المنبر الاعلامي الحر

أكثر من مجرد قافلة نفط .. إنتصار حزب الله الإقتصادي يعزز ثقة اليمنيين بكسر الحصار

أكثر من مجرد قافلة نفط .. إنتصار حزب الله الإقتصادي يعزز ثقة اليمنيين بكسر الحصار

يمني برس:

 

لم تكد قافلة النفط الإيراني تستقر في ضاحية بيروت الجنوبية حيث انتهى بها المسير وسط احتفالات شعبية على امتداد طريقها من ميناء بنياس السوري حيث افرغت السفينة الايرانية حمولتها الى نقطة التوزيع من ضاحية بيروت، حتى كشفت وسائل اعلام لبنانية عن مغادرة عاجلة ومفاجئة للسفير السعودي وليد البخاري.

 

قناة الجديد اللبنانية المقربة من المعسكر السعودي الاماراتي ذكرت أن السفير البخاري غادر على عجل بيروت الى بلاد للتشاور دون ايضاح الاسباب .

 

تعبر مغادرة السفير السعودي للبنان بعيد ساعات من وصول قافلة النفط الايراني الاولى عن عظيم الفشل غير المتوقع الذي منيت امريكا والغرب وادواتها الاقليمية بما في ذلك ” اسرئيل ”  وانسداد الافق امام هذه الدول في مواجهة حزب الله ، سريعا انهارت الحرب الاقتصادية على لبنان ويجري تحطيم اسوارها بيد من فرضوها لمحاولة تحقيق ما أمكن من المكاسب وتضليل الرأي العام اللبناني عبر تسهيل  استجرار الغاز المصري وهم الامريكيون من وضعوا العوائق امامه وهم من يرفعونها اليوم تحت ضغط خطوات حزب الله .

 

الاستقبالات الشعبية اللبنانية لقافلة النفط الايراني الاولى تتجاوز فرحة اللبنانيين بوصول قافلة محروقات بعد حاجة ماسة نتيجة ازمة شديدة مفتعلة وحصار اقتصادي فرضته واشنطن وحلفائها لإيلام الشعب اللبناني وبيئة المقاومة ، الى كون وصولها يعبر عن تحول استراتيجي في المنطقة , فبعد ان كان المكان الذي يرفع عليه حزب الله أو يعود له يقصف ويدمر ، اضحى امنا حتى صهريج يرفع عليه ذلك العلم ولو اغتال قيصر وقانونه الجائر .

 

بكل وضوح يشير المتابعون الى أن وصول قافلة النفط الايراني تعبر عن مشهدية جديدة تدلف اليها المنطقة فواشنطن التي تتوعد وتوعدت بمنع ايران من بيع النفط وانها ستستهدف سفن النفط الايراني لم تجرؤ على فعل ذلك في مواجهة سفينة ايرانية بحماية حزب الله ابحرت جهارا نهارا ، ونقلت حمولتها جهارا نهارا كذلك الى لبنان .

 

ويضيف هؤلاء لولا قوة حزب الله ومحور المقاومة ما كان لهذه القافلة النفطية ان تعبر البحر والبر الى وجهتها ولكانت استهدفت من قبل واشنطن واسرائيل واطراف محسوبة عليها لو كانت الظروف والمعطيات مختلفة .

 

ظن الكثيرون ان حديث السيد حسن نصر الله المين العام لحزب الله بداية عن تامين المحروقات واستيراد النفط من ايران ومواجهة الحصار الامريكي مجرد تهديدات لأحداث حلحلة في الملف الحكومي وتخفيف الضغط عن حزب الله وبيئة المقاومة ، لكن انطلاق السفينة الايرانية من اللحظة الاولى قلب كل المعادلات ، وخاصة مرورها الأمن دون تعرض لأي أذى في ظل اشتعال المواجهة البحرية بين ايران وكيان العدو الصهيوني ، ويتوقع خلال ايام وصول ناقلة بنزين اخرى .

