المنبر الاعلامي الحر

مخاوف جادة وترقب أكيد لضربة تستهدف عمق الكيان.. تحذيرات “إسرائيلية” من مفاجآت يمنية “من العيار الثقيل”

مخاوف جادة وترقب أكيد لضربة تستهدف عمق الكيان.. تحذيرات “إسرائيلية” من مفاجآت يمنية “من العيار الثقيل”

يمني برس:

 

من جديد عاد الحديث «الإسرائيلي» عن احتمال تلقي ضربة من قبل الجيش واللجان الشعبية اليمنية، لكن بجدية أكثر ومخاوف حقيقية هذه المرة.

 

هذه المخاوف بدأت تجد التعبير عنها في تصريحات مسؤولين عسكريين وأمنيين، وفي تقارير مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام «الإسرائيلية» والأمريكية والأوروبية.

 

موقع «نتسيف الإسرائيلي» كشف أنّ رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، كان قد أبلغ الأمريكيين باقتراب هجوم لـ»الحوثيين» على أهداف «إسرائيلية».

 

وقال الموقع إن كوهين كشف للأمريكيين معلومات استخباريّة جمعتها غواصة «إسرائيلية» خلال جولة لها في البحر الأحمر وخليج عدن تُفيد بنية الجماعة اليمنيّة ضرب منشآت استراتيجية «إسرائيلية» بصواريخ كروز وطائرات مسيّرة.

 

مجلة «نيوزويك» الأمريكية كانت قد نشرت تقريراً في منتصف كانون الثاني الماضي، تحدثت فيه عن تصاعد المخاوف في أروقة واشنطن و»تل أبيب» من التوقيت الذي قد يختاره «الحوثيون» لشنّ الهجوم الذي وصفته بـ»المؤكد والمُرتقب على منشآت استراتيجيّة إسرائيلية».

 

وأرفقت المجلة تقريرها بصور أقمار صناعيّة لطائرات مسيرة ذات تقنية عالية، قادرة على ضرب تلك الأهداف في عمق الكيان الصهيوني.

 

وكان رئيس الموساد «الإسرائيلي» يوسي كوهين قد التقى في وقت سابق وزير الخارجيّة الأمريكي السابق مارك بومبيو، وكشف له عن مخاوف «إسرائيل» من هجمات يمنية محتملة.

 

الخوف عند «الإسرائيليين»، ومنظومتهم العدوانية، لم يأت من فراع بالتأكيد، وإنما فرضته وقائع الميدان وتداعيات العدوان على اليمن، وتحديداً الضربات النوعية الموجعة والدقيقة التي يوجهها الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى منشآت عسكرية وأمنية وحيوية في مملكة بني سعود، والتي زادت وتيرة المخاوف «الإسرائيلية» إلى درجة إشعال الأضواء الحمراء داخل الأروقة السياسية والعسكرية «الإسرائيلية»، خاصة وأن الضربات النوعية اليمنية دلت على مستوى جديد من التقنيّات وبنك الأهداف، بدون أن تتمكن وسائل الدفاع الجوي الأمريكية والسعودية ومعها «الإسرائيلية» من كشفها أو منعها، الأمر الذي أثار التساؤلات الكبرى داخل الأجهزة الأمنيّة والاستخبارية «الإسرائيلية» والأمريكية، وكذلك الغربية.

 

تصاعد المخاوف «الإسرائيلية» والأمريكية من اليمن لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما ارتفع إلى درجات غير مسبوقة وغير متوقعة، مع ما رافق الفعاليات اليمنية بمناسبة مرور ستة أعوام على بدء العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني على اليمن، سواء بالكشف عن أسلحة جديدة ودقيقة تأكد «الإسرائيليون» أنها أصبحت تطال عمق كيانهم، وتأكيد ذلك بتوجيههم رسائل نارية يمنية عبر هجوم شنّوه فجر الأول من نيسان، بأربع طائرات مسيّرة ضربت مواقع «حسّاسة ومهمة» في قلب العاصمة السعوديّة هذه المرة، خاصة وأن هذه الضربات ترافقت مع التطورات الميدانية في مأرب والتي أعطت المزيد من الثقة لليمنيين من جهة، والمصداقية إلى كل كلمة تصدر عن صنعاء من جهة ثانية، سواء التحذيرات التي أطلقها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لـ»الإسرائيليين» أم الناطق العسكري اليمني العميد يحيى سريع الذي أكد أكثر من مرة على الدور «الإسرائيلي» في العدوان على اليمن.

 

موقع «ريسبونسيبل ستيت كرافت» رأى في هذه التطورات مؤشرات إلى مرحلة ميدانية هامة مُرتقبة لن تقتصر حصرا على ميدان مأرب، بل ستشمل أيضاً ميادين العراق، سورية، ولبنان.

 

وربط الموقع بين هذه المخاوف وبدء العدّ العكسي للانتخابات الرئاسية في سورية وإيران من جهة، وللتطورات المترافقة مع الملف النووي الإيراني.

 

أما موقع «إسرائيل ديفنس» فقد توقف عند الضربات الدقيقة التي وجهها الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى أهداف عسكرية وحيوية سعودية، سواء بالصواريخ أم بالطائرات المسيّرة التي حلّقت لمسافة 900 كيلومتر، بدون أن تكتشفها منظومة الدفاع الجوي السعودي والأمريكي، القائمة على بطاريّات باتريوت من طراز متقدّم أكثر من النظام الموجود لدى «إسرائيل».

