المنبر الاعلامي الحر

أعداء الحياة..  الطواغيت المستكبرين

أعداء الحياة..  الطواغيت المستكبرين

يمني برس- بقلم- اللواء/ علي محمد الكحلاني*

 

يهل علينا شهر رمضان الكريم ١٤٤٢ هجرية؛ مرحباً به شهر الصوم، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار؛ ووطنّا اليمني للعام السابع يتعرض لعدوان غاشم من قِبَل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول تحالف العدوان الذي أوجد واقعاً مؤلماً لليمننين في الداخل من قتل ودمار وحصار وجوع وفقر ونزوح وشتات وغيرها من الجرائم البشعة التي كان ومايزال يمارسها العدوان الغاشم على وطننا  .. تلك الجرائم الشنعاء التي لم يسلم منها جميع اليمنيين.

 

فعلى المستوى الشخصي كلما هل هلال رمضان يستحضرني نزوح اسرتي  وأولادي من المنزل الذي ترعرعوا فيه في حي  ذهبان بني الحارث 2015م الموافق ١٤٣٦هجرية تحسباً لأي جريمة سترتكبها طائرات تحالف العدوان بقصف منزلنا خاصةً بعد أن شاهدنا استهدافهم لمنازل المواطنين منذ الأيام الأولى لهذا العدوان؛ ولذلك كان خيار النزوح يراودنا كلما استهدف العدوان منزلاً في صنعاء. ومع مطلع اليوم الأول من شهر رمضان ١٤٣٦ غادرت الأسرة المنزل إلى منزل أحد الأصدقاء تاركين خلفهم كل أدواتهم وحاجاتهم وثيابهم باستثناء ما عليهم من ثياب ..

 

وما أن اكتمل هلال رمضان بدراً وتحديداً قبل ظهر الرابع عشر من شهر رمضان حتى شن طيران تحالف دول العدوان غاراته مستهدفاً منزلي بغارتين متتابعتين دمرت المنزل تدميرا كاملاً بعدد من الصواريخ التي تمكنت من  نسف  كل محتوياته؛ فكانت تلك هي البداية لتصبح الخروج الابتدائي من البيت خشية العدوان ليتحول نزوحاً وتشريداً للأسرة بأكملها؛

 

وما أن اكتمل أسبوع من تدمير منزلي وإذ بالمنزل الثاني والثالث لبقية أفراد أسرتي يُقصف من قِبَل طيران تحالف دول العدوان لتلتحق أسرتين من العائلة بركب من سبقهم من النازحين، وبانتهاء شهر رمضان تمكّن طيران العدوان من تدمير أربعة منازل خلال شهر رمضان؛ ليستكمل بعد ذلك منازل بقية أفراد الاسره لتُصبح الحصيلة لجرائمهم في العام الأول أحد عشر منزلا دمرها طيران العدوان السعودي بهدف إبادة كافة أفراد الأسرة رجالا ونساء وأطفالا.

 

فكان شهر رمضان في ذلك العام شهر النزوح للعائلة بأكملها؛ في حين أن شهر رمضان يعني لنا الكثير والكثير نحن ابناء العلّامة محمد يحيى الكحلاني ..  ليُصبح مرحلة جديدة من تاريخ عائلتنا الموحدة  إلى عائلة  نازحة من منازل الأسرة إلى بيوت وشقق الإيجار؛ ومن عائلة موحدة داخل الوطن إلى عائلة شُتت أفرادها على عدد من القُرى والمُدن والدول بعد أن تمكن العدوان من تدمير كل شيء جميل في عائلتنا؛ بما في ذلك تدمير كامل منازل الآباء والأجداد رموز أسرتنا في مسقط الرأس  في ظفير حجة؛ وكأن العدوان قد قرر  اقتلاع العائلة  من جذورها وليس مُجرد النزوح المؤقت.

ولكن هيهات أن يطلب هذه الأسرة الكريمة التي عشت جذورها عميقا في هذه الأرض الطيبة وفي هذا المجتمع اليمني الاصيل..

 

ها نحن اليوم في العام السابع صامدون ومتوكلون على الله ونقول للعدوان ومرتزقتهم خسئتم وخابت مساعيكم، لن ترهبنا طائراتكم ولا صواريخكم ولا تناولات كُتّابكم، فالوطن أغلى وأحب إلينا من كُنوز الأرض فلن نُفرّط في وطننا، ولن نسمح بالإنتقاص من يمنيتنا ووطنيتنا، وسنظل في صف الوطن ما حيينا مسترشدين بقول الله تعالى ﴿قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾

 

كل عام والوطن إلى خير ونصر وتمكين، صوماً مقبولاً، وذنباً مغفوراً، وحسبنا الله  ونعم الوكيل.

*مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com