المنبر الاعلامي الحر

الأسباب الحقيقية لإنتصار اليمن على كوفيد-19 لمن أراد ان يستفيد من التجربة

الأسباب الحقيقية لإنتصار اليمن على كوفيد-19 لمن أراد ان يستفيد من التجربة

يمني برس- خاص-كتب د يوسف الحاضري*

عندما تغيب المبادئ والقيم والإعتبارات الإنسانية فإن معاناة البشرية تصبح وجبة دسمة يستفيد منها ارباب السياسة والأقتصاد فيستبشرون بتفشي وباء معين وحصده لأرواح آلاف الناس حتى يستطيعون من خلال هذا الوضع حصد مكاسب سياسية ومادية من خلال الترويج لمواقفهم وأدويتهم (ترامب وشركات امريكا الدوائية أنموذج لهؤلاء).

 

طالعتنا في الايام الاخيرة صحيفة the week البريطانية تقريرا عن اسباب انتصار اليمن على مرض كوفيد19 الذي يسببه فيروس كورونا رغم ما تمر به اليمن من حصار وعدوان منذ أكثر من 2079 يوما دمرت فيه البنية التحتية بشكل شبة كامل ، وقامت عدد من القنوات والمواقع العالمية والعربية بتناقل الموضوع كلا حسب نظرتها وفلسفتها وتوقعاتها وارتكزت هذه الأطروحات على أستمرار هذا الفيروس في إجتياح دول العالم بقوة وضراوة لدرجة أن الاعداد تجاوزت ال60مليون حالة وعجزت امامه اقوى الدول أقتصاديا وصحيا وعلميا وعلى رأسها أمريكا وألمانيا وغيرهما ، فأرجعت بعض هذه المواقع والصحف والقنوات الإعلامية الى عدة اسباب (حسب رؤيتها) كمناعة القطيع وتعاطي القات وارتفاع نسبة الشباب في اليمن مقارنة بكبر السن ونحالة أجساد اليمنيين وغيرها من أسباب لا يلامون في هذه الرؤية لنقص الرؤية السديدة لديهم او لمكابرتهم في رؤية الحق او لنظرة الأستنقاص التي ينظرون بها لليمن مقارنة بالتطور والقوة الصحية الاقتصادية التي عجز أصحابها امام هذا الفيروس ، ومن هذا المنطلق سأنسف اطروحاتهم واضعا الأسباب الحقيقية للوضع الحالي في اليمن .

 

المعركة الصحية في اليمن لم يختلف التعاطي معها كما تم التعاطي مع المعارك الأخرى التي واجهها ويواجهها اليمنيون كالمعركة العسكرية والأقتصادية وغيرهما حيث لم تكن قلة الإمكانيات والبنية التحتية الهشة والحصار الأقتصادي الخانق عوائق أمام قيادة القطاع الصحي ولم تكن عوامل مثبطة لهم بل تحركوا لما أمتلكوه من امكانيات شحيحة قليلة معتمدين في ذلك على الله تعالى حيث لم يكن الجانب الروحاني الديني بعيدا عن الجانب العلمي الصحي العملي ، فأنطلقت القيادة الصحية من نفس المنطلق الذي أنطلق منه القيادات العسكرية والسياسية والأقتصادية وهي التوجيه الإلهي الملزم للتحرك بالأمكانية المتاحة (وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل) دون ان تنظر القيادة الصحية للامكانيات التي يمتلكها الاخرون وضرورة مواكبة أمكانياتهم مستندين على عون الله المرتكزة على عدم تكليفنا ماهو فوق طاقتنا وامكانياتنا (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) ضمن الدعاء واللجوء الى الله ب(ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا واغفر لنا وأرحمنا انت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين) بالامكانيات التي نمتلكها لأن عون الله لا يأتي الا في حالة القيام بكلما يمكن للإنسان ان يقوم به وما فوق الأمكانية والقدرة يأتي عون الله تعالى ويتكفل الله بما هو فوق القدرة والاستطاعة ، ولكن كيف يأتي عون الله تعالى ؟

 

عون الله يأتي من خلال الإلتزام بتوجيهاته وصراطه السليم السوي المستقيم الذي خطه حيث لا يمكن ان يتوفر في صراطه اي أمراض او ضعف او هوان او هزالة ، ومن هذه القوى الربانية التي زودنا بها في معركتنا الصحية (وبقية المعارك) هي (الولاية ) ولزوم اتباع القيادة الذي جعله الله لنا في اليمن رحمة ورأفة والمتمثلة في السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حيث كانت اول توجيهاته للقيادة الصحية بأن يقوموا بكلما يمكن لهم القيام به من استعدادات صحية ومستلزمات صحية وادوية وكوادر صحية وغيرها ثم بعد ذلك عليهم الخروج من الصندوق الذي صنعه الغرب وعلومهم وبقى متصندق فيه كل العالم يتحركون فيه بين جوانبه الستة ك(الحجز في المنازل ، الخوف من الفيروس ، التشديدات في التحرك والعلاقات المجتمعية ، التعقيم المبالغ فيه وغيرها من أمور تواجدت داخل هذا الصندوق) اما الخروج من الصندوق فهو ألزمنا بنظرية السيد المتمحورة في العبارة التاريخية الاشهر في عالم الصحة (لا تهويل ولا تهوين) فالتهويل هو أشد عنفا وتأثيرا من الفيروس ذاته كون الخوف والقلق السلبي المرضي الناتج عن عنف الإعلام وتعاطيه السلبي مع المرض يصيب الناس في مقتل ويجعلهم عرضه لهذا المرض ويضعف مناعتهم لدرجة ان هذا الفيروس بضعفه يصبح اقوى من جسد الانسان وما جعل الله فيه من مناعة وقوة للتصدي لأي وباء او فيروس او مرض ولكن هذه النفسية يجب ألا تخرج من نطاق (لا تهوين) ولا استهتار في التعامل مع هذا الفيروس ومع بقية الامراض وذلك من خلال الألتزام بعوامل النظافة والتعقيم والصحة العامة المعروفة للجميع .