 

وتشير تقارير مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام «الإسرائيلية» بشكل خاص، إلى تنوع الضربات اليمنية والتنسيق العالي الدقة خلال الهجمات التي تتم بعدة أنواع من الأسلحة، وخاصة الصواريخ والطائرات المسيرة، وعلى دقة الإصابات، وتؤكد أن من يوجه مثل هذه الضربات ومن هذه المساقات وبهذه الدقة داخل الأراضي السعودية، قادر على توجيهها إلى داخل «إسرائيل»، وهذا ما أكده مركز «بيغن ـ السادات» للدراسات في تقرير أعدّه الباحث «الإسرائيلي» مردخاي كينار مؤخرا، ودعا فيه السلطات «الإسرائيلية» «إلى أن تأخذ هجمات الحوثيين على السعودية وإمكانية أن تستهدف إسرائيل على محمل الجدّ».

 

لكن المخاوف «الإسرائيلية» لم تتوقف هذه المرة عند احتمال توجيه ضربات يمنية إلى مواقع في داخل «إسرائيل»، سواء بطائرات مسيرة أم بصواريخ كروز دقيقة، وإنما وصلت إلى احتمال استهداف أهداف «إسرائيلية» خارجية، وهو ما تحدثت عنه صحيفة «جيروزاليم بوست» التي ألمحت إلى وقوف اليمنيين خلف استهداف السفينة «الإسرائيليّة» في بحر العرب، وهذا ما حذر منه المحلّل «الإسرائيلي» بن كاسيبت الذي أكد أن السلطات «الإسرائيلية» تنظر بجديّة إلى تهديدات القادة «الحوثيين»، وتوقف بشكل خاص أمام تحذير رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اليمني، اللواء عبدالله يحيي الحاكم، والذي قال فيه: «إننا نراقب تحركات تل أبيب في البحر الأحمر»، وتحذيره «إسرائيل» من أيّ خطوة تُقدم عليها في هذه المنطقة.

 

وكدليل على أخذ السلطات «الإسرائيلية» التهديدات اليمنية على محمل الجد، أنها سارعت إلى نشر منظومة القبّة الحديدية الصاروخية لأوّل مرّة في مدن في البحر الأحمر.

 

وثمة إجماع لدى مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام والخبراء والمحللين العسكريين «الإسرائيليين»، على أن اليوم الذي ستُباغت فيه الصواريخ الباليستية اليمنية أهدافا عسكرية ومنشآت حيوية في العمق «الإسرائيلي» قادم لا محالة.

 

ويرجع هؤلاء مخاوفهم إلى أن اليمنيين باتوا متأكدين من تورط «إسرائيل» في العدوان على اليمن، من حلال السعوديين والإماراتيين، وقيام اليمنيين لتأكيد هذا التورط بالكشف عن مخبأ كبير في محيط السفارة السعودية في صنعاء، يحوي شحنات ضخمة من الأسلحة والذخائر «الإسرائيلية»، بالإضافة إلى وثائق أكدت إنشاء قاعدة عسكريّة «إسرائيلية» في جزيرة بريم بالقرب من مضيق باب المندب، وتم وضعها بتصرف تحالف العدوان السعودي.

 

كما أن صحيفة «ميدل إيست مونيتور» كشفت في تقرير لها «التورُّط الخطير لإسرائيل في حرب اليمن» وقيام ضباط «إسرائيليين» بتدريب مرتزقة التحالف في معسكرات بصحراء النّقب.

 

وعليه، تدرك «تل أبيب» أن تهديدات حركة «أنصار الله» بوصول صواريخها الباليستية إلى «إيلات»، ومواقع «إسرائيلية» أخرى، لم يعد مجرّد كلام في الهواء، وبالتالي بات مُبرّرا لها إضافة خطر صواريخ الحركة إلى خطر صواريخ حزب الله على «إسرائيل»، وخصوصاً أن الثنائي الأمريكي – «الإسرائيلي» يراقب باهتمام تطورات المعارك المحتدمة في مأرب، بعدما نجح مقاتلو «أنصار الله» بالإطباق على المواقع الاستراتيجية في محيطها، والسيطرة على مرتفعات في شمالها وغربها.

 

ومع هذه التطورات المتسارعة تحذر التقارير الاستخباراتية وتقارير مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام والخبراء، من أي قراءة «إسرائيلية» خاطئة للوضع، مع احتمال دخول حزب الله وأطراف أخرى في أي مواجهة قادمة في حال قام اليمنيون بتوجيه أي ضربة لمواقع «إسرائيلية»، أو بعد نجاح اليمنيين بتحرير مأرب، والذي سيُنظر إليه على أنه نكسة مدوّية لـ»إسرائيل» والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

 

وتنبه هذه التقارير والمعطيات إلى أن ثمّة مفاجآت ميدانيّة «من العيار الثقيل» قد تشهدها المرحلة المقبلة بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في سورية وإيران، وعلى وقع إنجاز التحرير المتوقع لمدينة مأرب، وكذلك احتمال فتح نقطة استهداف تحالف العدوان من منطقة شرق الفرات السوريّة، مع التحذير بأن الجبهتين اليمنية والسورية مترابطتان ومتلازمتان ومتفاعلتان.

 

*أحمد رفعت يوسف – مدير الأخبار في إذاعة دمشق

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com