 

وفي هذا الصدد قالت وسائل الاعلام الصهيونية ان “اسرائيل ” وجدت نفسها غير مخيره في عدم استهداف السفينة لكونها لا ترغب في المواجهة مع ايران او حزب الله .

 

حكومة العدو اقرت ضمنا بان حزب الله نجح في تجاوز الاختبار الصعب الذي وضع امامه من قبل واشنطن وحلفائها في المنطقة وادواتهم في الداخل اللبناني ، وقلب كل النتائج لصالحه اليوم ، فهو اليوم يحصد شعبية كبيرة ، وأضحى مصدر ثقة لكل اللبنانيين.

 

وبحسب وسائل الاعلام اللبنانية فإن الشركة المعنية بتوزيع مادة حمولة القافلة الاولى من مادة المازوت تلقت اتصالات حتى من مؤسسات لاتكن ودا لحزب الله للحصول على المحروقات الاساسي لاستمرار عملها .

 

وقال متابعون للشأن السياسي اللبناني إن الازمة الاقتصادية بدفع خارجي ودفع لبنان للانهيار كان يراد منه محاصرة حزب الله ودفعه الى مواجهة مع الداخل وبيئته التي يجري تجويعها كل يوم اكثر فأكثر ، لكن الحزب بقرار جرىء وهو خوض الحرب الاقتصادية والقيام بجزء من مهام الدولة كتوفير المحروقات والدواء ومواد اساسية من دول محسوبة على المقاومة ، استطاع قلب الطاولة لصالحه تماما ، بل تعدى بيئته بقرار توزيع النفط والمواد الاساسية لكل لبنان الى احداث تحريك في حالة الجمود والفرز المجتمعي على مستوى لبنان فيما يتصل بالموقف من المقاومة .

 

وأضاف هؤلاء أنه كان بإمكان المقاومة اللبنانية ان تقصر جهدها وذلك اكثر راحة بالطبع على تامين احتياجات بيئتها ، لكن قرارها الجرىء بمواجهة الحرب الاقتصادية هو لصالح كل لبنان ، بما فيها تلك الطوائف التي ينخرط زعمائها الى الحرب الاقتصادية على حزب الله ، فاجأ الامريكيين ودفعهم لمحاولة لملمة الموضوع كما يقال ، فهرعت السفيرة الامريكية لتعلن عن استثناءات في قانون قيصر لعقاب سوريا وتسمح باجترار الغاز المصري عبر الاردن وسوريا الى لبنان ، وتسهل اجراءات تشكيل الحكومة بعد اكثر من عام على عرقلتها .نتائج ومتغيرات كثيرة في الطريق سيجلبها انتصار حزب الله في الحرب الاقتصادية التي فرضتها واشنطن وحلفائها تتجاوز الجغرافيا اللبنانية الى كل المنطقة والبلدان التي تواجه حرب التجويع الامريكية القذرة .

 

اعتمدت امريكا في استراتيجيتها الجديدة نتيجة عجزها عن خوض الحروب العسكرية بشكل واسع ، الى تفضيل الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع لقطف الثمار ، وذلك مايحدث في اليمن ويجري مواجهته رغم الصعوبات الجمة .

 

الفرحة هنا في اليمن كبيرة بكسر الحصار الاقتصادي على لبنان ، فاليمن يواجه حربا اقتصادية شرسة من قبل المحور الامريكي ، ويعرف ماعاناه الشعب اللبناني من مرارة والم لكونه لايزال يعيش اضعاف هذه المعاناة في ظل عدوان مستمر وحصار قائم ويجري تشديده بين الحين والاخر .

 

ومن هذا المنطلق فإن انتصار حزب الله الاقتصادي عده متابعون دافعا معنويا كبيرا للمفاوض اليمني والقيادة اليمنية بإمكانية كسر الحصار قريبا ، والاحتفال كما احتفل اللبنانيون بقافلة الكرامة كما سموها ، حين تعاود سفن النفط في المقدمة وتدفق السلع التجارية عبر ميناء الحديدة والادوية عبر مطار صنعاء دون قيود .

 

(المسيرة – إبراهيم الوادعي)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com