المنبر الاعلامي الحر

لماذا يتوجب على لندن وصنيعتها أن يقلقا حيال مشهد الولاية الجامع في اليمن

لماذا يتوجب على لندن وصنيعتها أن يقلقا حيال مشهد الولاية الجامع في اليمن

يمني برس:

 

أكثر من مائة ساحة احتشد فيها اليمنيون في ذكرى غدير خم يوم ولى الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم الإمام علي عليه السلام على الأمة الاسلامية ، مطلقا مرحلة صون الدين الوليد من الانحرافات والمؤامرات التي استهدفته منذ اليوم الأول لوفاة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله.

ظل اليمنيون يحيون يوم الغدير باحتفالات شعبية وقبلية محصورة ، مع تولي عملاء للسعودية داعمين للحركة الوهابية التي تناصب كل ما يتصل بآل البيت والإمام علي العداء الحكم منذ عام 1962م ، وتسخير الدعم السياسي والأمني لخدمة الحركة الوهابية التي اخذت تنتشر في المناطق اليمنية مستفيدة من الدعم المالي السعودي والغطاء السياسي للنظام السابق.

أكدت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م ان علاقة اليمنيين بالإمام علي وآل البيت الكرام لم يصبها كثير من الضرر بفعل السكين الوهابية والانتشار الكبير على مستوى المناطق والمال الكبير الذي امتلكته وتم عبره شراء مراكز النفوذ القبلي لعقود ، الصمود في مواجهة العدوان احد تجليات هذه الحقيقة يقول مطلعون على الشأن اليمني.

شكلت حركة أنصار الله النابعة من جذور الشعب اليمني رافعة قوية لاستعادة اليمن وجهته الصحيحة سياسيا وايضا هويته الايمانية الزيدية والشافعية والصوفية بوجه الوهابية الدخيلة التي اضمحلت بعد انكشف أمر اتباعها خلال العدوان ، وانهم لم يكونوا سوى رافعة للغزو الحديث لليمن ، وخنجرا بظهر شعبه سفك دماء الالاف .

خلال السنوات الماضية فتح السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الباب واسعا أمام مراجعة حقيقة للوضع الاسلامي ، متجاوزا في ذلك الجغرافيا اليمنية الى اصلاح شامل للأمة ينطلق من اجراء مراجعات جريئة من قبل المرجعيات الاسلامية سنية او شيعية .

وعاما بعد آخر يعيد السيد عبد الملك جوهر الضعف الذي أصاب الأمة الى التنصل على مقتضى توجيه غدير خم الالهي لكون رسول الله محمد صلى الله عليه وآله لا يأتي بأمر بسيط من تلقاء نفسه والاسلام غطى كل الجوانب حتى في شأن زيارة البعض للبعض ، فكيف بأمر جلل كنظم امر الأمة بعد وفاته .

وفي هذه النقطة يرى مفكرون اسلاميون بان أنصار الله في اليمن يقدمون فعلا ثوريا دينيا في الصدح بأمور حاول من سبقوهم تجاوزها ، لكن واقع الأمة الاسلامية والمنطقة العربية كانت دليلا واضحا على فشل تلك الرؤى لعقود اعتمد التقريب بين المذاهب الاسلامية على القفز على الماضي ، وطمر الماضي دون تبيان الأخطاء التاريخية التي ارتكبت وساهمت في وصول الامة الى وضع مذل أمام اعدائها ، ومحاولة ايجاد منصة جديدة لتوحيد الأمة ، لم يكتب لها النجاح .

وخلال عقود تحولت لقاءا التقريب بين المذاهب الاسلامية الى منصات تحاول تخفيف التوتر الذي يختلقه الغرب بين المسلمين ، ومحاولة منع توسع نيران الفتن ، وفي السنوات الاخيرة سقطت حتى مراجع كبيرة في اتون الفتن المصطنعة من التاريخ الاسلامي والذي طالما استغلتها الصهيونية لمنع تقارب المسلمين وصنع وحوش تلطت باسم الاسلام لسفك دماء المسلمين وتشويه الاسلام بل ونبيه محمد كداعش والقاعدة وجماعات على هذه الشاكلة ، اثبتت الحرب على اليمن انها بيادق في يد الاستخبارات السعودية والامريكية تقاتل اينما اريد لها ان تقاتل مع وضع عناوين دينية فقط.

الخوف من الاسلام تحول الى ظاهرة عالمية ، انتشار مشاهد قطع الرؤوس في سوريا والعراق وليبيا ومناطق اخرى حول العالم ، وضع الاسلام الحقيقي أمام مازق بقاء حقيقي لمسه بصورة كبيرة الجاليات الاسلامية في بلدان اوروبا والامريكيتين .

الاحتفال بالمولد النبوي يمنيا يتوجه برسالته الاساسية الى الغرب والرأي العام هناك بان الاسلام الحقيقي هو فوق ماروجته الوهابية واذعها الاجرامية ، بينما تتوجه رسالة الحشود اليمنية في عيد الغدير الى الامة ذاتها ، لتذكيرها بوجود محطة قواعد اساسية يمكن اعادة البناء عليها وسد الثغرات التي ينفذ منها دوما اليهود وعملائهم الذين يساقون واحدا تلو الاخر على مذبح التطبيع.

الدوائر الاستخباراتية البريطانية والصهيونية التي تولت كبر زرع الانقسامات بين المسلمين مطلع القرن العشرين ، وخلق كيانات مصطنعه في الجزيرة العربية بهدف تقسيم الامة وحماية ” اسرائيل ” لن تكون قادرة على اخفاء قلقها إزاء نتائج المشهد الكبير والمتنامي سنويا الذي يقدمه اليمن في يوم الغدير ، من شان التقاء المسلمين على قراءة منصفة لما حدث ذلك اليوم أن يجتث بسهولة كثيرا من المؤامرات ، وان يقربهم نحو وحدة حقيقية ، فالإسلام بعكس سواه دين حي قادر على ان يبعث الروح من جديد في نفوس اتباعه ، واليمن الصامد في وجه عدوان كوني وحصار قاسي خير مثال على ذلك .

اليمن لم يعد ذلك البلد الذي لا يؤبه له او ينصت له الاقليم ، يؤكد سياسيون وعسكريون بأن هناك بلد يولد من جديد ، ولم يعد بعيدا أن يصبح مركز ثقل عربي واسلامي بعد انتهاء الحرب الكونية عليه ورفع الحصار .

واقع الميدان العسكري ولهاث المبعوثين الأمريكي والأممي ومعهما دول الإقليم التي شنت الحرب لعقد لتقديم ما ترتئيه صنعاء من تنازلات مقابل وقف اطلاق للنار، وتحوله كذلك الى مركز ثقل لمحور مقاوم ، مؤشر قوي على ذلك أيضا.

اصلاح الوضع العام للمسلمين ، هدف يجاهر به أنصار الله ولن يكون بمنأى عن اولوياتهم عقب انتصار اليمن مع أحرار وشرفاء من كل الطوائف ،  سد الثغرات وتحصين الأمة ان تولد فيها وهابية من جديد او تخلق سفاحا داعش أخرى ، أمر تخشاه دوائر الاستخبارات الغربية وتخشاه ” اسرائيل بطبيعة الحال التي ماوجدت الا نتيجة تلك التناقضات الدينية المصطنعة واستمرار تغذيتها.

(المسيرة نت – إبراهيم الوادعي)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com