المنبر الاعلامي الحر

من يموِّل الإرهاب في اليمن؟ القتال بالسلاح الأمريكي والأموال السعودية

من يموِّل الإرهاب في اليمن؟ القتال بالسلاح الأمريكي والأموال السعودية

يمني برس- تقرير*

على طول امتداد سنوات الحرب على اليمن التي أعلنت في الـ 26 من مارس 2015م من العاصمة الأمريكية واشنطن ، حصلت التنظيمات الإرهابية في اليمن على دعم وتمويل غير مسبوق تمكنت من خلاله الانتشار والتواجد والسيطرة على مناطق شاسعة في اليمن.

 

وفي هذا الملف الذي تنشره “الثورة” تكشف المعلومات والبيانات عن حجم مهول من الأسلحة الأمريكية التي وصلت إلى هذه التنظيمات ، وملايين الدولارات التي تسلمتها من التحالف السعودي الأمريكي ، وهو الأمر الذي جعل خبراء يؤكدون أن التحالف ينتهج سياسة ترعى الإرهاب وتموله وتستخدمه لخدمة أجنداته وتعريض اليمن والمنطقة للفوضى وعدم الاستقرار.

 

 

دعم وتسليح وتذخير

في وقت سابق أشار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته إلى أنه طلب من قطر والسعودية والإمارات وقف تويلاتها للإرهابيين ، جاء حديثه إثر الجدل الإعلامي الذي أثير على خلفية الخلافات السعودية القطرية والاتهامات الموجهة ضد بعضهما ، وبحسب وكالة اسوشيتد برس فإن أحد زعماء التنظيمات الإرهابية في اليمن وهو مصنف في قائمة الإرهاب الأمريكية بسبب علاقته مع القاعدة، تلقى في عام 2018م بانتظام أموالاً من الإمارات لإدارة مليشياته ، كما صرح مساعد الرئيس الأمريكي الخاص للوكالة الأمريكية.

 

في حين أن قائداً آخر منحه التحالف السعودي الأمريكي مبلغ 12 مليون دولار ، وقد خلصت الوكالة الأمريكية في تحقيق استقصائي نشرته عام 2018م، إلى أن مقاتلي القاعدة وداعش يقفون في اليمن في صف التحالف السعودي الأمريكي وبإشراف الضباط الأمريكيين.

 

أموال الإرهاب وأسلحته أمريكية وسعودية وإماراتية

  • حصل تنظيما القاعدة وداعش على دعم لوجيستي مهول من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي وتحت إشراف ضباط سعوديين وأمريكيين وإماراتيين ، ومن خلال صور وأشكال متعددة ومنها ما كان على شكل مسرحيات الوساطات التي توصلت إلى اتفاقات بين قوى تحالف العدوان الامريكي والسعودي وبين عناصر التنظيمين، والتي قضت بخروج الأخيرة من المدن الرئيسة – التي كانت قد احتلتها- كالمكلا وعدن وزنجبار بأسلحتها التي استولت عليها من هذه المدن ومعسكراتها والتمركز في الأرياف والمناطق الجبلية، مقابل عدم ملاحقتها، وكان ذلك بعلم واطلاع ومباركة من الإدارة الأمريكية بحسب ما أكده أحد الوسطاء المحليين في بعض هذه الصفقات كالوسيط /طارق ناصر عبدالله الفضلي الذي تربطه علاقة وطيدة بهذه التنظيمات، حيث كشف أن من أسماهم الأمريكان “ويقصد الإدارة الأمريكية” كانوا على اطلاع ومعرفة بكل ما يدور وكانوا على علم بالوساطة أولاً بأول وخطوة بخطوة وكانوا غاضين الطرف ومباركين أيضاً، وقد سهَّل هذا الأمر للتنظيمين الحصول على السلاح والمال والمعدات منها الأسلحة الثقيلة والنوعية وتوفير احتياجاتهم لممارسة أنشطتهم الإجرامية، وهو ما أكدته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في تحقيق مطول نشرته بتاريخ 7 /8/ 2017م حول علاقة دول تحالف العدوان على اليمن مع ما تسمى بالتنظيمات الإرهابية، والذي كشفت فيه عن أن الصفقات التي تمت خلال إدارتي أوباما وترامب ضمنت انسحاب من أسمتهم مقاتلي القاعدة من البلدات والمدن الرئيسية التي استولوا عليها في عام 2015م دون الدخول في مواجهات معهم، مع احتفاظها بالأموال والأسلحة المنهوبة .

