المنبر الاعلامي الحر

هكذا نجح أنصار الله في إبقاء اليمن موحداً ومنع إندلاع حرب أهلية وهذا ما كشفته مذكرات شريك عفاش في الحكم.. ولهذا السبب الخطير تم إعتقال أحمد بن مبارك ووضع هادي تحت الرقابة بصنعاء (تفاصيل)

هكذا نجح أنصار الله في إبقاء اليمن موحداً ومنع إندلاع حرب أهلية وهذا ما كشفته مذكرات شريك عفاش في الحكم.. ولهذا السبب الخطير تم إعتقال أحمد بن مبارك ووضع هادي تحت الرقابة بصنعاء (تفاصيل)

يمني برس:

 

حلت الذكرى الواحد والثلاثين للوحدة اليمنية هذه الأيام وسط تحديات جمة تواجه بقاء اليمن الموحد في ظل سيطرة التحالف السعودي الأمريكي على الجزء الجنوبي من اليمن وسعي الرياض بشكل مفضوح لإنهاء بقاء اليمن كتلة سكانية وجغرافية موحدة عبر مشروع يعيد الوضع ما قبل 67م وليس فقط شطرين منفصلين متناحرين.

 

الوحدة اليمنية واجهت العديد من المخاطر منذ الأيام الأولى لإعادة توحيد شطري اليمن في مايو العام 1990م ، أتت تلك المخاطر على يد عملاء السعودية وبيد من قاموا بالوحدة.

 

في مذكراته يروي عبد الله بن حسين الأحمر شريك الخائن عفاش في النظام الذي حكم اليمن انه اتفق مع عفاش على تصفية الشريك الاستراتيجي في السنوات اللاحقة للوحدة ، بمساعدة تنظيم الاخوان المسلمين والذي ينتمي اليه الشيخ الأحمر وشهدت اليمن منذ 1991م حملة تخوين ضد الشريك الاشتراكي والذي كان يحكم الجنوب ترافقت مع موجة اغتيالات وتصفيات لكوادر الحزب في صنعاء ابتدئت باغتيال المهندس حسن الحريبي مؤسس حزب التنظيم الوحدوي في صنعاء ومحاولة اغتيال عمر الجاوي  وليس أخيراً اغتيال جار الله عمر في مؤتمر حزب الاصلاح ، مابين عامي 91م و 94م لاحقت الاغتيالات شركاء الوحدة الجنوبيين وحتى أبنائهم حيث قتلت ابنة وزير العدل الاشتراكي لينا مصطفى عبد الخالق آنذاك على يد الشيخ عبد المجيد الزنداني في منزله عام 1992دون ان تقام لذلك محاكمة ولو هزلية ، ودفعهم ذلك الى العودة الى عدن بعد 3 أعوام فقط من الوحدة واعلان الانفصال مجددا بعد أسابيع من الحرب التي اندلعت في صيف 94م ..

 

مع ان السعودية دعمت عبر أذرعها العميلة من حزب الاصلاح الذي تأسس علانية آنذاك مع السماح بالعمل السياسي العلني حملة الاغتيالات لقادة الاشتراكي المحسوبين على معسكر الاتحاد السوفيتي والذي كان يترنح آنذاك ، الا انها عارضت بشكل واضح وعلني تقدم القوات الشمالية أنذاك باتجاه مناطق الجنوب وسعت لعرقلة تقدمها دوليا حيث صدر قراري مجلس الأمن رقمي 924 و931  ، وفرض هدنة اجبارية في يونيو 94م . كما قامت الرياض بالتدخل ميدانيا بالتجاوز للقرارين الدوليين عبر ارسالها قوات السلام وفق ماسمتها الى المكلا عقب اعلان علي سالم البيض الانفصال في 21 مايو 1994م في اتون الحرب ، لكن هذه القوات لم تحدث فارقا يذكر حيث تركز القتال في عدن التي سقطت بعد أقل من شهرين.

