المنبر الاعلامي الحر

عبدالملك العجري : خيبة سُبيع والمناضلين العذريين .

يمني برس _ أقلام حرة 

بقلم / عبدالملك العجري 

عبدالملك العجريفي مقالة له في هجاء أنصار الله يتنتشي الزميل نبيل سبيع على نحو انتشاء الإله الأسطوري “برميثيوس ” الذي اهتدى لسر المعرفة وأقدم على سرق شعلة النار من الإله”زيوس ” وكشفها للإنسان .
إما صاحبنا سبيع فيحتفي منتشيا انه قد اهتدى لأخطر “وثيقة عالمية ” تدين الحوثيين بخطيئة لم يسبقهم إليها احد من العالمين ,وعلى حده هذه الخطيئة الفضيحة دوَّنت نفسها بكل “بجاحة” في وثائق العالم .هذه الوثيقة عبارة عن شكوى مرسلة من السفارة الألمانية الى وزارة الخارجية اليمنية قبل أسبوعين بالضبط: الرسالة الألمانية تشكو من المضايقات التي يتعرض لها دبلوماسيوها في مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، والتي بلغت حد: فرض (200- 250 دولار) على كل فرد من دبلوماسييها كرشوة، مقابل السماح لهم بالمغادرة أو الوصول عبر صالة التشريفات، ويتابع بزهو لا يخلو من خفة واستخبال “عبر تاريخ مطار صنعاء، وعبر تاريخ العلاقة بين اليمن وألمانيا، لم يسبق أن سُجِّلتْ مثل هذه الفضيحة في هذا المطار (ولا في أي مطار آخر طبعاً). ولكنها سُجِّلَّتْ أخيراً بفضل الحوثي.. هكذا تكلم سبيع .
لم تدم فرحة سبيع كثيرا لتنقلب الآية (نقلت وكالة سبأ الرسمية عن مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف نفيه تقاضي انصار الله إي مبالغ مقابل فتح صالة التشريفات موضحا ان الوفود الرسمية والسفراء ونوابهم والملحقيين والقنصليين هم من يعفون من رسوم فتح صالة التشريفات ومن عداهم من موظفي السفارات والبعثات الدبلوماسية غير الرسمية وفقا للإجراء المتبع في كل مطارات العالم ان تفتح لهم صالة التشريفات مقابلة رسوم محددة )وتتحول الفضيحة التاريخية ليس إلى براءة فحسب إنما لشهادة تاريخية على أخلاقهم الوطنية فأفراد هذه البعثات الأجنبية لأول مرة في تاريخ مطار صنعاء وفي تاريخ العلاقات الأجنبية خاصة الغربية والأوربية يفرض عليهم المعاملة بالمثل واحترام قوانين الملاحة الجوية اليمنية واحترام سيادة البلد ..بعد أن كانوا ينظر إليهم كما لو أنهم نزلوا لتوهم في قراطيس من السماء واعتادوا ان تفتح لهم كل الأبواب المغلقة من صالة التشريفات إلى القصر الجمهوري وكل المؤسسات السيادية في البلد ,و فوجؤوا بواقع جديد خال من عقد النقص والانبخاس إمام الأجنبي .لا يؤمن بعقيدة مركزية الذات المتعالية للرجل الأبيض المتفوق عرقيا.
المفارقة أن مشاعر الدونية وانبخاس الذات التي تتلبس سبيع وكثيرون إزاء المركزية السامية للرجل الأبيض تنقلب إلى مشاعر من السادية المتعالية على جموع الجماهير الشعبية والريفية وما أكثر المقالات الهجائية لسبيع وفصيل واسع من الكتاب في تبخيس حشود المحتجين القادمين من الأرياف وأحزمة البؤس في انتفاضة 21 سبتمبر والحط من أدميتهم ونعتهم باحط النعوت .
عقدة الأجنبي ظاهرة عامة لا تقتصر على فريق من الكتاب والإعلاميين إنما تتلبس معظم النخب السياسية الحاكمة وتتجلى أكثر ما تتجلى في التمييز في التعامل مع الدبلماسيين العرب والأجانب ومن الوقائع المؤسفة ذات العلاقة أن السفير السابق لدولة فلسطين المحتلة غادر اليمن من غير ان يكلف الرئيس هادي نفسه توديعه او تكريمه رغم انه مكث في اليمن ما يزيد على ثلاثة أعوام وغادر بعد ان أنهى فترة عمله القانونية ,وفي ذات الوقت يكرم الرئيس هادي سفير بريطانيا الاسبق ويمنحه وسام الوحدة أعلى وسام في الجمهورية مع انه لم يمكث في اليمن غير اقل من ثمانية أشهر وهي فترة بالكاد يحظى فيها سفير اليمن في بريطانيا او أمريكا بشرف مقابلة الرئيس او الملكة .