 

 

  • وتكشف الوكالة الأمريكية أيضاً كواليس الصفقة التي توصلت إليها الإمارات مع تنظيم القاعدة للانسحاب من المكلا مقابل مبالغ مالية باهظة دفعتها لقيادات القاعدة ، إلى جانب احتفاظ التنظيم بالمنهوبات التي سبق وأن نهبتها القاعدة وسيطرت عليها من بنوك المحافظات الجنوبية وإيراداتها والأسلحة التي حصلت عليها من المعسكرات.
  • كما تضمن الاتفاق تجنيد عدد”250″عنصراً تابعاً للتنظيم ضمن ما تسمى قوات الحزام الأمني، وجاء في تحقيق الوكالة أنه “وبعد فترة وجيزة من هذه الصفقة توصلت دول تحالف العدوان على اليمن إلى اتفاق آخر مع تنظيم القاعدة للانسحاب من ست مدن في محافظة أبين مقابل توقيف عمليات القصف التي تستهدف التنظيم”.

 

  • هذه الصفقات التي تمت أتت في إطار مسعى دول التحالف بقيادة أمريكا لتمويل عناصر الإرهاب بصورة غير مباشرة لتتجنب الحرج أمام الرأي العام والصحافة ، ثم لاحقا قام تحالف العدوان بتحريك العناصر الإرهابية إلى جبهات خطوط المواجهة مع قوات الجيش واللجان الشعبية، حيث شهدت الفترة منذ بداية العام 2016م حتى العام 2021،م ، مشاركة نشطة لعناصر تنظيم القاعدة في جبهات القتال ضد قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية.

 

  • وقد حصلت “الثورة” على معلومات من مصادر خاصة أشارت إلى أن المدعو/فهمي حاج محروس الصيعري (أحد قيادات المرتزقة التابعين لتحالف العدوان) عقد لقاء مع قيادات تنظيم القاعدة قبل تسليم مدينة المكلا للتنظيم في 2014م، وذلك بطلب من قائد قطاع الساحل بحضرموت بعد عودته من السعودية آنذاك، وهو اللقاء الذي بمقتضاه تم تسليم مدينة المكلا لتنظيم القاعدة.

 

  • وكشف تنظيم داعش الذي يخوض مواجهات مع تنظيم القاعدة ، في أحد مقالاته الذي نشره بعنوان (سبيل الموحدين) عن معلومات حساسة حول صفقة استلام مدينة المكلا من قبل تنظيم القاعدة في العام 2014م، حيث ذكر المقال أن تنظيم القاعدة الذين أسماهم “يهود الجهاد” قد استلموا مدينة المكلا بموجب اتفاق مسبق بين وحدات من الجيش التابع لهادي وبين قيادات تنظيم القاعدة ، وزعم المقال أن هذه الصفقة سبق وأن تم عرضها على قيادة تنظيم داعش من قبل أحد القادة العسكريين في المكلا وهو مدير أمن محافظة حضرموت حينها المدعو/فهمي حاج محروس نظراً لاقتراب من أسماهم “الحوثيين” من محافظة حضرموت وعدم قدرة الجيش على مواجهتهم، لكن أمراء داعش رفضوا هذه الصفقة بحسب ما يذكر المقال، وأن الاتفاق مع القاعدة كان ينص على تسليم المكلا مع معسكراتها وثرواتها للتنظيم لإخراج الجنود المنتمين للمحافظات، ليقوم التنظيم بعدها بإعادة تسليم المدينة تدريجياً لمن سهَّلوا له دخولها وذلك تحت مسمى “المجلس الأهلي الحضرمي” والذي دعمته الإمارات.