 

وحده السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وقف يعارض حرب صيف 94م انطلاقا بمعرفته بنوايا عملاء الرياض ، كما كان صوته عاليا عبر أطر حزب الحق في رفض سياسة الاغتيالات والتحذير من انجرار النظام اليها على الوحدة اليمنية ،

 

ومع ان الرياض عارضت حرب صيف 94م ، بعد ان رأت فيها فرصة وتتويجا لسياسة الاغتيالات التي كان يراد من ورائها اعادة الوضع الى ماقبل مايو 90م  ، لكن طمع عملائها المسيطرين على الحكم انذاك في صنعاء ، في استمرار السيطرة على الجنوب حيث منابع النفط الوفيره في حضرموت وشبوة ، اثار خلافا لم يجر تسويته الا بصفقة في عام 2000م تنازل فيها عفاش والأحمر للنظام السعودي عن الأراضي اليمنية في عسير ونجران وجيزان مقابل عودتهم إلى الحضن السعودي وعودة رواتبهم المقطوعة من قبل اللجنة الخاصة وقبول الرياض باليمن موحدا.

 

خلال السنوات اللاحقة لحرب صيف 94م تعرضت الوحدة اليمنية لانحراف كبير مع سيطرة نظام عفاش وتعمده اقصاء الأطراف الأخرى بتهم الإشتراكية والإمامية ومايستجد من تهم ، لتنفجر الاوضاع جنوبا في عام 2007م بتأسيس ما عرف بالحراك الجنوبي والذي كان عماده المسرحين من القوات الجنوبية بعد هزيمتها في صيف 94م ومطالبتهم بالانفصال نتيجة ما لاقوه من ظلم من نظام عفاش.

 

مع تفجر الثورة الشعبية في 2011 م وذهاب الأوضاع باتجاه التفلت استعادت الرياض حلمها القديم بتجزئة اليمن وشاركتها واشنطن عبر ناشطين جرى بنائهم على يد المبادرة الشرق أوسطية والذي انبثق عنه مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وتم انهاء الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين اليمني والذهاب الى مشروع اقلمة اليمن وسن دستور جديدة يشرعن لذلك ، وشكل ذلك الخطر الأكبر على الوحدة بعد أحداث 94م .

قطع مشروع الأقلمة شوطا كبيرا وكان قاب قوسين او أدنى من التحقق لولا تدخل أنصار الله في اللحظة الأخيرة واعتقال اللجان الشعبية أحمد بن مبارك أمين عام الحوار الوطني 2013م في صنعاء آنذاك ، عراب الأقلمة وحصان طروادة السفارة الأمريكية والدول الغربية للمضي بمشروع تقسيم اليمن إلى اقاليم .

واستطاع أنصار الله انقاذ الوحدة اليمنية من منزلق خطير وتوجيه ضربة قوية ومؤلمة لمشروع الأقلمة عبر اعتقال بن مبارك والذي كان خطوة جريئة وصادمة ووضع هادي تحت الرقابة اللصيقة ، وهو مادفع الرياض والاستخبارات الأمريكية إلى تهريب هادي ،وإطلاق حرب ضروس ، بعد ان فشلت محاولات اشعال فتنة “مذهبية ” عبر مهاجمة المساجد في صنعاء وصعدة في فبراير 2015م تحرك اثرها اللجان الشعبية باتجاه عدن حيث تحصن العميل هادي ولاقاه السفيرين الأمريكي والسعودي ، وبحسب قيادي كبير في أنصار الله فإن تلك الخطوة للجان الشعبية بالتحرك صوب عدن منعت إشعال حرب أهلية كان يخطط لها الأمريكان عبر سياسة المضي بتفجيرات في المساجد والأسواق تثير الناس وتدفع باتجاه الاقتتال والفتنة على غرار ماحصل في العراق.