 

خرجنا من التقوقع في الصندوق العالمي ودساتيرة الى فضاء واسع ممتلئا بدستور الله وتوجيهاته فتعاطت القيادة الصحية مع خطر هذا الوباء عندما وصل لليمن بكل صمود وصبر وثقة فمن ثبتت حالته تم تطمينه وتخفيف قلقه بدون تهويل وبدون تهوين ايضا فكسب المجتمع ثقة نفسية وطمأنينة قلبية ادت الى ارتفاع روحهم المعنوية التي ادت الى ارتفاع مناعتهم فتلاشى الفيروس من عقولهم وأفكارهم الإعلامية فأدى ذلك الى تبخره من اجسادهم فيما اذا اصيب احدهم به فتخلوا عن الكمامات وعن التعقيم المشدد مع ألتزامهم بالنظافة كممارسة يومية طبيعية اعتيادية حياتية ، كما ان القيادة الصحية لم تقع ضحية التوجيهات التي جاءت من منظمة الصحة العالمية بضرورة الاعلان المستمر عن الحالات وعددها واماكن تواجدها كون هذه النظرية هي أخطر نظرية وقرار أدى الى تفشي الوباء في نفسيات المجتمعات قبل ان يصل الى اجسادهم بل تعاملت معه كما تتعامل مع بقية الامراض الاخرى من خلال توفير الرعاية الصحية المتوفرة واعطاء نصائح لأهل المصاب ، ايضا لم تتعاط القيادة الصحية مع من يثبت اصابته بالمرض بالتمييز الصحي والتعامل معه كأنه مجرم يتم اقتياده بقوة السلاح وبرجال مدججين بثياب خاصة مخيفة مرعبة تقتل المصاب وأهل بيته قبل ان يتمكن الفيروس ذاته من قتلهم ، بل تعاطت معه كما تتعاطى مع من يصاب بأي مرض آخر دون تهويل وايضا دون تهوين قد يؤدي الى انتشاره لمقدمي الخدمات الصحية وهنا تبقى مناعة المصاب قوية وتزداد قوة من خلال التعامل اللامهول من مقدمي الخدمة الصحية له فيتلاشى الفيروس منهم دون أدنى اصابات .

 

عندما يوجهنا الله بضرورة الألتزام بمبدأ الولاية وأن النصر مرتبط بهذا المبدأ بقوله (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) فالأنتصار لا يعني فقط في جبهات القتال العسكرية بل ايضا في جبهات القتال الصحية والأقتصادية والسياسية وغيرها لذا كان هناك ألتزام دقيق في اتباع توجيهات وتوصيات القيادة المتمثلة في توصيات السيد سلام الله عليه فتلاشى الخوف المجتمعي الذي كان قد وصل في فترة من الفترات الى مستوى عالي حتى وصلنا اليوم الى ان يتحدث العالم بحيرة عن كيفية انتصر اليمنيون على هذا المرض في وقت انه يجتاح العالم أجتياحا.

 

عامل الاستعلاء والغرور طالما أعمى الكثير عن معرفة الحق وأدى بهم للهلاك لذا نرى الكثير ينظر الى التجربة اليمنية في هذا الجانب باستصغار فكيف يمكن لشعب لا يمتلك بنية تحتية صحية ومحاصر ومدمر ان ينتصر على أشد انواع الفيروسات فتكا (حسب توصيفهم) لذا لم يروا حقيقة أمتلاكنا قيادة قرآنية عوضتنا عن كل ما لم نمتلكه كبنية تحتية واقتصادية وهؤلاء لا يريدون ان يؤمنوا بهذا العنصر الأهم في اي انتصار ونجاح ، فأمتلاكهم لبنية تحتية صحية وأقتصادية قوية لم تغن عنهم شيئا في فقدانهم لقيادة قرآنية سليمة لذا لجئوا للبحوثات الطبية كاللقاحات والنظريات والحجز المنزلي والكمامات وغيرها لم ولن تغني عنهم شيئا والارقام التي يعلنوها يوميا تؤكد ذلك وانا من هنا ادعوهم للتعامل مع تجربة اليمن المرتكزة على صوابية قضيتهم وقرآنية قيادتهم وسلامة توجههم واستقامة طريقتهم تعاملا جديا ان كانوا بالفعل يبحثون عن سلامة شعوبهم اما دون ذلك فهم يتاجرون بهذا الوباء متاجرة سياسية واقتصادية (كحال ترامب) في امريكا وستذكرون ما اقول لكم .

 

*الناطق الرسمي بأسم وزارة الصحة والسكان اليمنية
[email protected]

قد يعجبك ايضا