المنبر الاعلامي الحر

مقال جدير بالقراءة للشهيد عبدالكريم الخيواني بعنوان: “تعز تستحق الأفضل والرهان على الوعي”

مقال جدير بالقراءة للشهيد عبدالكريم الخيواني بعنوان: “تعز تستحق الأفضل والرهان على الوعي”

يمني برس:

 

أبناء تعز غدا أمام اختبار للوعي. ما قرأته عن المسيرة، يعني تصفية خلافات مراكز قوى، ونافذين وأحزاب بيد أبناء تعز، ومع وضد، ليس الأمر شوقي ولا غيره، الأمر مايزال التغيير باليمن كلها.

 

تذكروا أن روح تعز وزعت نفسها شهداء بكل الساحات، يحملون حلم اليمن. تذكروا أن مدنية تعز عندما ضربت بالسلاح، ضربت معها الثورة، تذكروا أن وعي تعز استهدف مبكراً من صالح بالتحريض ضدها.

 

لست مع شوقي هائل، وأنا ضد الجمع بين السلطة والتجارة، ولست مع خصومه وأجدهما وجهين لعملة واحدة، وكلاهما بممارساتهما يؤكدون أن الثورة أجهضت، وأننا نحتاج ثورة ضد كل فساد واستغلال وعنف وسلاح من أي طرف.

 

لا تنقسموا حول الأشخاص ولا الأحزاب، بل توحدوا حول هدف التغيير وضد الواقع السيئ بكل ما فيه. إياكم أن تقعوا بفخ مواجهة بعضكم. ألا تتذكرون أن سياسة “صالح” كانت ضرب أبناء الشعب ببعضهم، وتسليط هذا على ذاك؟! مايزال “صالح” موجوداً وشركاؤه موجودين وهم يحملون نفس عقليته، فلا تكرروا الغلطة، ومايزال أمامنا استحقاق محاكمة من استباحوا تعز وأحرقوا ساحتها.

 

ارفضوا الظلم والفساد والممارسات الخاطئة من أي طرف، وارفضوا هيمنة واستعلاء أي طرف، واحذروا الانقسام، لأنه يكرس مصالح أصحاب النفوذ ومراكز القوى بصنعاء، وفي صالحها فقط.

 

تعز لم تنجُ بعد من المؤامرات، والرهان اليوم هو رهان على وعيكم، ووعيكم على المحك، اليوم، وتعز تستحق الأفضل والأجمل.

 

البقايا ماتزال تريد الهيمنة، والإصلاح يريد الهيمنة، وتعز لا يجوز أن تتحول إلى ساحة تصفية حسابات للخصوم والشركاء ومراكز النفوذ، فلتكن ثورتنا ضد كل من استخف وأفسد وأجرم بحق تعز والشعب اليمني كله.

 

اخرجوا ومارسوا حقوقكم الدستورية، لكن لا تخرجوا بما يوظفه طرف لصالحه. اخرجوا ضد القبح والشر الذي يعصف بالبلد، وتذكروا أن تعز التي من عقدين تنتظر مياه الشرب، لا ينقصها الانقسامات التي يصدرها المركز ورجاله.

 

أشتاق لتعز، المدينة التي تفتحت عيوني ووعيي بها، وأخاف على تعز التي أفتقدها كما عرفتها، وأكتب هذا بوعي من يؤمل بتذكير الجميع أنه مايزال أمامنا مهمة القيام بثورة ضد جميع الفاسدين والمجرمين واللصوص، جميعاً في كل الأطراف، والوصول إلى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، والمساواة والقانون وقبول الكل بالكل من أجل شهدائنا وجرحانا، ومن أجل أن نمتلك وطناً يصلح للعيش..

 

والله من وراء القول.

 

*مقال كتبه الشهيد عبدالكريم الخيواني – بتاريخ 20 نوفمبر 2012

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com