المنبر الاعلامي الحر

يلعب دور الجلاد والضحية.. كتب الناشط في مجال الطفولة “زهير الهناهي”: العجوز أنطونيو غوتيريش يتخلى عن مبادئه لأجل ولاية ثانية.. يتاجر بدماء أطفال اليمن ويتحيَّز بكل وقاحة للقتلة

يلعب دور الجلاد والضحية.. كتب الناشط في مجال الطفولة “زهير الهناهي”: العجوز أنطونيو غوتيريش يتخلى عن مبادئه لأجل ولاية ثانية.. يتاجر بدماء أطفال اليمن ويتحيَّز بكل وقاحة للقتلة

يمني برس:

 

العمل في مجال الطفولة أمرٌ لم يكن باليسير لي خلال فترة الحرب الظالمة على اليمن، فمنذ العام 2015 عندما تطوعت في مجال حماية الأطفال وكنا نعمل حينها في مجال الدعم النفسي للأطفال ضحايا الحرب حيث تم تدريبنا على اتفاقية حقوق الطفل وقائمة العار الدولية التي فيها يتم إدراج كل من ينتهك حقوق الطفل حسب الانتهاكات الستة الجسيمة، حينها ظننت أنه بالفعل هنالك من يقف مع الأطفال، فمارست العمل في هذا المجال، وكانت تجربة مريرة في ظل اشتداد وتيرة الاشتباكات، وكذلك استهداف الطيران حيث لم ولن أنسى أصوات تلك الانفجارات الناتجة عن ضربات طيران تحالف دول العدوان التي كانت تدك منازل الأبرياء، حينها كنت أعمل وأنا على قناعة بأني في أي لحظة سأخرج فيها للعمل يمكن أن لا أعود بسبب عملنا في أغلب مديريات إب فطيران التحالف قد استهدف مجموعة من المراكز التي تقدم الخدمة للأطفال في حجة وصنعاء ويقول انها اخطاء…

 

لن يشعر بتلك المعاناة التي عانيتها أنا وزملائي في العمل إلا من عاش تحت أصوات ودوي تلك الانفجارات والضربات الوحشية الناتجة عن قصف الطيران
وكانت تلك المشاهد والصور للأطفال الذين قتلوا تدمي القلب وفي تلك الفترة كنت أشعر بأن تحالف العدوان ارتكب حماقة غير عادية وتورط في انتهاكات سيُحاسب عليها.

 

وما هي إلا أيام حتى استهدف طيران التحالف منزل “الدكتور نبيل الجماعي” هنا في “إب” وقتل أطفالاً في تلك الضربة حينها فتم تكليفي من قبل إدارة الدفاع الاجتماعي في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة “إب” بالنزول والتحقيق في هذا الانتهاك وتقصي الحقائق، كنت سعيداً باني في لجنة رصد انتهاك وتم نزولنا لموقع الضربة مع الأخصائية الإجتماعية “جيهان الفهد” ماذا سأقول لكم… والله إنه لاتوجد كلمة تصف حجم ذلك الشعور الأليم الذي شعرت به وانا أرى مشاهد فظيعة ووحشية، رأيت منزلاً قد دُمّر وأطفالاُ في سن الزهور تحت ركامه بدون ذنب ولا جريرة قد ارتكبوها، والله إن الدمعة سقطت من عيني على أطفال بيت “الجماعي” الذي لم يكن هدفاً عسكرياً ولا يوجد له أي ارتباط مع أي جهة عسكرية، أقسمت حينها بأن أقاضي التحالف على جرائمه بحق أطفال اليمن مهما كلفني الأمر .

 

مرت الأيام وازدادت جرائم تحالف العدوان بحق أطفال اليمن، فمن منا نسي ذلك المشهد الوحشي لقصف أطفال “ضحيان” ومن سينسى أطفال “سعوان” وأطفال “السنباني” وأطفال “التحيتا” وأطفال “حي الرقاص”؟ من سينسى مشهد الطفلة بثينة وبيت الحالمي؟ من سينسى كل المجازر في اليمن وكلها جرائم ضد الإنسانية؟ ومن المفترض بأن كل تلك الجرائم وغيرها كفيلة بادراج التحالف بقائمة العار الدولية حسب ميثاق الأمم المتحدة.

 

لكن ماحصل على أرض الواقع لم يكن متوقعاً حيث بدأت الوقاحة في العام 2020 حينما تفاجأنا بقرار الأمم المتحدة باستثناء السعودية من قائمة العار الدولية لمرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال، حينها أدان الجميع هذا القرار واستنكره وقمنا بتنظيم وقفات عدة أمام الأمم المتحدة لرفض هذا القرار ولكن للأسف من طالبناهم كانوا بشراً ليست فيهم صفة الإنسانية، هذا التصرف أصابني بالصدمة، رغم كل هذا كان هنالك بصيص أمل بأن الأمم المتحدة ستتراجع عن قرارها، فقمنا بتنظيم ندوة في اليوم العالمي لحقوق الطفل 2020 وشاركت في ورقة عمل حول المواثيق الدولية لحقوق الطفل وقائمة العار الدولية، حينها قلت بصحيح العبارة بأنه للأسف الأمم المتحدة تعمل على تبادل الأدوار بين لعب دور الجلاد ودور الضحية حيث تتستر على جرائم تحالف العدوان السعودي بحق أطفال اليمن.

 

والأمر الذي أثار غضبي يوم الجمعة بدرجة غير عادية هو قراءتي لقرار أنطونيو غوتيريش بخصوص تبرئة تحالف العدوان من جرائم انتهاك حقوق الأطفال وتحيزه لهم بدرجة واضحة وقيامه بإدراج مكون “أنصار الله” في قائمة العار الدولية، وهذا القرار بطبيعتة قرار غير عادل وقرار ظالم ويثبت أن الأمم المتحدة تخلط بين دور الضحية ودور الجلاد، حيث تجاهلت كل جرائم العدوان بحق أطفال اليمن وحصارها الوحشي المفروض لأكثر من ستة أعوام.

 

هذا القرار أتى على لسان العجوز غوتيريش الذي يتاجر بدماء أطفال اليمن لأجل ولاية ثانية، حيث يخالف كل قوانين الأمم المتحدة وميثاقها وميثاق المحكمة الدولية ويتحيز بشكل واضح لأحد أطراف النزاع في اليمن ويرتكب حماقة كبيرة، وأنا أحمله المسؤولية الكاملة عن فشل أي مفاوضات لأنه ليس بشراً ولأنه قد أثبت بأنه غير محايد بل ومتحيز لأحد أطراف الحرب في اليمن يعمل تاجراً في دماء أطفال اليمن ويجب معاقبته ومحاسبته.

 

*رئيس منظمة حماية المراهقين والناشط في مجال الطفولة – زهير الهناهي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com