن بلدهم وكل في مجال تخصصه، ومن بين هؤلاء المبتكر الشاب حسين مفضل الصبري الذي استطاع أن يقدم مشروعاً ابتكاريا يتمثل في تحويل المخلفات البلاستيكية إلى وقود (ديزل وغاز منزلي).. وهو ابتكار من شأنه أن يعمل على تخليص اليمن من الأزمات المتلاحقة للمشتقات النفطية المفتعلة من قبل تحالف العدوان.

 

صحيفة «لا» التقت المبتكر الشاب حسين الصبري، وأجرت معه حواراً تحدث فيه عن مشروعه الابتكاري، كيف بدأت فكرته، وما هي فوائده وإمكانية تطبيقه عملياً على أرض الواقع.

 

تحويل البلاستيك إلى وقود

 

 بداية لو تعطي القراء نبذة عن طبيعة الابتكار خاصتك؟

 

الابتكار هو عبارة عن عملية تحويل المخلفات البلاستيكية إلى وقود (سائل وغاز).

 

وتتم العملية عبر جمع مخلفات البلاستيك وطحنها، ومن ثم نقوم بإدخالها إلى المفعل، ويحدث تبخير لمركب البلاستيك، وبعد أن يتصاعد البخار يقوم المكثف الموجود في نهاية المفعل بمهمة تحويل البخار إلى سائل، وهذا السائل هو مادة الديزل، أما الغازات الهاربة التي لم تتكثف فتخرج على شكل غاز منزلي.

 

نتاج تجارب عديدة

 

كيف جاءت فكرة الاختراع؟

 

فكرة الاختراع جاءت بعد جهود من الدكتور نيازي العريقي الذي كان له الدور في الفكرة الرئيسية، ومن ثم فتح لي الطريق وأنا أكملت باقي المشوار حتى حصلنا على مادة الديزل بعد عدة تجارب خاطئة، بل إنه عقب أول تجربة قمت بها تم طردي من معمل الكيمياء الصناعية، بسبب حدوث عملية تسريب من المفعل، وفي المرة الثانية كانت التجربة أيضاً خاطئة ولم تنتج مادة الديزل، بعد التجربتين كنت قد أصبحت قريباً من اليأس، لكن مع التصميم قمت بالتجربة الثالثة التي تكللت بالنجاح ولله الحمد، وجاءت نتيجتها مبهرة جداً، حيث استطعت أخيراً الحصول على مادتي الديزل والغاز المنزلي.

 

فائدة مزدوجة

 

 هل باحتراق البلاستيك تنتج مادة الديزل؟ وماذا لو أحرقنا البلاستيك في إناء أو قدر شبيه بالمفعل خاصتك، هل سنحصل على ديزل أو غاز أم أن هناك سراً؟

 

نعم هناك سر، فالإبداع أو الشيء الذي جعل المشروع يحصل على جائزة هالت (hult pruze) الإقليمية وذاع صيته، هو استخدامنا لعامل حفاز، حيث يعمل هذا الحفاز على تكسير الروابط والسلاسل الهيدروكربونية لمادة البلاستيك بشكل أسرع وعند درجة حرارة قليلة قد تصل إلى 220 درجة فقط.

 

ثانيا: نستطيع الحصول على كميات هائلة من مادة الديزل، حيث نحصل من الكيلو الواحد على ما يقارب 600 ملي لتر، وقد قمنا حاليا بفحص العينات في الخارج، وكانت النتائج مبشرة جدا.

 

ونأمل هنا أن يجد المشروع طريقه للتطبيق العملي في بلدنا الحبيب، حيث إن له فائدة مزدوجة، الفائدة الأولى هي: التخلص من النفايات التي تؤدي إلى التسبب بالعديد من الأمراض، أما الفائدة الثانية فهي: القضاء على الأزمات المتلاحقة للمشتقات النفطية الناتجة عن استمرار الحصار.

 

بشكل مبسط

 

ما شرحته ربما يراه البعض معقدا، هلا تبسط الفكرة لنا، وللقارئ الذي لا يفقه في الكيمياء.. وأيضا نبذة عن المفعل خاصتك؟

 

المفعل عبارة عن وعاء مكون من الستيلس القوي، لديه فتحتان؛ إحداهما لإدخال المواد البلاستيكية والأخرى لخروج البخار.

 

ونحن نقوم بإضافة المواد البلاستيكية للمفعل، ومن ثم نضيف العامل الحفاز، ومن ثم مواد أخرى لطرد الأوكسجين حتى لا تحدث عملية الاحتراق، لأن الأوكسجين يؤدي إلى حدوث عملية احتراق، يعني تتحد ذرات الأوكسجين داخل المفعل مع ذرات الكربون الموجود بمادة البلاستيك مكونة ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز مضر للبيئة، لذلك نضيف مواد لطرد الأوكسجين، ومن ثم نغلق المفعل بإحكام، ثم نضع مصدراً للحرارة تحت المفعل بعد تثبيت مقاييس للضغط ومقاييس للحرارة، فيتصاعد بخار البلاستيك ويحصل له تكثيف بواسطة المكثف ويتحول إلى سائل، وهو مادة الديزل، بينما الغاز الهارب الذي لم يتكثف هو مادة الغاز المنزلي، ونكون بذلك قد حصلنا على مادتي الديزل والغاز المنزلي.