 

  • إلى ذلك قامت عناصر من تنظيم القاعدة بتاريخ6 /1 /2016م بنقل السلاح الثقيل بصورة علنية عبر مناطق تسيطر عليها قوات تابعة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ، ومن ذلك نقل دبابات من مدينة المكلا باتجاه مديريات الوادي ، وكذا قيامها بنقل أسلحة ودبابات من حضرموت باتجاه محافظة شبوة، وهو ما أكدته أيضاً وسائل الإعلام التي غطَّت هذا الأمر على إثر الخروج الجزئي لقاطرة تحمل دبابتين من الخط العام أثناء تحركها باتجاه شبوة ، وبالرغم من أن عمليات النقل هذه تتم بصورة علنية إلا أنه لم يتم استهدافها من قبل قوات تحالف العدوان على اليمن ولا حتى اعتراضها من سلطات ما تسمى الشرعية المسيطرة على مناطق الطرق التي تتم عملية النقل من خلالها.

 

  • ويعتمد تنظيم القاعدة على جمعيات تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح في نقل التمويل له خاصةً من خارج اليمن، ونتيجة لهذا الأمر قامت وزارة الخزانة الأمريكية بإدراج العديد من قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ضمن قائمة العقوبات الأمريكية الخاصة بمقدمي الدعم والتمويل لما يسمى بالإرهاب، كما فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على عدد من الشركات والجمعيات التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح لذات السبب ومنها على سبيل المثال شركة العمقي للصرافة.

 

  • وكانت قناة DW”” الألمانية قد أشارت في برنامج “السلطة الخامسة” وذلك من خلال تقرير وثائقي بعنوان “المستخدم الأخير” إلى وجود أسلحة نوعية وثقيلة – اشترتها دول العدوان السعودية والإمارات من أمريكا ودول أوروبية – بحوزة تنظيمات وجماعات أسمتها الصحيفة “إرهابية ومتطرفة”.

 

  • كما أجرت قناة (CNN) ) في فبراير 2019م تحقيقا تتبعت فيه ، مسار الأسلحة والمعدات التي تمت صناعتها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم بيعها للسعودية والإمارات، وخلص هذا التحقيق المصور إلى أنه تم نقل أسلحة ومعدات أمريكية إلى مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة منهم جماعة المدعو/ عادل عبده فارع الذبحاني المكنى بـ”أبو العباس” والمدرج ضمن ما تسمى قوائم الإرهاب الدولية، وكذا إلى ما أسماه التحقيق مليشيات متحالفة مع التحالف وهي ألوية العمالقة، علماً بأن هذه الألوية تضم العديد من العناصر ذات الخلفية العقائدية المتشددة، وعقب هذا التحقيق قالت البنتاجون بدأ تحقي أنها بدأت تحقيقاتها قاته الخاصة فيما اسمته النقل غير المصرح به للأسلحة الأمريكية في اليمن ، لكن مبيعات السلاح الأمريكية لم تتوقف حتى اللحظة.

 

  • أما الصفقات التي أبرمتها السعودية وغيرها من الدول مع عناصر تنظيم القاعدة لتحرير رهائن مختطفة عبر دفع فدية بمبلغ مالي كبير، فقد كان من أبرزها صفقة سرية أبرمت بين تنظيم القاعدة والمملكة السعودية في عام 2015م وتم بموجبها إطلاق سراح القنصل السعودي في عدن المدعو/عبدالله محمد خليفة الخالدي (الذي سبق وأن تم اختطافه في 2013م) وذلك مقابل مبلغ “15”مليون دولار تم دفعها للتنظيم.

*نقلا عن صحيفة الثورة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com