سباق دولي للحصول على لقاح كورونا وسط أرقام غير مسبوقة في الإصابات
سباق دولي للحصول على لقاح كورونا وسط أرقام غير مسبوقة في الإصابات
يمني برس:
في الوقت الذي يواصل فيه فيروس كورونا الانتشار حاصداً آلاف الأرواح، تتسابق دول العالم للحصول على اللقاح، وقد تحصلت دول لا تمثل سوى 14 بالمئة من سكان العالم على أكثر من نصف جرعات لقاح تحالف شركات الأدوية “فايزر- بايونتك” المنتج، وعلى رأس هذه الدول كندا، وكذلك بريطانيا أول بلد غربي يرخص استخدام اللقاح.
ففي بريطانيا دعت السلطات الصحية إلى عدم تطعيم الأشخاص الذين أصيبوا بـ”حالات حساسية شديدة” في الماضي بلقاح “فايزر- بايونتيك” حيث إن شخصين أظهرا ردة فعل سيئة بعد تلقيهما الجرعة الأولى.
وتعتبر المملكة المتحدة أول دولة ترخص استخدام هذا اللقاح وشرعت الثلاثاء في حملة تلقيح واسعة النطاق تشمل حالياً العاملين في مجال الرعاية الصحية والمسنين. وهي الأكثر تضرراً جراء الوباء في أوروبا مع أكثر من 62 ألف وفاة.
وفي السياق، قال المدير الطبي لخدمة الصحة الوطنية في إنكلترا ستيفن بويس: إن “شخصين كانت لديهما حالات حساسية شديدة، أظهرا ردة فعل سيئة بعد تلقيهما اللقاح”. وأضاف: “إنهما يتعافيان جيداً”.
ونتيجة ذلك، أصدرت الهيئة البريطانية للدواء توصية بهدف عدم تلقيح “كل شخص لديه تاريخ من الحساسية الشديدة على لقاحات وأدوية وطعام”.
وفي مرحلة أولى، سيتم توزيع حوالي 800 ألف جرعة من هذا اللقاح من أصل أربعين مليون طلبتها الحكومة. وقال رئيس شركة “فايزر” ألبير بورلا خلال طاولة مستديرة افتراضية في جنيف: إنه ورغم سرعة طرح اللقاح في الأسواق، “لم نقلص” من سلامته.
واعتبر كبار أطباء إنكلترا كريس ويتي رداً على أسئلة لجنة برلمانية، أن “ثلاثة أو أربعة لقاحات” يجب أن تكون متوفرة بحلول منتصف 2021 في بريطانيا.
أما في ألمانيا، فقد طالبت المستشارة أنجيلا ميركل بتشديد القيود لخفض الإصابات بوباء كوفيد19، بعد أن وصل عدد الوفيات اليومية مستوى قياسياً مع نحو 600 حالة.
وفرضت ألمانيا تدابير إغلاق أقل صرامة مقارنة بالدول الأوروبية الكبرى الأخرى بعد أن تجاوزت بسلام نسبياً الموجة الأولى من الوباء. لكن أكبر اقتصاد في أوروبا تضرر بشدة من موجة ثانية مع إصابات جديدة يومية تجاوزت بثلاثة أضعاف الذروة المسجلة في الربيع الماضي.
وارتفعت حصيلة الوفيات اليومية لتصل إلى مستوى قياسي من 590 وفاة الأربعاء. وقالت ميركل: إنها تعتقد أن المبادئ المتفق عليها قبل أسبوعين مع قادة الولايات الألمانية الست عشرة والتي أبقت المتاجر مفتوحة لكن حظرت تناول الطعام في الأماكن المغلقة لم تعد كافية.
وفي إشارة إلى التوصيات التي نشرها علماء أكاديمية ليوبولدينا، قالت ميركل إنها تتفق معهم على أنه من الصواب إغلاق المتاجر والحد من التجمعات الاجتماعية.
في غضون ذلك قالت وكالة الأدوية الأوروبية التي من اختصاصاتها منح الموافقة لتسويق اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، إنها تعرضت لهجوم إلكتروني، مشيرة إلى أنها “سارعت إلى بدء تحقيق شامل بتعاون وثيق مع أجهزة تطبيق القانون وكيانات أخرى ذات صلة”. وتعرضت وثائق تتعلق بلقاح “فايزر- بايونتيك” المضاد لوباء كوفيد19 للقرصنة خلال الهجوم حسب ما أعلنت “فايزر”.
وقالت الوكالة التي مقرها أمستردام في بيان: “من المهم الإشارة إلى أنه لم يتم اختراق نظام بايونتيك ولا نظام فايزر” في الحادث، “ولم نرصد قرصنة بيانات شخصية”.
إلى ذلك سجلت الولايات المتحدة رقماً قياسياً جديداً منذ شهر نيسان الماضي، إذ توفي أكثر من ثلاثة آلاف شخص بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وفق إحصاءات جامعة جونز هوبكنز. وتواصل الولايات المتحدة تسجيل ارتفاع مستمر في عدد الإصابات فيما يعلق الأمريكيون الآمال على التوزيع الوشيك للقاح في البلاد.
وتوقعت السلطات الصحية هذه الزيادة لاسيما بعد التنقلات التي قام بها ملايين الأمريكيين قبل أسبوعين، للاحتفال بعيد الشكر رغم الدعوات التي وجهت إليهم لملازمة منازلهم.
وولاية كاليفورنيا أحصت لوحدها أكثر من ثلاثين ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا الأربعاء، وهو رقم قياسي لولاية في يوم واحد، حسب ما أفاد “كوفيد تراكينغ بروجيكت”.
في المجموع، أصيب أكثر من 15 مليون شخص بكوفيد19 في الولايات المتحدة منذ بدء الجائحة. وتوفي نحو 290 ألفاً في البلاد جراء الفيروس.