محمد بن محمد الشينه : ” زعيم بحجم الأمة “
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / محمد بن محمد الشينه
اكتظت القنوات الفضائية العربية والأجنبية يوم أمس بالأخبار الواردة عن الأحداث في العاصمة صنعاء، وعجت شاشاتها بالمعلومات المتتابعة عما يجري هناك من اشتباكات مسلحة في قلب العاصمة والمراكز الحساسة للدولة، وقد تناولت الكثير من تلك القنوات ذلك الخبر على أنه ملامح انقلاب تقوم به جماعة الحوثي .
فتنامت التحليلات للمحللين السياسيين والاستراتيجيين والعسكريين بأن الوضع في اليمن يعيش عملية انقلابية يقوم بها الحوثيون على الرئيس هادي واستمرت التحليلات تصب في هذا اﻹتجاه حتى احتكم الجميع في الأخير إلى صاحب الكلمة الفصل في هذا الخطب الجلل بعد إعلان الجماعة عبر قناة المسيرة عن خطاب سيلقيه زعيم الجماعة في تمام التاسعة مساء .
يمم العالم أنظاره شطر صعدة شاخصا أبصاره فاغرا فاه ومنصتا بأسماعه نحو ذلك الشاب الثلاثيني اليماني الصعدي الذي أصبح الاسم الأول في المنطقة بلا منازع .
تحدث ذلك الشاب بلسان عربي مبين وببلاغة تعكس نشأته الدينية النقية وبحصافة سياسية تنم عن ذكاء حاد يشي بأننا أمام مشروع قائد عربي من الطراز الرفيع .
ورغم ما بلغه هذا الشاب من حظوة في قومه وقوة بلغت أوجها في الأحداث الأخيرة وبلوغ التحشيد الإعلامي ضده لذروته إلا أنه وبحنكة سياسية منقطعة النظير قطع الطريق أمام كل التوقعات المتربصة التي لطالما روجوا لها كتحليلات سياسية عميقة من مراقبين ومختصين في الشأن اليمني، فتمكن من إفحامهم سياسيا وقلب عليهم تكهناتهم الزاعمة بنيته الانقلاب على السلطة بالرغم من التمكين الميداني للجان الشعبية التابعة لمكونه (أنصارالله)، فلم يتجبر ولم يتغطرس ولم يظهر كملك مظفر يلوح بصولجانه لكل من يقف عقبة في طريقه، وإنما خالف ظنون أسوء المشنعين فكان مطلبه الأساس هو (الشراكة)..
أي إيمان عميق بمفهوم التعايش الأخوي والوطني يمتلكه السيد ليحتم عليه فرضه وهو في موقع المنتصر !!!
إني -ومن وجهة نظري الشخصية كواحد من أبناء الجنوب- لأعجب كل العجب من حالة استثنائية كهذه؛ إذ لم أسمع قط عن رجل بلغ من القوة والاقتدار ما يمكنه من إزاحة رأس النظام من على السلطة وحين تلوح له الفرصة يرفضها ويطالب بالشراكة مع خصومه !!!
استحلفكم بكل مبادئكم ماذا يسمى ذلك ؟!
وأي منهج ينطلق منه هذا القائد ؟!
أوليس ذلك يعني أنه يعي تماما ألا قوة له إلا بالتحامه التام مع كافة أطياف شعبه فضلا عن الشراكة حتى مع خصومه !!!
أليس ذلك يعني بالنتيجة أن هدفه أسمى وطموحه أرقى مما يشنعون بتخرصاتهم وبغمزاتهم التهكمية ولمزاتهم الكيدية..
حقا لقد آن لنا أن نفخر بقائد يماني له أخلاق الفرسان النبلاء وعلى درجة رفيعة من الأخلاق والسمو ما يجعلنا نباهي به العالم أجمع . فحين تتواضع العظمة وتنكر ذاتها في سبيل تحقيق الخير المحض فأنت في حضرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي .
شهامته فاح عبقها الأصيل ليعطر أصقاع المعمورة ويزكى عبيرها كرامة وإباء في كل الأرجاء ليصل حتى أروقة وزوايا مجلس اللاأمن المنتن بعفونة جرائم “الفيتو” بحق الإنسانية..
فعلمهم يا سيد الرفعة كيف يكون الجلال بالاستقامة والرقي بالتواضع والعزة بالصدق ..
وعلمهم أيضا كيف يكون الولاء بالوفاء والمقدرة بالعفو والنصر ب”الشراكة” .