المنبر الاعلامي الحر

زيد الغرسي : مصر في مرمى المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية .

يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / زيد الغرسي

زيد الغرسيبعد ان استطاع العدو الصهيوني تقليم اضافر الامن القومي المصري بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية بعد اتفاقية كامب ديفيد وخلال حكم محمد حسني مبارك وبعد الثورة التي شهدتها مصر بالتزامن مع التحضير الامريكي لمشروع اعادة تقسيم المنطقة على اسس مذهبية وطائفية وخلق الفوضى الخلاقة في مثل هذه الدول ، جعل من مصر دولة وشعبا وعمقا عربيا واقليميا مستهدفة بشكل اساسي من امريكا واسرائيل والدول الغربية .

استهداف الجيش المصري ” بعد عدم القدرة على تغيير عقيدته لصالح العدو الصهيوني ” من خلال الاغتيالات والتفجيرات والاقتحامات لمقراته في سيناء وغيرها من قبل القاعدة عبر مسمياتها المختلفة كانصار بيت المقدس ووو كله يصب في المقام الاول لمصلحة العدو الصهيوني .

الجريمة البشعة بحق ثلاثة وثلاثين جندي مصري في سيناء مؤخرا تاه المحللون السياسيون والخبراء العسكريون في شرحها وتحليلها وتناسوا ان العملية تاتي في سياق ردة الفعل الامريكية تجاه التصريحات الرسمية لمسئولين مصريين حول الاهداف المشبوهة لامريكا من حربها على داعش فالجريمة اتت بعد يوم واحد من هذه التصريحات كرسالة من الامريكيين للشعب المصري وقيادته مفادها اذا لم تدخلوا في تنفيذ مخططاتنا فلن نترك الامن المصري والشعب يستقر ابدا وسيكون مصيره التقسيم والازمات والحروب .

وفي المعالجات التي قام بها الرئيس السيسي تجاه ما اسماه الارهاب والقاعدة عندما اخلت السلطات المصرية اكثر من ثمانمائة منزل في سيناء تمهيدا لضرب القاعدة في احيائها وملاحقتهم لم يكن كافيا لانه توجه الى معالجة قضية جغرافية محددة بينما جرائم القاعدة منتشرة في كثيرة من محافظات مصر حتى ما يقوم به القضاء من احلال احزاب وتيارات وجماعات تابعة للاخوان المسلمين هي خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية للقضاء على المؤامرة بكل ابعادها ومستوياتها المختلفة فمصر بحاجة الى تظافر كل الجهود السياسية والاجتماعية والشعبية لحفظ الامن والاستقرار ومنع تحقيق اهداف هذه المؤامرات ..

ولعل تجربة اللجان الشعبية المساندة للجيش في اليمن تجربة رائدة تستحق الاستفادة منها نظرا لتقارب ضروف البلدين وتشابهها بشكل كبير من حيث استهداف الجيش ووجود الاخوان المسلمين في البلدين ..

ولعل انكشاف الحقائق الكثيرة في اليمن والتي تثبت العلاقة الكبيرة بين القاعدة والاخوان المسلمين عبر فرعهم حزب الاصلاح من خلال دعمهم اعلاميا وتوفير الغطاء السياسي لهم بل وصولا الى دعمهم بالسلاح والمقاتلين على الميدان يثبت تقارب الحلول ايضا .

ما تتعرض له مصر هي مؤامرة كبيرة تتمثل في عدة جوانب منها استهداف جيشها وامنها القومي فمن اتفاقية كامب ديفيد التي كبلت يده عن مساحة جغرافية واسعة يجري استغلال هذه النقطة فيها باثارة المشاكل وتوطين عناصر القاعدة وهي سيناء الى قطع المساعدات الامريكية عنه واستخدامها كوسيلة ضغط كما لاحظنا في ثورة ثلاثين فبراير الى اضعاف معنوياته واحباطه من خلال عمليات الاغتيالات بحق افراده وضباطه .

ومنها اقتصادها من خلال ابقاءه يستجدي الدعم من الخليج وابقاءه ضعيفا ولعل انشاء قناة السويس الثانية كانت خطوة كبيرة سترفد الاقتصاد الوطني بمليارات الدولارات وتشغل ايادي عاملة كثيرة ستخفف من نسبة البطالة في البلد 
وكذلك امنها القومي المائي من خلال السد الذي تبنيه اثيوبيا بدعم اسرائيلي ويرى الكثير من الخبراء أن إنشاء سد النهضة الاثيوبي سيؤدي إلى مجموعة من الآثار السلبية على مصر والسودان، وذلك بفقدان مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وانخفاض كهرباء السد العالي وخزان أسوان وقناطر إسنا ونجع حمادي، وتوقف العديد من محطات مياه الشرب الموجودة على نهر النيل، وتوقف الكثير من الصناعات، فضلًا عن تأثر محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز وتعتمد على التبريد من مياه النيل، وتدهور نوعية المياه في الترع والمصارف، وتداخل مياه البحر في المنطقة الشمالية. بالإضافة إلى عجز مصر عن الوفاء باحتياجاتها من المياه، ومن ثم تأثيره الاجتماعي البالغ على ملايين الأسر من الفلاحين،  .
كما ان ما يحدث من جرائم في سيناء يخدم العدو الصهيوني في عدة اتجاهات منها اقامة منطقة عازلة بحجة الاضطرابات الامنية تمهيدا لجعلها موطنا بديلا للفلسطينيين كما انه يستفيد منها بضرب المقاومة في غزة من خلال ادخال مصر في حرب مع المقاومة بسبب ما يدعيه العدو من ان الجرائم المرتكبة في سيناء يتم تمويلها من غزة وهذا ما برز على بعض الاعلام المصري خلال الفترة الماضية ما دفع بالمقاومة الى نفي الاتهامات بشكل متكرر  .

لم تنفع علاقة السيسي بالنظام السعودي من اخراج مصر من الاستهداف الامريكي الاسرائيلي ومعالجة المشاكل فيها معالجة جذرية حتى سياسة الرئيس السيسي الخارجية لم تثمر عن نتائج طيبة في هذا الاتجاه بما يتحتم على الشعب المصري الاعتماد على الله ثم على نفسه وقوته لمواجهة هذه المخاطر اما الوعود السرابية الاقليمية والدولية والعالمية لم تنفع جاره الشعب الفلسطيني طوال ستين عاما 
وفي ظل هذه المؤامرات ضد مصر تاتي ثورة اليمن لتفتح التفاؤل بالنسبة للامن القومي المصري لكن اذا ما احسنت التعامل معها لا بمعاداتها استجابة لرغبات النظام السعودي ويرى كثير من المراقبين ان تصريح قيادة البحرية فيما يخص باب المندب كان تسرعا وعدم فهم ما يجري حقيقة على ارض الواقع بالرغم من الرسائل الثورية الايجابية للخارج مفادها اقامة علاقات ايجابية وفعالة مع كل دول المنطقة ما عدا العدو الاسرائيلي. لذلك فما يجري في اليمن انتصار استراتيجي لشعب مصر وامنها القومي وعليها الاستفادة ايجابا لصالحها ولصالح شعوب المنطقة وبالتالي سنرى العودة التدريجية لور مصر الايجابي الذي يعبر عن ضمير ووجدان الامة العربية.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com