**النضال الناعم **
الناعمون جدا من دعاة التغيير الصوفي الناعم والإصلاح العذري الصامت بالقوة الذاتية للفكرة من غير إزعاج ولا صخب هل يدركون ان مريم المقدسة وحدها حملت دون ان يدنسها بشر ومن دون ان تفقد عذريتها وبتدخل مباشر من السماء وما عدى هذه الحادثة على امتداد تاريخ الاجتماع الإنساني كل عملية حمل تأتي نتيجة لعملية تفقد حواء عذريتها وكل عملية ولادة يصاحبها الآم وصراخ ومواجع .
التغير عملية هدم أولا وبناء ثانيا وإمكان التغيير و الإصلاح من غير هدم ولا أي خدوش تخدش سمو الفكرة كإمكان حمل من غير فقدان للعذرية .
لكل فعل ردة فعل وكل عملية تغيير تقابل بمقاومة للتغيير حقيقة سوسيولوجية او اجتماعية غير قابلة للف والدوران ,وكل الأفكار السامية من غير توفر الظروف الذاتية والموضوعية والحامل الاجتماعي القادر على المبادرة والاستعداد لدفع اكلاف الفعل النضالي الباهظة مكتوب ان تبقى فكرة تتعفن في أدمغة أصحابها لا أمل ان ترى النور حتى لو أمهلناها ملايين السنين الضوئية .
.ربما تستطيع الفكرة السامية أن تنتصر بقدرتها الذاتية إما في عالم مثالي غير عالمنا وبكائن غير الكائن الآدمي أو في حال توفر لها شرطان الأول تغيير شروط الاجتماع الإنساني الصراعي والثاني استبدال سيكولوجية الكائن الآدمي بسيكولوجية ملائكية خالصة ,في هاتين الحالتين يمكن تصور عملية التغيير من غير إزعاج وبمنتهى الأدب
أنصار الله والقوى الثورية الأخرى اختاروا طريق النضال الثوري وخطوا خطوات متقدمة ومزعجة جدا للبرجوازية الطفيلية وافلحوا في توجيه خظات موجعة للمنظومة الفساد والمتعملقة وليس أمامهم إلا أن يواصلوا المشوار المرهق والمكلف الذي بدؤوه , لان التراجع في منتصف الطريق يعنى القضاء على المنجز الذي تحقق وفاتورته ستكون مضاعفة وبالغة الإرهاق.
تحصل عثرات وأخطاء رافقت ورافق ولا يزال يرافق أدائهم بعض السلبيات( لا يجوز التهاون معها وسرعة العمل على تصحيحها)وهذا أمر طبيعي فالعاملون وحدهم الذين ينجحون ويتعثرون إما العاطلون القابعون على قارعة الطريق فلا ينجحون ولا يفشلون .
لا اقصد لإدانة النقد الموضوعي والبناء الموجه لأنصار الله وعمل اللجان الثورية والشعبية كأداة تصويبية لمسارات عملها ,لكن المريب أن القضية أخذت منحا آخر وتحولت لحملة تشويه منظمة تتصيد العثرات وتعمل على مجهرتها وتضخيمها والتهويل من شانها وخرجت عن حدود المعقول والطبيعي وتحولت لنوع من الرهاب والإرهاب الإعلامي يعمى عن معاينة حسنة واحدة في كل أعمال هذه القوى التي يراها خطيئة وجودية من حيث المبدأ مهما كان سلوكها .
من يحسنون الظن ينتقدون لماذا لا يكون الإصلاح من خلال آليات ومؤسسات الدولة نفسها ..كلام سليم لكن هل تظنون أن أنصار الله والقوى الثورية لم تسعى لذلك ولا يضغطون بهذا الاتجاه.
المشكل أنها كما ندرك أهمية هذه الآليات مافيا الفساد المحلية والخارجية يعون ذلك جيدا ويدركون حجم تهديده لمصالحهم لذا يستميتون وبإسناد دولي وإقليمي للحيلولة دون بلوغ القوى الثورية هدفهم هذا ,سواء من خلال الحكومة أو من خلا الأجهزة الرقابية والأمنية .
خفة لحد الاستخبال أن نتصور أن الفاسدين -الذين تقرون انتم أن فسادهم قد ازكم الأنوف- يمكن أن يسلموا عن طيب خاطر ,أو أنهم يمكن أن يتركوا أي ثغرة أو مدخل يوصل إليهم دون يوصدوه ويضعوا إمامه إلف مطب ومطب .
يا هؤلاء قليل من المنطق رجاء….

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com