ويضيف هذا القيادي العدوان والحصار الذي لايزال قائما ، بسبب افشال الحرب الأهلية التي خطط لها الأمريكان والسعوديون عبر الاقلمة أو التفجيرات الإرهابية في صنعاء والمدن اليمنية الحرة والتي لاتزال مشتعلة منذ مارس 2015م  لاتزال مشتعلة من بين أهم أسبابها كذلك موقف أنصار الله من فلسطين وشهد العالم بعد 5 سنوات من الحرب جلوس حكومة هادي والاخوان بجوار نتنياهو في مؤتمر أوسلو  ومضيهم في ركب المطبعين الجدد بعد عقود من التجارة بفلسطين وجمع الأموال زوراء للقدس والأقصى.

مع قيام ثورة 21 سبتمبر وتصدر أنصار الله المشهد حدث تنفيس للاحتقان في الجنوب وعزز ذلك الشعور بالوحدة الوطنية ، حيث كانت مواقف أنصار الله داعمة لوحدة تضمن الحقوق بالتساوي سياسيا وجغرافيا ، وهو ماوضع مزيدا من العصي في دواليب واشنطن والرياض ومنعهما من المضي في مشروع تدمير الوحدة اليمنية ، ومع وصولهما الى حائط مسدود قاما بشن الحرب في 26 مارس 2015 .

تخاذل أبناء المناطق الجنوبية عن دعم الجيش واللجان الشعبية في الأيام الأولى للحرب دفع إلى سقوط مناطقهم تحت الاحتلال في يوليو 2015م ، ووقوع الوحدة اليمنية تحت تهديد جدي عقب سيطرة الرياض والامارات عسكريا على جنوب اليمن ، والمتتبع لخط سير عمليات التحالف يجد فيها محاولة امضاء بالقوة العسكرية لمشروع تقسيم اليمن إلى أقاليم قد لايكون بالضرورة 6 أقاليم ولكن دفع الوضع جغرافيا نحو وضع أكثر تعقيدا من الوضع عشية 22 مايو 1990م.

على مدى 6 سنوات من المواجهة  تصدرت قوى ثورة 21 سبتمبر المشهد السياسي في صون الوحدة اليمنية وتعميد ذلك بالدم ، تلاقيهم في ذلك مكونات جنوبية أحست بذنبها يوم تخلت عن مسئوليتها في مواجهة العدوان وسمح نكوصها في حينه بسقوط عدن في يد التحالف السعودي أو هالها الوضع الأمني المتردي والمتفلت في المناطق الجنوبية وتسلم قوى تابعة للإمارات او للرياض زمام الأمور هناك حيث يجري التلاعب بالأمن والدماء .

الوحدة اليمنية في الذكرى الـ 31 تحت تهديد قائم حيث لايزال التحالف السعودي الاماراتي ومن خلفهما واشنطن والعدو الإسرائيلي ماضيان في انجاز ما يمكن انجازه من مشروع تفتيت اليمن الى اقاليم ، ومنع بقاءه موحدا ، التصريحات السعودية والاماراتية عن دعمها لليمن الموحد تنافيها تماما تحركاتهما على الأرض وصناعة المليشيات المتناحرة ذات المشاريع الضيقة سياسيا وجغرافيا ، حيث تدعم أبوظبي المجلس الانتقالي الذي يرفع العلم الشطري ، فيما تدعم الرياض حزب الاصلاح الذي وافق على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم ويرى في ذلك مصالحه وبقاءه .

انتصارات الجيش واللجان الشعبية منذ 2020م وعملية البنيان المرصوص ساهمت إلى حد كبير برفع سكين التفتيت عن اليمن ، والذي كان سينتج دورة دماء وصدام لاتقف على مستوى الجغرافيا والاقتصاد والنزعات المجتمعية التي كان سيخلقها مشروع الاقلمة.

في الذكرى الـ 31 للوحدة اليمنية فإن الأسوأ قد تم تجاوزه ، والواقع الذي يصنعه تحالف العدوان على الأرض يبقى مؤقتاً ، ومع ذلك يؤكد متابعون أن الخطر يظل كامنا نتيجة ارتماء أطراف يمنية ترى مصالحها في التقسيم وخدمة المحتل في ظل الحرب أو بعد أن ترفع الحرب أوزارها.

(المسيرة نت – إبراهيم الوادعي)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com