 

غير متوفر محلياً

 

ذكرت في إجابة سابقة أنك قمت بفحص العينات في الخارج وكانت النتائج مبشرة.. في أية دولة تم الفحص؟ وهل يمكن إجراء الفحص في اليمن؟

 

قمنا بإرسال عينات إلى جيبوتي لكي يتم فحصها هناك، وذلك لأن فحصاً من هذا النوع غير متوفر في بلادنا اليمن.

 

تكسير وتفكيك الروابط

 

هل هناك علاقة بين مادتي البلاستيك والديزل؟

 

سؤال مهم حول ميكانيكية أو علاقة البلاستيك بالديزل.. والجواب سيكون على النحو التالي:

 

عندما نقوم بإضافة المواد البلاستيكية للمفعل، فإن أول خطوة نقوم بها هي تشغيل مصدر الحرارة، فتبدأ عملية تكسير روابط مادة البلاستيك وتحولها إلى روابط شبيهة بروابط مادة الديزل.

 

بعد ذلك نقوم بإضافة مواد حافزة، هذه المواد تساعد على تفكيك الروابط الهيدروكربونية لمادة البلاستيك لتصل إلى روابط تشبه روابط مادة الديزل، ونحصل على ديزل، ولكننا متحفظون على ذكر هذه المواد «الحافزة» حتى يتم تسجيل براءة الاختراع.

 

«هالت» أخرت تسجيل براءة الاختراع

 

هل يعني هذا أنك لم تحصل بعد على براءة اختراع..؟ وما هي الموانع؟

 

سبق وأن تقدمت إلى وزارة الصناعة والتجارة في حكومة الإنقاذ بصنعاء، بطلب الحصول على براءة اختراع، وفعلاً قاموا بالتواصل معي للحضور من أجل تسجيل براءة الاختراع، غير أنني انشغلت في مسألة المشاركة في جائزة هالت (hult prize)، وهي مسابقة عالمية مخصصة لأفضل مشروع أو بحث علمي يخدم البيئة، وهي فرصة لا يجب تفويتها، وكان موعدها يتزامن مع الدعوة التي تلقيتها من وزارة الصناعة، فاعتذرت عن عدم الحضور، لكني سأسجل اختراعي في أقرب فرصة.

 

تفوق إقليمي

 

هل بالإمكان أن تحدثنا عن مشاركتك في جائزة هالت (hult prize)، وكذا عن طبيعة هذه الجائزة؟

 

جائزة هالت (hult prize) هي مسابقة علمية عالمية، وكما قلت سابقاً تهتم بأفضل مشروع أو بحث علمي يخدم البيئة، وتبلغ قيمة جائزة المسابقة مليون دولار.

 

تقام المسابقة على مستوى جميع أنحاء العالم وفق نظام التصفيات، أولاً على مستوى الجامعات في الدولة نفسها، ومن ثم على المستوى الإقليمي، وأخيراً على مستوى العالم، ونحن طبعا وفي جامعة تعز حصلنا على المركز الأول من بين 71 مشروعاً منافساً، وتأهلت للمسابقة الإقليمية التي أقيمت في جمهورية مصر، وحقق المشروع نجاحاً كبيراً بسبب وجود «الحفاز»، وكنت ضمن المتأهلين إلى المسابقة العالمية، ولكن في ما بعد تم إخطارنا بأنه تم إلغاء نتائج المسابقة الإقليمية في مصر، لأن بعض نتائجها لم تكن مضبوطة، وسيتم إعادة المسابقة في الأردن، ولكن بسبب انتشار جائحة فيروس «كورونا» وحظر السفر تعذر إعادة المسابقة، لكنني على ثقة تامة أن المشروع سيحقق نفس النجاح سواء في الأردن أو في غيره.

 

 كلمة أخيرة؟

 

أشكرك أخي مارش الحسام وأشكر صحيفة «لا» على هذه اللفتة الكريمة، كما أشكر الدكتور نيازي العريقي الذي لم يدخر جهداً ولم يبخل بأية معلومة ليمدها للمشروع، وتقديمه العديد من الأبحاث في هذا الموضوع، وأيضا أشكر كل من دعم وأسهم في تحمل تكاليف المشروع حتى وصل إلى هذه النتائج المرضية، وجعل من هذا العمل بحثاً عظيماً وقابلاً للنشر في الصحف العلمية والتطبيق في الحياة العادية.

 

كما أتمنى أن يسهم هذا الابتكار في تخليص بلدي بشكل عام من أزمة المشتقات النفطية الناتجة عن الحصار، كون الدراسات التي قمت بتقديمها أثبتت فعاليتها ونحاجها على أرض الواقع، ولكنني بحاجة إلى الدعم والمساندة من الدولة لإنجاح هذا المشروع الذي سيضمن الحصول على كميات وفيرة من الوقود بكميات قليلة من البلاستيك.

 

حاوره: مارش الحسام / صحيفة “لا”

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com